أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الوسطية في الإسلام مهمة جدا في العصر الحاضر لما يكتنف العالم اليوم وخاصة في أوساط القضايا الإسلامية من تنازعات كبيرة، ومن قضايا متجددة تلاحقنا يوماً بعد يوم، وهي مهمة للمحافظة على وحدة الناس وتقاربهم لأن تقلب الأمور وتغيرها يوشك إن لم يرسم منهج فيه إلى التعامل أن يكون هناك إحن وضغائن مما دعا الشرع المطهر إلى نبذها وتجافيها. وأبان معاليه أن الوسطية جاءت في قول الله تعالى: {وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا} في منهج عام يبين حقيقة هذه الأمة، كما قال علماء التفسير كابن جرير وكغيره: «إن الوسط هم الخيار العدول»، والوسط هو الاعتدال، لأن من سمات المنهج الوسط أو المنهج المعتدل، بقوله: من سماته أنه يرفع روح السماحة وأن يزيد منها، ويرفع الحرج عن العباد، وكذلك من سمات الوسطية صاحب عدل عنده ميزان سليم يعدل به الأمور، ولا تجده ظالماً في آرائه أو ظالماً للغير، ولا تجده متساهلا. جاء ذلك في محاضرة ألقاها معاليه مساء يوم الأحد الماضي بعنوان: «الوسطية في الإسلام» ضمن الأنشطة الثقافية بجامعة الملك فيصل بالأحساء. وقد عبر معاليه في بداية محاضرته عن سعادته وسروره بمشاركة الحضور في هذه الأمسية الطيبة بمدينة التاريخ والعلم والأدب والرجال الذين أثروا تاريخ الأمة في مجالات التأريخ والفقه والأدب، كما عبر عن شكره لمعالي مدير جامعة الملك فيصل الأستاذ الدكتور يوسف بن محمد الجندان لدعوته لزيارة الجامعة والالتقاء بمنسوبيها في محاضرة تخدم الأهداف التربوية التي تسعى إليها الجامعات في تنوير العقل وفي دعم التوجه الصحيح في النظر إلى مختلف القضايا. وأوضح معاليه أن موضوع المحاضرة «الوسطية في الإسلام» هو موضوع قديم جديد وهو موضوع الشرع والعقل وهو موضوع متعدد الجوانب يحتاجه المرء في موقفه مع نفسه، وفي تعامله مع من حوله، وفي تقييمه للأفكار وفي وضعه لنفسه منهجاً يفكر به في تقييم ما حوله من الأوضاع والأشخاص والمستجدات والسياسات والمعطيات المختلفة. واستطرد معاليه قائلا: فالموضوع ليس موضوعاً شرعياً فحسب وذلك لأن الإسلام جاء بالعقيدة التي تعصم من الزلل، وبالشريعة التي تقي من الهوى وجاء أيضا بمنهج تفكير يربي أهل الإسلام عليه حتى لا تتقاذفهم الأمواج فلا يصلون إلى بر السلام، في القرآن الكريم، وفي السنة تأصيل لمنهج التفكير وهو الأهم في نظري في كل زمان ومكان، فمنهج العلم، ومنهج النظر، ومنهج التفكير، كيف تفكر؟ كيف تتعلم؟ كيف تقيم؟ كيف تتعامل؟ لأن الإنسان بين عاطفة جامحة وهوى باطن وبين عقل يرشده إلى الطريق المستقيم وجاءت الشريعة تهذب العاطفة وتربي العقل على الصواب، لذلك كان هذا الموضوع مهماً لأنه يرسم منهج الإسلام ويرسم منهج التفكير، فهو من حيث فهم الشريعة مهم وهو أيضا مهم في هذا الوقت لأننا نرى في هذا الزمان التقلبات كثيرة ومتعددة سواء أكانت التقلبات السياسية أم الدعوية أم الفكرية وغير ذلك فيحتاج الإنسان معها إلى تصور يعصمه من الخطأ في النظر إلى هذه الأشياء. ومضى معاليه قائلا: إن الجميع يعلم أن علماء الإسلام في