أكد وزير الشؤون الإسلامية والإوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ أن أحداث التفجيرات الإرهابية التي وقعت في الرياض فجع بها كل مخلص لله ولرسوله، وكل ناصح لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم من وجود الإجرام والانحراف في بلد السنة والإسلام والذي هو محط الأنظار وهو منبع نشر عقيدة أهل السلف الصالح. وأشار خلال المحاضرة التي ألقاها أمس الأول في مقر جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان (الوسطية والاعتدال وأثرهما في حياة المسلمين) وفي مستهل المحاضرة إلى ان هذه المحاضرة تأتي في هذا الوقت الذي يتطلب منا الشعور بالمسئولية، ويتطلب منا الوقوف بحزم مع متطلبات منهج السلف الصالح، وأن نكون حاملين للأمانة، حاملين للمنهج الصحيح وعقيدة أئمة أهل السنة والجماعة بحق، وأن نكون خير مؤتمن على ذلك. وقال: ان الله جل وعلا وصف هذه الأمة بأنها الأمة الوسط قال سبحانه (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)، ولان لفظ الوسط وكون هذه الأمة وسطا جاء في كتب العقائد فما من كتاب من كتب أهل السنة والجماعة وأهل الحديث والأثر إلا وينصون فيه على أن هذه الأمة وسط وعلى أن اتباع المنهج الصحيح، وسط أيضا بين الغالي والجاف. واستعرض سمات الوسطية والاعتدال وقال: ان هذه السمات موجودة في النصوص وموجودة في سلوك الصحابة وفي سلوك أئمة الإسلام، فالوسطية والاعتدال هما سمة الشريعة بنص القرآن الكريم، فهذه الشريعة متسمة بأنها شريعة السماحة ورفع الحرج.. يقول الله جل وعلا (وما جعل عليكم في الدين من حرج) وقال أيضا (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) سماتها أنها شريعة العدل في الأحكام والتصرفات، ولذلك كانت وسطا، فالعدل في الأحكام والتصرفات يوجب الوسطية، لأن غير ذي الوسط لا بد أن يكون في سلوكه إما إلى تفريط وإما إلى إفراط. وواصل استعراضه لسمات منهج الوسطية والاعتدال.. موضحا أن منها أن هذا المنهج موافق للشرع، ثم موافق للعقل السليم، وأن الوسطية والاعتدال يبرآن من الهوى، ويعتمدان على العلم الراسخ وأن الوسطية تراعي القدرات والإمكانات واختلاف الأزمنة والأمكنة. وتساءل لماذا نختار الوسطية؟ فأجاب قائلا: نختار الوسطية والاعتدال لأن الله أمر بها وأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي مأمور بها، ويجب على الناس أن يمتثلوا المأمور، وأن يجتنبوا ما لا يؤمر به في المناهج والأفكار، ثم لأن الوسطية حق، ولأن غيرها باطل، ولأن الوسطية بريئة من الأهواء، قال تعالى (أفرأيت من اتخذ الهه هواه)، ولان الوسطية والاعتدال موصلان إلى تحقيق مقاصد الشريعة في الدين والدنيا، ولأن الوسطية أبعد عن الفتن ما ظهر منها وما بطن. بعد ذلك تحدث عن أسباب الثبات على الوسطية.. مفيدا أن منها معرفة المنهج الصحيح بالكتاب والسنة، وكلام أهل العلم الراسخين فيه وقوة العلم، فالعلم يزداد بالاعتدال، ويضمحل بالغلو والجفاء، وقوة العقل والنظر في تجارب الناس والتأريخ والصبر، لأنه مهم جدا، وهو سمة أهل العلم، بل هو سمة الأنبياء والمرسلين قال الله تعالى (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم) وقال تعالى (فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون).. مشيرا إلى أن عكس ذلك هو الانحراف عن الوسطية، بسبب الجهل والهوى، وغلبة العاطفة على العقل، واستعجال النتائج فيما هو مشروع، وطرح نتائج مرفوضة فيما ليس بمشروع والابتداع في الدين واتهام العلماء والعقلاء بالمداهنة وترك الحق. وقال: اننا نسمع كثيرا باستعمال لفظ الوسطية، وأن مرجع الوسط دائما بين طرفين، فمن يحدد الطرفين، ومن يقول ان هذا وسط، وأن خلافه ليس بوسط.. مبينا أن هناك قواعد تحكم ذلك، حتى لا يجرنا هذا المنهج إلى نبذ مسلمات من الدين أو العقيدة الصحيحة، طلبا لوسطية متوهمة، فالوسطية والاعتدال مطلوبان شرعا، وفق ضوابطهما