بواكيه، أبيدجان ساحل العاج - رويترز، أ ف ب - استمر تبادل إطلاق النار في بواكيه معقل المتمردين في ساحل العاج لليوم الثالث على التوالي أمس، في حين جاب شوارع المدينة شبان يحملون العصي والقضبان الحديد بحثًا عن متسللين موالين للقوات الحكومية. ويسيطر متمردو الحركة الوطنية في ساحل العاج على وسط بواكيه، ويواجهون هجومًا مكثفًا للجيش بدأ قبل يومين. وكانت قوات الرئيس لوران غباغبو أعلنت أنها وصلت إلى وسط المدينة ولكنها عادت وانسحبت من جديد إلى الضواحي. وواصل وسطاء من غرب أفريقيا انهارت جهودهم لاقرار هدنة في مطلع الاسبوع الجاري، ضغوطهم على الرئيس العاجي لوران غباغبو لحمله على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، ينهي الصراع المستمر منذ 20 يومًا ويهدد الاستقرار الهش في المنطقة. وفي بواكيه، قال ناطق باسم المتمردين هو السرجنت هيركوليز: "يقوم رجالنا بدوريات بحثًا عن متسللين". وجاء ذلك بعدما تقدمت القوات الحكومية إلى وسط المدينة مدعومة بالمركبات المدرعة أول من أمس، لكن السيطرة بقيت للمتمردين. وقال شريف عثمان قائد الحركة الوطنية لساحل العاج التي ظهرت منذ فشل المتمردين في إطاحة غباغبو في محاولة انقلاب في 19 أيلول سبتمبر الماضي: "دافعنا عن أنفسنا جيدًا ورددناهم على أعقابهم". وأضاف: "إننا نستعد للهجوم. هذه هي الاستراتيجية التي سنتبعها من الآن وصاعدًا". وتابع: "لقد تلقينا تعزيزات" موضحًا أن رجاله سيتقدمون نحو الجنوب "بمركبات وأسلحة ثقيلة". ومن جهة أخرى، استولى المتمردون أيضًا على مدينة فافوا 56 كلم إلى شمال دالوا بحسب ما أعلن رتيب قدم نفسه أنه قائد المتمردين هناك. وقال الرجل الذي عرف نفسه بالسرجنت زكريا كونيه إنه استولى على المدينة حوالى الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيتين المحلي وغرينيتش بعد معارك مع "عسكريين قدموا من أبيدجان" أُسر ثلاثون منهم. وأوضح السرجنت كونيه الذي قال إنه يقود 260 رجلاً، إن رجال الدرك والشرطة في مدينة فافوا فروا مع اقتراب المتمردين وأن الموالين زرعوا ألغامًا مضادة للسيارات عند مدخل المدينة. ولم يقدم أي حصيلة عن نتائج المعارك. جثث متفحمة إلى ذلك، أفاد شاهد عيان أن جثثًا متفحمة تركت في أحد الشوارع الرئيسية في بواكيه، وقد تكون تعرضت على ما يبدو لعقوبة تتمثل بربط الضحية بعجلة تضرم فيها النار إلى حين احتراق الجثة نفسها. وكان من المستحيل التعرف على بقايا هذه الجثث المتفحمة بالكامل. وتركت بقايا هذه الجثث التي تبعد عن بعضها البعض مسافة خمسين مترًا تقريبًا، في الجادة الرئيسية التي تؤدي إلى ساكاسو على بعد 42 كلم جنوب غربي بواكيه على مقربة من معسكر فريق الكوماندوس ومعسكر الهندسة حيث دارت معارك عنيفة الاحد والاثنين الماضيين. ويذكر أن التمرد الاخير زاد من حدة التوتر العرقي في البلاد . ويسيطر الجيش على الجنوب الذي يغلب عليه المسيحيون حيث يعارض المتحدرون من قبيلة "بيت" التي ينتمي إليها غباغبو وغيرها من القبائل، أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع المتمردين الذين يسيطرون على الشمال المسلم حيث يتحدر كثيرون منهم.