بقيت مشاركة إسرائيل في حرب أمريكية محتملة ضد العراق مسألة مفتوحة أمس الخميس في أعقاب المحادثات بين الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. ولم تظهر صورة واضحة بعد الاجتماع الذي دام 45 دقيقة في المكتب البيضاوي يوم الاربعاء بشأن ما إذا كانت إسرائيل سترد إذا شن العراق هجوما بالصواريخ انتقاما من هجوم عسكري أمريكي للاطاحة بالرئيس صدام حسين. وقال مسؤول إسرائيلي كبير دون ان يخوض في تفاصيل إذا تعرضت إسرائيل لهجوم فإنها تعرف كيف تدافع عن نفسها. وأضاف بوش إلى الخلط الذي ساد عندما بدا وكأنه يؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن النفس في أي تسلسل للاحداث، وفي وقت لاحق أسرع مسؤول من البيت الأبيض ليقدم توضيحا لتصريحات الرئيس الأمريكي على انها لا تنطبق على الموقف في حرب مع العراق حيث انه هناك حاجة لاجراء مزيد من المشاورات بشأنها. وقال بوش للصحفيين إذا هاجم العراق إسرائيل غدا فانني أفترض ان رئيس الوزراء سيرد لان لديه رغبة للدفاع عن النفس. وفي الشهر الماضي قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد لأعضاء الكونجرس انه سيكون من مصلحة إسرائيل إلى حد بعيد البقاء بعيداً عن أي حملة أمريكية ضد العراق مثلما فعلت عندما أطلقت بغداد صواريخ سكود على أهداف إسرائيلية في حرب الخليج عام 1991. وأي عمل عسكري إسرائيلي ضد العراق سيقوض على الارجح أي تأييد عربي «مفقود حاليا» لحرب الولاياتالمتحدة للاطاحة بصدام بسبب المزاعم بامتلاكه اسلحة دمار شامل. وهناك رسالة واحدة ثابتة حسب تصريحات مسؤول إسرائيلي كبير للصحفيين الذين يرافقون شارون في زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام لواشنطن وهي ان إسرائيل لن تخفض عملياتها العسكرية ضد النشطاء الفلسطينيين ولم يطلب منها ان تفعل ذلك. وكانت إسرائيل قد واجهت انتقادات بشأن وقوع خسائر في صفوف المدنيين في غاراتها الاخيرة في قطاع غزة. ويشترك بوش وشارون في هدف تغيير الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بزعماء جدد يقول بوش انه يجب الا يشينهم الارهاب على حد تعبيره. وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير لن يكون هناك تراجع عن محاربة الناشطين لا الان ولا في المستقبل ولا خلال أي حملة قد تقع أو لا تقع. وذهب شارون إلى واشنطن وهو يحمل معه تقارير مخابرات تشير إلى ما وصفته مصادر أمنية إسرائيلية بأنه خطط من جانب نشطاء لشن 20 هجوما على الاقل في إسرائيل قريبا. وقال بوش انه لم يقرر بعد شن هجوم على العراق وانه يأمل في ان تتمكن الأممالمتحدة من اقناع صدام بانهاء برامجه الكيماوية والبيولوجية والنووية المشتبه بها. وقال بوش بعد ساعات من توقيع قرار الكونجرس تفويضه شن حرب ضد العراق إذا دعت الحاجة اننا نأمل في ان ينزع النظام العراقي اسلحته سلميا. وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير ان شارون كان في محادثاته مع بوش على اطلاع جيد بشأن العمل الذي ستقوم به الولاياتالمتحدة لتحييد تهديد صاروخي عراقي ضد إسرائيل في حالة نشوب حرب. وقال المسؤول وهو يعرب عن ثقته في ان واشنطن ستعطي لشارون تنبيها كافيا قبل بدء العمليات ضد العراق أعتقد ان الولاياتالمتحدة تبذل كل جهد ممكن لمنع أي أذى يمكن ان يمس إسرائيل. لكن شارون سيواجه على الارجح ضغوطا في الداخل للرد في حالة تعرض إسرائيل لأي هجوم بيولوجي أو كيماوي. وأصبح من الشائع القول في إسرائيل الان ان عدم ردها على 39 صاروخاً القاها عليها العراق في حرب الخليج أضر بشدة بقدرتها على الردع في العالم العربي.