عتبي على البعض حين يعزون الخلل الموجود في أحاديثنا في اللغة العربية ومخاطباتنا وعباراتنا إلى ذات اللغة ويتهمونها بضعف استيعابها لأسماء المخترعات الحديثة ولعلي أوجز القول في الرد في هذه النقاط: 1 - في الأصل اللغات لا تحاسب فهي نتاج بشر نتيجة تراكمات تاريخية وثقافية واجتماعية و...فلو قدر لك أن تحاسب اللغة العربية فعليك أن تكون متقناً لكل اللغات وميزاتها وعيوبها وتضع لها معايير تكون مصدراً للحكم على اللغات ومن ثم تعطينا ترتيب اللغة العربية بين اللغات وهذا يبدو لي قريباً من المحال. 2- بعض أهل اللغات وضعوا قواعد كي يتم الاحتكام لها في حال وجد خلاف بين أهل اللغة نفسها ولا يخفى على الجميع قيمة قواعد اللغة العربية بالنسبة لنا مرجعًا لكلامنا وكتابتنا. البعض يرى أنها لم تستوعب الاكتشافات والمخترعات الحديثة فصرنا نستخدم المسميات الأجنبية مثل (اللابتوب أو المايك أوالبريك أو الدينمو) هذا صحيح، ولكن القصور ليس في اللغة بل في أهل اللغة خصوصاً مجامع اللغة العربية وبعض جهات الترجمة التي هي معنية في التعريب. فصحيح أنها تعرّب ولكنها أبعد ما تكون عن النموذج الأفضل للتعريب وذلك في تشددها للتمسك في الجذر اللغوي، وهذا خطأ فادح جعل الأسماء التي عُرّبت لم تلق قبولا لدى المجتمع العربي فأصر المجتمع على استخدام المسمى الأجنبي فالمفترض عند التعريب لا مانع أن يبقى المسمى كما هو فقط يهذب إعربياً كي يخضع لأحكام الإعراب فالاختراعات الأجنبية كثيرة وتبقى كما هي فمثلا اللابتوب والدينمو والبنزين والقاز و...) تبقى كما هي أو قريباً منها حسب ما يراه المختصون ولا يلزم أن يكون داخل إطار الجذر اللغوي حتى لا يكون بعيداً عن المسمى ويسهل تداوله. قد يعترض البعض على ذلك ونقول له الأسماء الأجنبية موجودة في القرآن واستخدمت كما هي ولم تتغير ولم تلزم بجذر فجاءت كما هي فمثلاً (القرطاس- القلم -سندس -إستبرق )كلها مسميات غير عربية غير أنها خضعت للأحكام الإعرابية في القرآن فكان التعاطي مع التعريب قرآنيا منسجما مع مفردات اللغة لفظا ومعنى. فلماذا نحن نغير الكمبيوتر إلى الحاسب والإنترنت إلى الشبكة العنكبوتية ونغير الاسم ونضعه في إطار جديد بعيدا عن المسمى؟ فتخيل لو تذهب إلى إحدى شركات الاتصالات طالبا الإنترنت وتقول أرغب في إيصال الشبكة العنكبوتية إلى بيتي!!! 3- منهج المرحلة الابتدائية يحتاج شيئاً من إعادة الترتيت فالتدريس والمقرر لا يزال يعاني من الخلل في التركيز على الجانب القرائي خصوصاً في الصف الأول والثاني فإن أتقن القراءة يظل ضعيفاً في فهم ما يقرأ وهذه معضلة المقررات كلها. فالأغلب منا يتقن قراءة قطعة في اللغة الإنجليزية ولكن هل يفهم ما يقرأ؟ ففي المرحلة الابتدائية وربما المتوسطة تجد الطالب لا يفم ما يقرأ لذلك يكون الضرر على العملية التعليمية بشكل عام واللغة خصوصاً. فلعلنا بعد هذه النقاط نخلص إلى براءة اللغة العربية من التهم الموجهة. ** **