الشرعية التي يقرها أهل العلم الراسخون فيه. وأضاف: ان الإسلام عقيدة وشريعة، فعقيدته مبنية على الوسطية، كما نص أهل العقائد، وشريعته مبنية على الوسطية أيضا، والاعتدال كما نص أهل الفقه والقواعد والمقاصد والأصول، يقول الله عز وجل (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، فمعنى قوله تعالى أمة وسطا كما فسرها الصحابة ومن تبعهم يعني جعلناكم أمة عدلا، خيارا بما تتوسطون فيه، بين الغالي والجافي، فهناك غلو وجفاء في الملل والنحل، وهناك غلو وجفاء في أنواع الشرائع التي سبقتنا، هناك غلو وجفاء في الفرق المختلفة في هذه الأمة، هناك غلو وجفاء في الجماعات والتحزبات المختلفة، مما يدل أيضا على هذا المبدأ قول الله جل وعلا (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) وقال جل وعلا (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وصححوه، وجاء عن علي بن أبى طالب الخليفة الراشد رضى الله عنه وأرضاه أنه قال (خير الناس النمط الأوسط الذين يرجع إليهم الغالي ويلحق بهم الجافي)، رواه ابن المبارك عن محمد ابن أبي طلحة. وأبان الشيخ صالح آل الشيخ أن الوسطية لها أنحاء، من حيث التطبيق، إما من جهة الوصف السابق، أو من جهة التنظير الواقع أولا الإسلام، وسط بين الديانات، فمن تأمل عقيدة الإسلام وجدها الوسط بين الديانات المختلفة.. مشيرا إلى أن الديانات هي كل دين دان الناس به والتزموه، سواء أكان دينا أصله حق أم كان دينا باطلا من أصله. وقال: ان الإسلام وسط بين اليهودية والنصرانية، والإسلام وسط بين المجوس والبوذيين، والإسلام وسط بين أهل القوانين، وبين الذين يجعلون الحكم لأنفسهم، الإسلام وسط في الأخلاق، ووسط في المعاملات، الإسلام دعا إلى الأخلاق الحميدة، وحض عليها، بل وصف الله جل وعلا نبيه بذلك في قوله (وانك لعلى خلق عظيم)، لكنه لم يجعل من الخلق المحمود ترك العزة، ولم يجعل من الخلق المحمود ترك الحق، بل جعل الخلق المحمود وسطا بين اللين وبين القوة، فالقوة في مكانها مطلوبة، واللين مع المسلمين وغير المسلمين في مكانه مطلوب، فالحق بين ذاك وذاك. وأضاف قائلا: والإسلام وسط أيضا في الديانات في أنواع المعاملات وأنواع التشريعات التي فيها تعامل الناس ما بين من يحل الربا بأنواعه وما فيه ظلم للناس وما بين من يمنع كل أنواع التعامل ويحرم المال الذي يكتسبه الإنسان غلا من عمل يده فالإسلام يدعو إلى التجارة ويدعو إلى العمل ويدعو إلى الاقتصاد وتنمية المال لكنه يمنع في ذلك كله الظلم ويمنع أخذ أموال الناس بغير حق ويمنع أن يكون المال دولة بين الأغنياء فقط كما كان ذلك في شرائع الجاهلية أو في شرائع من سبقنا من الملل والشرائع. وأستطرد قائلا: ان الإسلام وسط فيما أمر به في المعتقدات وما أخبر الله به جل وعلا وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم ففي التوحيد وسط بين الغالي فيه ممن يشرك بالله جل وعلا كالنصارى واليهود وما بين الجافي والمبتعد عن ذلك من يظن أن الناس جميعا على التوحيد مهما عملوا، فالإسلام يدعو إلى توحيد الله جل وعلا بما أمر الله به في قوله "فاعبد الله مخلصا له الدين" وقال (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) فتوحيد الله جل وعلا والإخلاص له أساس الملة والدين صفات أهل السنة والجماعة وفى أبواب الإيمان أهل السنة والجماعة والإسلام الحق وسط ما بين التكفيريين الغلاة وما بين المرجئة الجفاة وفى إثبات الإيمان من أنه قول وعمل واعتقاد ووسط بين هؤلاء وهؤلاء كذلك الإسلام وسط في الصحابة بين الغلاة فيهم، وبين النواصب الذين ذموا بعض الصحابة. وأضاف: ان أهل السنة والجماعة يثنون على جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون فيهم ما قال الله جل وعلا (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) بل دين الإسلام وسط بين من اختلفوا في هذه المسألة العظيمة من الخوارج في القول والعمل