جميع ميادين العلم والمعرفة وضعوا أصولا تقيم بها العلوم أو يوصلون بها إلى الصواب في العلوم فأهل التفسير وضعوا أصول التفسير، وأهل العقيدة وضعوا أصول العقيدة، وأهل الفقه وضعوا أصول الفقه، وأهل الحديث وضعوا مصطلح الحديث، وأهل التاريخ وضعوا أيضا مصطلح التاريخ، وأهل اللغة وضعوا أصول اللغة، وهكذا في كل ميدان من ميادين العلم في العلوم التي كان يعتنى بها كذلك في العلوم النظرية أهل الإسلام سبقوا إلى وضع أصول في علم الجبر والهندسة، وفي النظر إلى الأفلاك صحيحاً من كل جهة أو خطوة في الطريق إلى الصواب لكن المهم أنهم نظروا إلى أنه لا بد من وضع منهج للوصول إلى الصواب في النظر إلى العلوم. وأكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن موضوع المحاضرة مهم جدا لما يكتنف العالم اليوم وخاصة في أوساط القضايا الإسلامية من تنازعات كبيرة، ومن قضايا متجددة تلاحقنا يوماً بعد يوم، وهو مهم للمحافظة على وحدة الناس وتقاربهم لأن تقلب الأمور وتغيرها يوشك إن لم يرسم منهج فيه إلى التعامل أن يكون هناك إحن وضغائن مما دعا الشرع المطهر إلى نبذها وتجافيها، مبينا معاليه أن الوسطية هي التي جاءت في قول الله تعالى: {وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا} في منهج عام يبين حقيقة هذه الأمة وقد قال علماء التفسير كابن جرير وكغيره: إن الوسط هم الخيار العدول»، والوسط هو الاعتدال. وشرح معاليه أن سمات المنهج الوسط أو المنهج المعتدل، بقوله: من سماته أنه يرفع روح السماحة أن يزيد من روح السماحة والتسامح ويرفع الحرج عن العباد لأنه كل ما كان المرء بين طرفين فإنه منفي عنه سواء كان الطرفان في العقيدة أو الشريعة أم في التعامل، وكذلك من سمات الوسطية أن صاحب التوسط والاعتدال صاحب عدل لا تجده ظالماً في آرائه ظالماً للغير، وكذلك لا تجده متساهلاً فهو صاحب عدل عنده ميزان سليم يعدل به الأمور. ومضى معاليه قائلا: ومن سمات المنهج الوسط انه موافق للشرع الكريم وموافق للفطرة السليمة المحببة للنفوس وهو أيضا موافق للعقل السليم الذي يتطلب الاعتدال ويرسم منهجه، ومن سماته أيضا انه يعتمد في المسائل الشرعية على العلم الصحيح من أهله الراسخين فيه، ومن سمات منهج الاعتدال انه يراعي القدرات والإمكانات ولا يلغي النظر في تقييم الأشياء، وفي التعامل معها على القدر والإمكانات والمعطيات، ومن سماته أيضا أنه يراعي الزمن ويراعي الناس على اختلاف أنواعهم. وتساءل معاليه، لماذا نهتم بهذه الوسطية، فأجاب قائلا: لأن الوسطية أمر الله بها وأمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم، ولأن المنهج المعتدل هو الحق في نفسه ويسلم من الأهواء التي تأخذ الناس يميناً وشمالاً ، ولكون هذا المنهج يوصل إلى تحقيق مرادات الشارع، والى تحقيق مقاصد الشريعة في الدين والدنيا، ولأن المنهج المتوسط والمعتدل يبعد عن الفتن التي أجمع العقلاء والعلماء على طلب نفيها ودفعها. كما تساءل معاليه عن الأسباب في تحصيل هذه الوسطية؟ مجيباً بقوله: إن من أسبابها معرفة المنهج الصحيح من الكتاب والسنة بأدلته على فهم العلماء الراسخين، وكذلك من أسباب تحصيل الوسطية والثبات عليها قوة العلم في أي مجال دخل فيه الإنسان، وقوة العقل في إدراك الأمور والنظر في تجارب الناس والاعتبار من التاريخ لأن إلغاء التجارب التي مر بها الناس وأخذ الأمر على أنه أنف مستأنف كل حادثة ينظر إليها على أنها الأولى ولا نستفيد من التاريخ والتجارب يحرمنا من التوسط في الأمور أو من أسباب تحصيل الوسطية والثبات عليها. وأبان معاليه أن هناك أسباباً تنحرف بنا عن الوسطية، من أعظمها الجهل بأنواعه والجهل ليس شيئاً واحداً، الجهل مقابل للعلم، كما أن العلم يتفاوت درجات فكذلك الجهل يتفاوت درجات، فمن أسباب الانحراف عن الوسطية وجود الهوى، والهوى يسبق الأحكام، فإذا كان عند الإنسان هوى، وهذا الهوى له بواعث وقد تكون نفسية أو إقليمية، أو مذهبية، وقد تكون عاطفية أو إعجابية أو أشباه ذلك، كذلك من أسباب الانجراف عن المنهج المعتدل الوسطي غلبة العاطفة على مقتضى الشرع والعقل، والناس يتحركون بمحابهم وعواطفهم، ولكن العاطفة لا بد لها أن تعقل بالعقل والشرع فحينئذ فإنه يسير في طريق صحيح، فإلغاء العاطفة غلط، أو تغليب العاطفة على النظر الصحيح غلط. واستطرد معاليه قائلا: إن من أسباب الانحراف عن الوسطية الابتداع في الدين بما لم يأذن الله جل وعلا به إما في أصل الدين وهو توحيد الله جل وعلا أو في الأمور العملية والعلمية فيحدث الناس ما لم يكن عليه الدليل من كتاب الله جل وعلا، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن الأسباب أيضا عدم الرجوع إلى أهل الاختصاص من العلماء الراسخين فيه والمتحققين في المسائل الشرعية، وعدم الرجوع إلى العقلاء وأهل التجربة والفهم في هذه المسائل. وأوضح معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في ذات السياق ان الشريعة الإسلامية في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي القواعد الشرعية ومقاصد الشريعة نجد أن الاهتمام بالوسطية كثير جدا في آي القرآن في أصل الدين وفي تفصيلاته أيضا، فمن ذلك قوله جل وعلا : {وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا لٌَتّكٍونٍوا شٍهّدّّاءّّ عّلّى النَّاسٌ وّيّكٍونّ الرَّسٍولٍ عّلّيًكٍمً شّهٌيدْا} ، ومن ذلك أيضا قوله جل وعلا : {وّلا تّجًعّلً يّدّكّ مّغًلٍولّةْ إلّى" عٍنٍقٌكّ وّلا تّبًسٍطًهّا كٍلَّ البّسًطٌ فّتّقًعٍدّ مّلٍومْا مَّحًسٍورْا}، وهذا ظاهر في النفقة في أن الإنسان في عطائه لا يكون مقتراً، وكذلك في قوله تعالى: {وّالَّذٌينّ إذّا أّنفّقٍوا لّمً يٍسًرٌفٍوا وّلّمً يّقًتٍرٍوا وّكّانّ بّيًنّ ذّلٌكّ قّوّامْا}، والأحاديث في ذلك كثيرة، مستدلا معاليه في هذا الشأن بعدد من الأحاديث النبوية. وشرح معاليه مجالات الوسطية بقوله: إنها متنوعة سواء أكان في أصل التشريع أو في ما نجتهد في الشريعة فيه من المسائل أو في الأمور، وأن الإسلام دين وسط بين الديانات جميعا لأن الديانات المختلفة لا بد أن تجدها إما أن تغلو في البشر فناله البشر وإما أن تلغى جانب النبوءات وتطرح لنفسها من المسائل اتجاهات ما تخطه لنفسها من المسائل الخط، فجاءت الشريعة بل أمر الله جل وعلا