* في تاريخ الكرة العالمية هناك من النجوم من لمع كالبرق في شدة ضوئه.. ثم أحدث صوتًا مرعبًا كصوت الرعد أيقظ النائمين.. ثم جادت السماء بأمطار غزيرة استقبلتها الأرض بحفاوة وبعثت البهجة والسرور على وجوه قاطني تلك الأرض. * بنهاية فصل الربيع، وبفعل شمس الصيف المحرقة توارى ذلك المنظر الخلاب ولم يبق منه سوى ذكرى جميلة حفظها التاريخ وتناقلتها الأجيال. * تلك هي قصة الفتى الطائر ماركو.. ذلك النجم الهولندي الأسطوري الذي سحر عشاق المتعة ومتتبعي كرة القدم العالمية، لكن الإصابة لم تمهله طويلاً واضطر للتوقف مجبراً في سن مبكرة. * من ملاعب أياكس أمستردام الهولندي بدأ الفتى (ماركو فان باستن) يتلمس طريق النجاح.. عندما وقف على خط التماس ليخطو خطواته الأولى في أول مباراة رسمية له في عام 1982م كان بديلاً للأسطورة (كرويف).. تعانق الاثنان على الخط، حينها لم يكن ليحلم أنه سيكون في قادم الأيام الأسطورة التي تنتظرها الجماهير الهولندية لخلافة واحد من أشهر وأعظم اللاعبين في التاريخ (يوهان كرويف) وحتى الحضور من طواقم أياكس أو الجماهير لم يتصوروا أن يبلغ الفتى (ماركو) هذا المجد رغم قناعتهم بموهبته الكبيرة. * كبر الفتى (ماركو) وأظهر إمكانات غير عادية وساهم بتحقيق أياكس للقب الدوري ثلاث مرات ومثلها للكأس وكأس الكؤوس الأوروبية، وأصبحت الأندية الأوروبية الكبرى تتنافس بقوة لكسب وده وضمه إلى صفوفها أمثال ريال مدريد وبرشلونة وميلان. * هناك في ميلان العريق كتب الأسطورة (ماركو فان باستن) التاريخ وصنع مجداً عظيمًا واستطاع أن يحقق كل ما يتمناه لاعب كرة قدم سواءً كان ذلك من خلال تحقيق البطولات أو تسجيل أرقام وإنجازات شخصية. * لقد ترك (باستن) بصمة واضحة في تاريخ ميلان بتحقيقه العديد من الألقاب كان أهمها تحقيق الدوري ثلاث مرات ودوري الأبطال مرتين إضافة للعديد من بطولات السوبر الإيطالي والأوروبي وبطولات الإنتركونتيننتال. * لم يخذل البطل (فان باستن) جماهير الطواحين الهولندية واستطاع مع رفاقه كسر سوء الطالع الذي لطالما صاحب مخترعوا المدرسة الشاملة وأفقدهم العديد من البطولات الكبرى. * لقد مثلت بطولة الأمم الأوربية عام 88م محطة فاصلة في تاريخ (باستن) وهولندا عندما صنع التاريخ مع مجموعة من اللاعبين الأفذاذ وحقق للكرة الهولندية أول بطولة كبرى في تاريخها. * كان ظهور (باستن) طاغياً في تلك البطولة لاسيما ذلك الهدف السينمائي الذي أحرزه في شباك حارس مرمى المنتخب السوفيتي العملاق (داساييف) في المباراة النهائية والذي يعد من أجمل الأهداف في تاريخ الكرة العالمية. * حقق الأسطورة (ماركو فان باستن) الكثير من الألقاب الشخصية لكن فوزه بالكرة الذهبية أعوام 88، 89، 92م من أهم إنجازاته وكذلك فوزه بجائزة أفضل لاعب بالعالم عام 92م. * لم تمنح الإصابة (باستن) الفرصة في مواصلة إبداعاته في ملاعب كرة القدم واضطرته للتوقف في سن مبكر عند 28 ربيعاً وذلك عام 93م. حاول العودة لكنه لم يستطع فأعلن اعتزاله رسميًا عام 95م.. لكن ما حققه لمنتخب بلاده ونادييه أياكس وميلان جعل منه لاعبًا خارقًا للعادة بما حققه من مجد رغم السنوات القليلة التي لعبها.. فقد ترك بصمة لا تنسى جعلت منه واحدًا من أهم لاعبي كرة القدم في التارخ.