إنَّ الخطبَ جللٌ والمصاب كبير، ولا نملك إلا أن نردد قول ربنا تبارك وتعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)، والحمد لله ربِّ العالمين على قضائه وقدره، وإنا على فراقك لمحزنون، وسيظلُّ ذكرك الحسن في قلوبنا. أجدني تعجز كلماتي ويحار قلمي عن وصف رجلٍ عظيمٍ مثلك، فقد كان - رحمه الله تعالى - نِعمَ الرجل التقي لربه، النقي للناس، الصالح لوطنه، كان مبتسمًا صبورًا يحبُّ الجميع، له إنجازاتٌ عديدةٌ طوال مسيرته في المجال الثقافي والخيري والإنساني، كان صاحبَ قلبٍ كبيرٍ ليس فيه إلا محبة الخير لكلِّ الناس، ما عرفنا عليه ظن السوء، ولا يحمل في قلبه الحقد والكراهية والحسد على أحد، مهما أساء إليه، كان ذكيًا فطنًا، نزيهًا يكره الفساد والغِشَّ، ومؤمناً نقيّاً بسيطًا مولعاً بحب الخير والشعر، وكان يجد متعته العظمى في الدعوة إلى الله تعالى، وكان وطنياً من الطراز الرفيع. لذلك أحبه الناس، وصلَّت عليه جموعٌ كثيرةٌ من الناس، رغم جائحة كورونا. فقد كسبَ القلوبَ بطيب الخصال والسجايا والأفعال والأقوال، قدَّمَ الكثير لخدمة هذا الوطن الغالي، في ظل حكومتنا الرشيدة رعاها الله تعالى. فما أعظم حزننا عليك شيخنا الجليل، وما أكبر مصابنا بفقدك! وأحسن عزاء أسرتك الكريمة، وأحسن عزاءنا فيك، وجميع محبيك. أصيب بالمرض وتوفي على أثره، يرحمه الله تعالى، تاركًا أبناءً مخلصين، وبناتٍ مخلصاتٍ، يحرصون - يحفظهم الله تعالى جميعهم - على العمل الخيري والإنساني. نسأل الله تعالى له واسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعله في دار خير من داره، وأهل خير من أهله، ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة. اللهمَّ جازه بالإحسان إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا، واغسله من الذنوب والخطايا بماء الثلج والبرد، ونقِّهِ من الذنوب والخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيض من الدنس، ووالدينا ووالديهم وجميع موتى المسلمين والمسلمات، واجعل ما أصابه من المرض طهورًا ورفعة، وأن يجبر مصيبتنا، ويعظِّم الأجر، ويرزق الجميع الصبر والاحتساب، وأن يحسن خاتمة الجميع. ** ** د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان - رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم، عضو هيئة الصحفيين السعوديين