وأوصى باتباع الأنبياء لأنهم يرسمون الطريق ولم يجعل الأنبياء قدراً يصل إلى صفات الإله، بل جعلهم مبلغين لدين الله جل وعلا، حقهم المحبة والنصرة، وأن يعززوا يعني أن ينصروا وأن يتبعوا وأن يقتدوا، قال الله تعالى: {لّقّدً كّانّ لّكٍمً فٌي رّسٍولٌ اللهٌ أٍسًوّةِ حّسّنّةِ}. ومضى معاليه قائلا: إن في بعض الشرائع مراعاة حق النفس ومراعاة ما يطلبه الإنسان في نفسه وكذلك في الاعتداء واستحلال ما عند الآخرين كفعل اليهود ويستحلون قتل الآخرين إذا اختلفوا معهم يستحلون أموالهم يستحلون أعراضهم فجاءت الشريعة بحفظ جوانب الأخلاق جميعا في تعاون الإنسان مع من حوله، وكذلك في اعتدائه حتى جاء في الاعتداء أو في مقابلة الآخرين، قال الله تعالى: {وّإنً عّاقّبًتٍمً فّعّاقٌبٍوا بٌمٌثًلٌ مّا عٍوقٌبًتٍم بٌهٌ وّلّئٌن صّبّرًتٍمً لّهٍوّ خّيًرِ لٌَلصَّابٌرٌينّ}، ولما جاء في التعامل مع الخصوم وأعداء الدعوة، قال الله تعالى: {وّلا يّجًرٌمّنَّكٍمً شّنّآنٍ قّوًمُ عّلّى" أّلاَّ تّعًدٌلٍوا اعًدٌلٍوا هٍوّ أّقًرّبٍ لٌلتَّقًوّى"} فإن المسلم مأمور بأن يعامل غيره بالعدل حتى لو ظلمه الآخر فإنه لا يجوز له أن يزيد في ذلك، بل إنه يسير معه بالعدل، فالعدل مطلوب في كل الأنحاء. وشدد معاليه على أن من يخالفنا في الدين لا يجب أن نستبيح نفسه ونستبيح ماله وعرضه قال الله تعالى: {لا يّنًهّاكٍمٍ اللّهٍ عّنٌ الذٌينّ لّمً يٍقّاتٌلٍوكٍمً فٌي الدٌٌَينٌ} إذا لم يكونوا محاربين بل مجرد أنهم خالفونا في الدين صاروا على غير دين الإسلام، قال الله تعالى:{لا يّنًهّاكٍمٍ اللّهٍ عّنٌ الذٌينّ لّمً يٍقّاتٌلٍوكٍمً فٌي الدٌٌَينٌ وّلّمً يٍخًرٌجٍوكٍم مٌَن دٌيّارٌكٍمً أّن تّبّرٍَوهٍمً وّتٍقًسٌطٍوا إلّيًهٌمً}، أن تبره وتعطيه وتحسن إليه. وأبان معاليه أنه جاء في الشريعة بأن الإنسان يطلب الحق الذي له، ولا يعتدي على مال غيره سواء كان مسلماً أو غير مسلم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» ورواه الشيخان في حديث أبي بكر رضي الله عنه، مشيرا معاليه إلى أنه إذا كان كذلك فإن دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم حرام فلا يبيح الإسلام الأخذ بجنبي الطريق، أما أن يتساهل في ماله أو في نفسه أو في عرضه أو أما أن يغلو في ذلك فيعتدي على الناس في أنفسهم وفي أموالهم وفي أعراضهم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من خان هل يعامل بالمثل؟ جاء في السنن أنه عليه الصلاة والسلام قال: أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك». وتطرق معاليه في محاضرته إلى مسائل التكفير والإمامة والولاية، وأوضح معاليه أن في هذه المسائل تجد أن الناس في زمن الإمام علي رضي الله عنه إلى زمننا الحاضر منهم من غلا في باب التكفير فكفر من لا يستحق التكفير أو كفر المسلمين بالأوصاف أو بالجملة، ومنهم من ألغى باب حكم المرتد، وكذلك في مسألة الإمامة والولاية والتي يسميها أهل العصر بمسائل الدول والحكام ونحو ذلك، المنهج الوسط والمعتدل فيها أنه لا ينظر هناك أنه من شرط صحة الإمامة أو من شرط صحة الولاية أو من شرط صحة ولاية المحاكم