الذين يرون الخروج على الولاة فيما يرون منهم من أخطاء أو منكرات وسط بين هؤلاء الغلاة الذين يرون الخروج والطرف الآخر الذي لا يرى نصيحة الإمام أصلا ويرى أن ما قاله ولي الأمر صواب مطلقا. كما بين أن أهل السنة والجماعة يرون الطاعة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بل أمر به في أنه يجب على المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره وأن لا ينازع الأمر أهله كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، فأمر الإمامة والولاية وشأنه عظيم لكن معه في منهج الوسطية النصح والبيان والتعاون مع ولاة الأمر على البر والتقوى. وأضاف: ان منهج الوسطية والاعتدال عدل ووسط في الفقه والأحكام ومراعاة الاجتهاد فالاجتهاد ماض لم يغلق وباب الاجتهاد منهم من فتحه على مصراعيه حتى دخله من ليس بأهل له ومن لم يع النصوص ولا القواعد الشرعية. وأبان أنه من أنواع التطبيقات للوسطية والاعتدال وهذا المنهج القويم الوسطية والاعتدال في الحكم على الأشياء، فالأشياء تتنوع والقضايا تتنوع وكل يوم لنا جديد وقال: لا شك فالزمن له حركة والمدنية ولادة والحضارة متوقدة ولن تقف عند حكم فقيه أو داعية أو عند تنظير منظر والزمن يتحرك والزمن ولاد، والمدنية تتولد وتنمو، كما هو مشاهد ومنظور في الزمن الحاضر والحضارة والأزمنة الماضية ولابد حينئذ أن يكون هناك منهج واضح معتدل للحكم على الأشياء في الحكم على الأوضاع والأشخاص والأفكار وما يطرح وعلى النوايا والمقاصد في الحكم على المجتمعات وعلى العلماء وعلى الدول والناس وهذا المنهج الوسط يجب أن يؤصل في إطروحات وفى رسائل حتى لا يكون الناس الذي يرومون الإصلاح ويرومون الإرشاد في غيبة عن المنهج المعتدل في ذلك. وأشار إلى أن من قواعد أهل العلم الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وقال الله جل وعلا (ولا تقف ما ليس لك به علم)، فمن أراد أن يحكم على شيء دون علم كامل بهذا الشيء فانه حينئذ يقف ما ليس له به علم والواجب علينا أن نضع هذه الآية نصب أعيننا وأن نضع قول الله جل وعلا في النهى عن القول بلا علم، حيث جعله قرينا للشرك بقوله تعالى (وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القول بلا علم، وأن الذي يفتى بغير علم فإنما يقتحم النار حينئذ فكيف نحكم على الأوضاع.. الناس كما ترون يحكمون على كل شيء متسائلا هل يليق بأهل الفكر والعلم وأهل المنهج الفكري المنهج المستقيم في النظر والتأمل أن يكونوا مستعجلين وأن يكونوا من غير ذوي الأناة في الحكم على الأشياء وأجاب بقوله : أنتم نخبه سواء من الطلاب ذوى المستويات العالية أو من غيرهم أنتم النخبة فكيف يسوغ أن يكون لكل شيء منهج إلا التفكير والحكم على الأشياء بلا منهج هل يسوغ أن يترك الناس لكل أحد طريقه في الحكم على الأشياء. وشدد على أن الوسطية في التفكير مطلوبة وقال : تفكير الشباب اليوم بل تفكير الناس حتى تفكير بعض الخاصة نراه متفرقا متشعبا بين عقل جامد أو عاطفة جامحة العقل والإدراك والعقل والاتزان مطلوب لكن مع عدم إلغاء العاطفة والعاطفة مطلوبة العاطفة الجياشة مطلوبة التعاطف مطلوب والحماس للدين مطلوب لكن مع عدم غياب العقل السليم ورعاية النص فمن جعل عاطفته حكما عليه في كل تصرفاته دون رجوع إلى علم ودون رجوع إلى أهل العلم الراسخين ودون رجوع إلى توجيهات من ولي الأمر أو على قواعد شرعية مبنية فانه حينئذ يروم عاطفة كما رامها الخوارج أو كما رامها المعتزلة أو كما رامها أهل الأهواء. وأكد أن العاطفة الجياشة والحماس للدين والجهاد المظنون الذي يؤول إلى مثل هذه الأفكار وهذا الغلو مرفوض من أصحابه والوسط والاعتدال يرفضه بل يحارب أصحابه لأنهم ان بقوا فانهم سيضلون الناس فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك. وقال: ان الوسطية مطلوبة في التفكير وفى الحكم على الأشياء وفى منهج التفكير بين نظر البدايات والمآلات كثير