تعهد متمردو ساحل العاج بأن يواصلوا الهجوم بينما يتشبثون بوسط معقلهم المحاصر بواكيه في وجه هجوم عنيف للجيش من عدة اتجاهات. وفي ذات الوقت اعربت فرنسا عن قلقها من عدم توقيع رئيس البلاد وقفا لاطلاق النار مع المتمردين. وقال الجيش انه استولى على بواكيه وهي ثاني اكبر مدينة في البلاد بعد العاصمة ابيدجان لكن بقي الوضع مشوشا فيما يتعلق بالسيطرة العامة على المدينة. وواصل زعماء غرب افريقيا الذين انهارت جهودهم لاقرار هدنة في مطلع الاسبوع ضغوطهم على الرئيس لوران جباجبو ليوقع اتفاقا لوقف اطلاق النار لانهاء الصراع الذي بدأ قبل ثلاثة اسابيع ويهدد الاستقرار الهش في المنطقة. و عبرت فرنسا عن اسفها لعدم توقيع الرئيس لوران جباجبو على اتفاق لوقف اطلاق النار او ارجاء هذا التوقيع وذلك قبل ان يعلن عن تجدد المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين0 وقالت فرنسا انها قلقة من الوضع فى ساحل العاج (مستعمرتها السابقة) بعد انهيار جهود الوساطة التي قام بها وفد من دول غرب افريقيا امس الاول وابلغت الرئيس لوران جباجبو بان عليه التوقيع على وقف لاطلاق النار0 وتفيد الانباء الواردة الى باريس اليوم ان الهجوم الذى شنه الموالون للرئيس جباجبو قضى على امل التوصل الى هدنة حيث تجدد اطلاق النار بالاسلحة الثقيلة والخفيفة فى الاحياء المحيطة بمدينة بواكيه بعد فترة هدوء استمرت نحو ساعتين0 كما دار قتال عنيف فى الوقت نفسه حول معقل المتمردين فى المدينة حيث توغلت القوات الحكومية الى وسطها.. الا ان السكان قالوا ان قوات من المتمردين استولت فى هذا الاثناء على مدينة (فافوا) بوسط البلاد وتقدمت القوات الحكومية الى وسط بواكيه مدعومة بالمركبات المدرعة يوم الاثنين لكن كان من الواضح ان السيطرة بقيت للمتمردين حين تراجعت اصوات اطلاق النار بعد هبوط الليل وافادت مصادر عسكرية ان الجنود الحكوميين تراجعوا الى مشارف المدينة. وقال شريف عثمان قائد الحركة الوطنية لساحل العاج التي ظهرت منذ فشل المتمردين في الاطاحة بجباجبو في انقلاب 19 سبتمبر ايلول (دافعنا عن انفسنا جيدا ورددناهم على اعقابهم. وذكر عثمان ان المتمردين واصلوا الهجوم بينما كان زعماء المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا يتوسطون لاقرار هدنة. وتقع مدينة فافوا التي يقول المتمردون انهم سيطروا عليها على مسافة60 كيلومترا من اكبر منطقة لانتاج الكاكاو في العالم، وقد دفعت ازمة ساحل العاج اسعار الكاكاو الى اعلى مستوياتها منذ 16 عاما خشية ان تؤثر الاضطرابات على الصادرات. وفي ابيدجان عمت الاحتفالات الشوارع مع ورود انباء عن ان القوات الحكومية دخلت بواكيه واعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الكولونيل جوليس ياو ياو الاستيلاء على المدينة. وبدأ سريان حظر تجول ليلي في الوقت الذي اعلن فيه المتمردون انهم صدوا الهجوم. وابرز التمرد التوترات العرقية في البلد المستقطب الذي يسكنه 16 مليون نسمة. ويسيطر الجيش على الجنوب الذي يغلب عليه المسيحيون حيث يعارض المنحدرون من قبيلة (بيت) التي ينتمي لها جباجبو وغيرها من القبائل اي اتفاق لوقف اطلاق النار مع المتمردين الذين يسيطرون على الشمال المسلم الذي انحدر منه كثيرون منهم. وقدمت فرنسا ما تصفه بأنه دعم في مجال الامداد والتموين للجيش ولها اكثرمن الف جندي في مستعمرتها الافريقية السابقة لحماية الاجانب لكن القت بثقلها وراء الدعوات لجباجبو بأن يسعى لوقف اطلاق النار من خلال التفاوض. وابلغ جباجبو زعماء غرب افريقيا اثناء قمة الشهر الماضي بأنه يريد حلا لمشكلة سلميا لكنه رفض في مطلع الاسبوع شروطهم لوقف اطلاق النار وقال ان الحكومة لن تتفاوض قبل نزع سلاح المتمردين. وقتل اكثر من 300 شخص في التمرد وسقط اغلبهم في اليوم الاول وفي هجومين فاشلين على بواكيه. وغضب بعض المتمردين من طردهم من الجيش وهم يطلبون منحهم فرصة للعودة لكنهم يقولون ايضا انهم يريدون انتخابات جديدة بدلا من الانتخابات التي فاز بها جباجبو قبل عامين وسط موجة من اراقة الدماء في صراع عرقي.