ولزوم السمع والطاعة له أن يكون كاملاً أو ألا يخطئ أو ألا يقع في اجتهادات مخطئة. وواصل معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ حديثه قائلا: ومن سمات المنهج المعتدل والوسطية، النظر إلى البدايات والمآلات أو النهايات، فإذا نظر الإنسان، ينظر باتزان إلى المآلات والبدايات، تحصل النظرة الصحيحة للأمور بإذن الله تعالى، مبيناً معاليه أن مما بين البدايات والمآلات يفترق الناس ولهذا يقول الله جل وعلا: {وّهّدّيًنّاهٍ النَّجًدّيًنٌ} فكل إنسان يعرف الخير من الشر لكن يتميز العقلاء بمعرفة خير الخيرين وشر الشرين فهذا العامل يعرف أي الخيرين أرجح فيأخذه، ويعرف أي الشرين أرجح فيجتنبه. واستمر معاليه قائلا: ومن منهج التفكير الذي رسم للإنسان الاعتدال والوسطية التفريق بين جهتي الواقع والتنظير، فمنهج التفكير ينبغي أن يكون واقعياً، وأن يكون في أخبار الشريعة الإسلامية لكي يحصل منه الثمرات. وفي السياق ذاته، أكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على ضرورة ألا يظن الإنسان أن الأمور حق أو باطل، وقال: إن الذي يقول هذا حق وهذا باطل يريد الأمور دائماً حقاً أو باطلاً هذا صعب وبعيد وغير واقعي في الأمور فمن طلب الحق مجرداً ولا يرضى بغير الحق سيعيش وحيداً، وليس مؤثراً في الناس، ومن طلب رفض الباطل مطلقاً، أن لا يوجد سيعيش أيضا بعيداً وحيداً. وقال معاليه: فواجب الإنسان في منهج تفكيره أن ينظر إلى اختلاف الحق بالباطل، أي وجود هذا وهذا، والله سبحانه وتعالى بسننه الكونية أوجد هذا وهذا، قال تعالى: {وّلّوً شّاءّ اللهٍ مّا اقًتّتّلٍوا وّلّكٌنَّ اللهّ يّفًعّلٍ مّا يٍرٌيدٍ}، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب الرفق في الأمر كله ويعطي عليه مالا يعطي على العنف»، إن الله يحب الرفق في الأمر كله هذا يشمل منهج التفكير في جميع القضايا. وحث معاليه الإنسان أن يوطن نفسه في منهج التفكير بأن يكون مترفقاً، مترفقاً في استقاء المعلومات، مترفقاً في بناء النتائج على المقدمات، مترفقاً في التحليل، مترفقاً في الحكم على الأشخاص، على الأوضاع، مترفقاً في الاتجاه الآخر الذي يتجهه لنفسه فحينئذ يكون عند الإنسان سمة الهدوء في الأمور كلها وهذا مما يحبه الله جل وعلا. وتطرق معاليه إلى المنهج المعتدل في الدعوة إلى الله تعالى، والى نظرة الناس على اختلافهم إلى عدد من القضايا المعاصرة في ظل ما تبثه القنوات الفضائية وانتشار المعلومات. وفي نهاية المحاضرة، قال معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ: إذا أصًّلنا المنهج المعتدل في جميع اتجاهاته فإننا نمشي بالمجتمع إلى الرقي والانفتاح والحوار والتكاتف دون الآثار السلبية لجميع الاتجاهات ونقوي أنفسنا ونقوي مجتمعنا وله من الآثار ما هو الخير الكثير، وصدق الله جل وعلا إذ يقول: {وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا لٌَتّكٍونٍوا شٍهّدّّاءّّ عّلّى النَّاسٌ وّيّكٍونّ الرَّسٍولٍ عّلّيًكٍمً شّهٌيدْا} وصلى الله وسلم على النبي الكريم إذ يقول: «هلك المتنطعون»، ويقول: «إن الله يحب الرفق في الأمر كله».