من الناس وينظر إلى الأمور باعتبار الحاضر ينظر إلى الأمور باعتبار الواقع، لكن لا ينظر إلى المآلات والعقلاء الذين يتبعون الشرع ويدركون أحكامه ونصوصه ومقاصده فانهم ينظرون إلى البدايات كما ينظرون إلى المآلات. وأضاف قائلا: ان النوايا والمقاصد يجب اعتبار الظاهر فيها وأن لا نحكم على نوايا ومقاصد الناس باعتبارها ظاهرا سلوكيا أو ظاهرا قوليا لان النوايا والمقاصد علمها عند الله جل وعلا ويجب علينا الحذر من أن نظن سوءا بالناس يقول الله جل وعلا "واجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم" وقال أيضا عليه الصلاة والسلام فيما جاء في الحديث لما جاءت الشهادة قال هل رأيت الشمس قال نعم قال على مثلها فاشهد أو فادع. ولفت النظر إلى أن الوسطية في الدعوة مطلوبة وتحتاج إلى تركيز وتعاون على البر والتقوى لكن هذه الدعوة يجب أن يكون فيها التعاون بين أهل الحق وأهل الخير، لأنه لا يجوز أن نكون مغالين فيها، كأن ندعو إلى تنظيمات بدعية أو سرية أو حزبية، فالدعوة الحق بين التنظيم السري والحزبيات المقيتة، وبين الموالاة والمعاداة على رموز دعوة متوهمة، وما بين الفوضوية التي لا تنتج دعوة. وقال: نحتاج إلى تعاون على البر والتقوى وفق منهج أهل الكتاب والسنة والجائز فالطاعة لا تجوز إلا لولي الأمر فالطاعة المتوهمة لجامعة أو لحزب أو لنحو ذلك هذه ليست شرعية مؤكدا معاليه أنه ليس ثمة مجال لطاعة مطلقة وفق تنظيم سرى أو وفق حزبية مغلقة بل التنظيم يكون وفق تنظيم ولي الأمر والطاعة تكون وفق طاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله ثم طاعة ولي الأمر فيما ليس فيه معصية. وخلص إلى القول: اننا نحتاج إلى تعاون في الدعوة على البر والتقوى والتكافل وأن نكون في الإطار الذي أذن به ولي الأمر والإطار الذي لا ينتج مفاسد أما الإطارات الأخرى التي يتكلم فيها الناس أو قد تكون موجودة في بعض البلدان ونخشى أن تكون موجودة عندنا أو تنتقل إلينا من تنظيمات سرية وحزبيات مبتدعة فان هذا مخالف للمنهج الوسطى ولطريقة أهل السنة والجماعة. وأضاف قائلا: الأمر وسط في أن نعمل جهدنا وفق المنهج الشرعي وفي أن نظل متكاتفين متعاونين ونحصر مشكلات الأمة وأن نسعى فيها بالدعوة والخير والإصلاح وفق المتاح ووفق الشرع المطهر ووفق المأذون به وكذلك نكون وسطا في النوازل التي تقع في الأمة بين تأزيم النوازل وبين الإسهام في حلها فالأمة الاسلامية بعامة وبلدكم هذا بخاصة تستهدف بلا شك فكيف تكونون تجاه ذلك. ومضى يقول: يجب أولا على مستوى هذا البلد المبارك الذي هو معقل الإسلام ومآزر الإيمان والمكان الذي انطلقت منه الرسالة الخالدة وانطلقت دعوة التصحيح والتجديد والذي تنطلق منه البشائر الخير بما ترعاه الدولة وترعاه مؤسسات هذا البلد من وزارات وهيئات وجامعات ومؤسسات خيرية وعلماء ودعاة ويرعاه الناصحون.. الجميع يجب أن يتكاتف في رد الأزمات وعلاجها لا نكون مؤثرين في الناس في أن نزيد من الأزمة، فالمطلوب منا أن نحافظ على توجيه الله جل وعلا ومحافظين على وحدة الكلمة وعلى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ثالثا على وحدة الكلمة واجتماع الصف. ونبه آل الشيخ إلى الذين يثيرون الشكوك والأوهام ويطرحون سوء الظن ويذهبون بعيدا عن وحدة الكلمة واجتماع الصف مبينا أن هؤلاء هم يسعون إلى ما فيه خلاف الصالح شرعا والغلو فيما يطرحون فالواجب حينئذ في المسائل والنوازل أن نسعى في عدم تأزيم النوازل وفى حلها شرعا وبالعقل والحكمة والأناة. وفى نهاية محاضرته قال الوزير الشيخ صالح آل الشيخ: انه يجب علينا مراعاة الأولويات في أمورنا حيث نبدأ بالأهم ونؤخر المهم وأن نكون أهل إدراك أن شريعتنا أمرتنا بذلك وأهل فهم وأن لا نكون متعجلين أو متوانين في أمورنا وأن نكون وسطا بين طرفي الإفراط والتفريط وطرفي الغلو والجفاء أسأل الله جل وعلا أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه.