«لقد بلغ السيل الزبى» من هنا أبدأ في طرح وجهة نظري كمستثمر في مجال بيع الخضار والفاكهة. فبدعم من حكومتنا الرشيدة واستجابة لنداء السعودة قمنا بالاستثمار في هذا المجال والحمد لله واجهنا الكثير من الصعوبات في بداية الأمر إلا أن الأمر بدأ يتحسن تدريجيا وبدأ الجميع يقتنع بالسعودة ويتعامل مع الشباب السعودي إلا أنه للأسف نظرا لقلة الشباب السعودي الراغب في العمل في هذا المجال انحسر العمل على فئة من الشباب من أحد مناطقنا الغالية بالمملكة وهي معروفة لمن يتعامل مع الشباب مباشرة في الحلقات والمحلات والمراكز التجارية ويكثر منها حالة التسرب من العمل. وقد كنا نطمع في دعم الشباب السعودي وفتح مجالات الاقراض والتمويل من جهات تمويلية بالمملكة ليتمكن الشباب من بناء مستقبله والبدء في الأعمال المهنية والحرة والتجارية كما كنا نتوق إلى أن يتحرك البنك الزراعي أو بنك التسليف السعودي ويدعما هؤلاء الشباب تمويليا وفق شروط وضوابط وأنظمة محددة وميسرة ويأخذوا بزمام المبادرة إلا أن مثل هذا كان بمثابة الحلم والسراب ومع هذا تمكن الشباب البعض منهم من فتح محلات ومراكز وعملوا واستمروا وهناك من خسر وانسحب وهناك بين البين وعندما نبحث عن الأسباب الحقيقية لمثل هذا التواضع والقلة من الاقبال على العمل في مجال بيع الخضار والفاكهة لوجدنا الأسباب تنحسر تقريبا فيما يلي: 1- قلة الشباب الراغب في العمل في هذا المجال وانحسار الراغبين على شباب منطقة فقط من مناطق المملكة. 2- نظرة المجتمع الدونية لمن يعمل في هذا المجال ولمن يعمل في الأعمال المهنية والحرفية. 3- عدم فهم الشباب للقرار الحكيم للسعودة واللجوء للبيع الجائل في الطرقات والأماكن العامة وعند المساجد. وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية والالتزام بالأسواق النظامية. 4- المنافسة غير المنطقية من المجمعات والأسواق الكبرى والسوبر ماركت التي لم تنطبق عليها شروط السعودة. 5- تعسف مراقبي البلديات والأمانات وكثرة منح الغرامات والمخالفات للشباب المنخرطين حديثا في هذا المجال والقليلي الخبرة والممارسة مما سبب عزوف الكثيرين عن العمل. وهنا سأتحدث عن مدينة الرياض فقط فالناظر إلى أسواق الجملة والحلقات الرئيسة التابعة للأمانة في كل من «العزيزية - عتيقة - البديعة - الشمال - الربوة» يأسف للحال الذي وصلت إليه هذه الأسواق والحلقات الهامة للمدينة فهي ينطبق عليها القول بأنها أسواق وحلقات أشباح فالمباسط والمحلات العاملة بها لا تتجاوز «30%» من المساحة الكلية وباقي المساحة «70%» خاوية على عروشها وفي منظر مزرٍ .ان نجاح تجربة السعودة في مجال أسواق بيع الخضار والفاكهة داخل مدينة الرياض محدود جدا ومن واقع الممارسة والتجربة نجد أن الوضع يحتاج لاعادة نظر وتقييم للتجربة والبحث عن الأسباب الحقيقية التي تجعل الشباب يعزف عن الدخول في هذا المضمار وتحمل المسؤولية وأقول بالفم المليان إن من أهم الأسباب الحقيقية والمباشرة قضية التمويل والتمويل فقط هو الذي يسند الشباب ويحفزهم للعمل بجد ومثابرة. اننا نتطلع إلى المسؤولين الكرام وعلى رأسهم سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس مجلس القوى العاملة بتحقيق مبدأ العدالة والمساواة على جميع الأسواق والحلقات والمحلات والمباسط والمراكز داخل الأحياء والمدن والمجمعات والأسواق الكبرى والسوبر ماركت على مختلف مساحاتها التي ما فتئت بين فينة وأخرى من انزال الدعايات والاعلانات بالصحف والمجلات والمطويات والنشرات وعمل التخفيضات والجوائز والمسابقات لجذب المستهلكين والعملاء لهذه المجمعات والمراكز الكبرى وقامت باستغلال الفراغ الحاصل في السوق وتوسعت في تجارة الخضار والفاكهة بأبخس الأثمان التي لا تحقق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة والمساواة وتجعل الشباب يستمر ويستثمر في هذا المجال. فقد بلغت التخفيضات في هذه المجمعات إلى حد أن السعر أقل من ما يتحصل عليه المزارع نفسه من زرعه أو الوكيل من استيراده من الخارج وبلغت حمى التخفيضات ودغدغت مشاعر المستهلكين الزبى. ولسان الحال يقول: إن الشباب السعودي غير قادر على اعطاء المستهلك الجودة والسعر الأفضل. اننا كمستثمرين نناشد سيدي صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز بفرض السعودة على الجميع وخاصة هذه المجمعات الكبرى والسوبر ماركت خاصة من يعملون في أقسام الخضار والفاكهة فيها أو منعهم من مزاولة نشاط بيع الخضار والفاكهة من خلال مجمعاتهم ومراكزهم والسوبر ماركت كي تقل حدة كسر الأسعار وتكون المنافسة شريفة وعادلة للجميع. ونتطلع إلى حث الشباب السعودي للانخراط في هذا المجال ونناشد مجلس الغرف التجارية السعودي وصندوق تنمية الموارد البشرية بفتح باب التدريب التعاوني للشباب والمطالبة بالدعم والتمويل والتأهيل لهؤلاء الشباب. كما نأمل السماح باستخدام العمالة الوافدة بنظام التأجير من مكاتب استقدام مصرح بها بموجب عقود موثقة من الجوازات واشراف البلديات لاستخدامها في أعمال النظافة العامة والتحميل والتنزيل لعزوف الشباب السعودي عن هذه الأعمال. وبالله التوفيق ناصر بن عبدالله آل فرحان رجل أعمال ومستثمر بالقطاع الخاص