في حديث ضافٍ استعرض الأستاذ محمد بن عبدالعزيز السدحان رئيس مجلس المديرين لشركة السدحان التجارية نشأة الشركة والدور الكبير الذي اطلع به والدهم في وضع الأسس الراسخة لانطلاقتها ونجاحها المطرد. كما تحدث عن الطموحات والخطط المستقبلية للشركة لتحقيق المزيد من النجاحات .. وفيما يلي تفاصيل الحديث: أعتقد أن الكثير من القراء يرغبون في أن يعرفوا كيف نشأت أسواق السدحان كأول أسواق مركزية بمدينة الرياض وعلى مدى أكثر من خمسين سنة كيف حافظت على مكانتها وتميزها كسوق العائلة الأول.. دعني أعود بك لسنوات طويلة ماضية.. إلى رجل من مدينة شقراء.. حمل عصا الترحال إلى مدينة الرياض في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز بن سعود كان مثله مثل الآخرين باحثاً عن الرزق.. فقرر أن يمتهن التجارة كحرفة.. ولأنه رجل صاحب عائلة.. ويتلمس الاحتياجات اليومية للعائلة .. فقد قرر أن تكون له عائلتان .. العائلة الصغيرة زوجاته وأولاده.. والعائلة الكبيرة المتمثلة في عملائه.. كلاهما يرعاهما.. ويحافظ عليهما.. وينميهما ويكبرهما .. ويشبع احتياجاتهما.. يستمع إليهما أكثر مما يتكلم.. يفعل أكثر مما يتحدث.. كان يحفظ أسماء عملائه كما يحفظ أسماء أولاده وبناته .. يتفاعل معهم ويوجههم.. ولا يفرض عليهم رأيه أو ذوقه الخاص.. كان يتحسس اتجاهات السوق ورغبات العملاء من أحاديثهم.. ويتلمس توجهات المستقبل من حركة الناس والعمران.. امتهن تجارة المواد الغذائية والملابس.. وتعامل في تجارة المواشي والدكاكين قليلاً.. ألم أقل لك كان يفكر في العائلة قبل التجارة بشعور الأبوة.. بدأ في عام 1373ه بأول دكان صغير في أسواق المقيبرة باع لعملائه البن والهيل والدقيق احتياجات العائلة الرئيسية في هذا الزمن البعيد... وتضاءلت الأرزاق في هذه الأسواق فاتجه إلى البطحاء قلب مدينة الرياض التجاري حينذاك.. وفتح أول (سوبر ماركت) وكانت مساحته..1 متر تقريباً وكان أول من استخدم آلة محاسبة الزبائن (الكاشير) وأول من وضع الأسعار على الأصناف المعروضة كانت مفاهيم عصرية في ذلك الوقت وجديدة على المستهلك السعودي ثم بنظرته الثاقبة للمستقبل رأى أن الحركة تتجه نحو أطراف الرياض في الشمال والشرق فلم يتردد في التوجه نحوهما.. كان العديد في دهشة واستغراب كيف الشيخ/ عبدالعزيز بن عمر السدحان يرحمه الله الذي يذهب إلى الأطراف النائية في ذلك الوقت.. وهذه الأماكن غير عامرة بالناس.. ولكنها الفراسة والفطرة السليمة التي كانت توجهه.. والتي لم يدركها إلا القليلون في ذلك الوقت.. ولم يكتف والدي بهذا القدر بل كان أول من صمم بناية لغرض التسوق في عام 1390ه مقسمة لمجموعة من الأقسام لعرض متخصص من الأصناف المتعددة في حي الملز فكان بحق رائد الأسواق المركزية في مدينة الرياض ثم اتجه نحو الربوة وأنشأ سوق الربوة المركزي الأول في سلسلة أسواق السدحان الحالية.. ولم يتردد في افتتاح سوق السدحان (2) على طريق الأمير عبدالله أول سوق مركزي في هذه المنطقة النائية في ذلك الوقت والآن أنت تعرف كيف هو طريق الأمير عبدالله ثم انطلق بفراسة وذكاء نحو حي الروضة وأنشأ أكبر سوق مركزي عندئذ السدحان (3) ولقد أوقفه المرض عن استكمال سلسلة السدحان ومنذ ذلك الوقت عام 1403ه بدأت مع إخواني تحمل أعباء ومسؤوليات إدارة الأسواق.. أما كيف نجح في اكتساب عملاء دائمين.. فسوف أحكي لك قصة قصيرة حدثت بيني وبين والدي.. كنت أهوى الذهاب معه إلى السوق ورأيته يهتم كثيراً بالحديث والتخاطب مع العملاء.. يتآلف معهم.. يصادقهم يتعرف على مشاكلهم ومشاكل أولادهم.. يستمع إليهم أكثر مما يخاطبهم وكنت أنا في ضيق من الوقت الذي يضيعه والدي مع العملاء.. ولاحظ ذلك فقال لي يا بني أحاديث العملاء ثروة كبيرة.. منهم نتعلم.. ومنهم نعرف ما نشتري.. ومنهم نعرف احتياجاتهم.. ونتعرف على أذواقهم المختلفة.. ولكنك يا أبي أضعت نصف ساعة مع العميل السابق رغم أنه لم يشتر إلا علبة عصير ربحها لا يتجاوز الثلاث هللات .. قال نعم.. ولكن غداً سوف نشتري (10) طن أرزاً .. فالسيول في الهند كما علمت من العميل أغرقت محصول الأرز هناك والناس قلقة من النقص.. هل تعلمت الآن..؟. هذه هي فلسفة أسواق السدحان مع عملائها.. نحن منهم وهم منا.. سوق لعائلة واحدة.. كلهم ملاك في السوق.. البضائع تشترى لهم.. نلبي احتياجاتهم قبل أن نبيع لهم، هم عائلتنا الكبيرة فكل عميل لأسواق السدحان فرد من عائلتنا.. نحافظ عليه أثناء تسوقه.. نتعرف على رغباته.. تسعدنا اعتراضاته.. نساعده على اتخاذ قرار الشراء.. نأتي إليه بكل ما هو جديد ونعرفه عليه.. شرائح عملائنا هم أفراد العائلة جميعاً.. الزوج.. الزوجة.. الابن.. الابنة.. والجد والجدة.. لقد تعلمنا الكثير من معلمنا الأول الرائد/ عبدالعزيز السدحان رحمة الله عليه.. الربح الحقيقي للتاجر.. هو امتلاك العميل، وهذا لا يتأتى إلا من خلال إشباع حاجاته. يقاس نجاح شركات الأعمال المعاصرة في أداء عملها بمدى قدرتها على التكيف والاستجابة للتغيرات المستجدة في بيئتها الخارجية إذ إن التغيرات البيئية والاجتماعية الطارئة التي نشهدها في عالم اليوم أدت إلى خروج العديد من شركات الأعمال من السوق أو على الأقل جعل العديد منها في موقف مالي صعب جداً.. كيف استطعتم أن تصمدوا في وجه هذه التحديات وما هي استراتيجيات التسويق في شركة السدحان التجارية؟ * يبدو أنك راغب في أن تنقلنا من عالم الذكريات الجميل إلى عالم التحديدات اليومية والمستقبلية.. ولكنني معكم.. أعتقد أن شركات الأعمال التي استطاعت الصمود أمام التحديدات والصعوبات التي تواجهها وتحافظ على كيانها وديمومتها في العمل، كانت تتبنى بدرجة أو أخرى نظام التخطيط الاستراتيجي في توجيه أنشطتها المختلفة.. إذ إن نظام التخطيط الاستراتيجي يمثل أداة لمواجهة الظروف البيئية الخارجية، وذلك من خلال تحديد الفرص السوقية المتاحة، ومن ثم توظيف موارد الشركة الذاتية بالشكل الذي يحقق لها العائد الأمثل من الأرباح مستقبلاً ، وفي سبيل زيادة قدرة الشركة في التخطيط الاستراتيجي ، كان لابد لإدارة شركة السدحان من تعريف عملها بنطاق واسع، سواء كان ذلك من حيث الأسواق أو المنتجات التي تتعامل معها، أملاً في إيجاد الفرص السوقية التي تتلاءم مع إمكانيات الشركة ومواردها الذاتية، إن توجهنا الاستراتيجي الجديد أدى بنا إلى التركيز على إدارة التسويق في الشركة وزيادة أعبائها ومسؤولياتها إذ يطلب منها الآن تحليل البيئة الداخلية والخارجية وتوقع التغيرات التي تطرأ على عناصر البيئة الخارجية المختلفة - الاقتصادية والاجتماعية ، والسياسية والتكنولوجية - وصولاً إلى تحديد الأجزاء السوقية المستهدفة التي على ضوئها تتمكن شركة السدحان من تسويق المنتجات التي تتعامل معها بكفاءة أعلى من بقية المؤسسات المنافسة وبالتالي تحقيق الموقع التنافسي المتميز للشركة في هذه الأسواق وصولاً إلى تحقيق الربحية المثلى. لا أستطيع أن أنتقل إلى سؤال التالي قبل أن أتعرف على رؤيتكم عن الاتجاهات الجديدة التي تؤثر على عميل المستقبل وما تأثير ذلك على عالم التسويق؟ * هذا سؤال ذكي أهنئك عليه.. علينا أن نعلم أن المسوق غير المطلع على الاتجاهات الجديدة التي تؤثر على الزبون لن يكون قادراً على تحقيق النجاح لأن هذه الاتجاهات ستؤثر في عالم التسويق، وقد بدأت ملامح هذه الاتجاهات تتجلى لنا الآن، وبمرور فترة زمنية بسيطة ستتعزز هذه الاتجاهات وتقوى ويصبح من البدهي أنها ستدفعنا لإجراء العديد من التغييرات من سياساتنا التسويقية التي نعتمد عليها في الوقت الحاضر.. ورغم أن هذه الموجات من التغيير سيصاحبها بعض الاضطرابات والفوضى في أنظمة بعض المسوقين الحاليين إلا أنها ستعمل على ترسيخ مفاهيم العصر في بيئة الأعمال ، وأول هذه الاتجاهات.. محدودية النمو فالفترة القادمة كما تشير المؤشرات الاقتصادية ستكون فترة نمو اقتصادي بطيء راسخ وقوي بإذن الله ويتطلب العمل في ظل بيئة محدودة النمو أولاً أن يتم التركيز على التخطيط بعيد المدى والعمل على تغيير المفاهيم الراهنة للأسواق والبعد عن المحاكاة كما نشاهد في الأسواق حالياً والترفع عن المنافسة بأشكالها السلبية وحروب الأسعار، والجانب الثاني الفهم الأفضل للزبون واحتياجاته الفردية والعائلية في الأسواق ، وأخيراً تبني فلسفات تسويقية رصينة تتوافق مع البيئة، والعمل على كسب العميل بدلاً من تحقيق المبيعات فقط.. والذي يقوم بالتسويق المرتكز على مفهوم العائلة كشركة السدحان سيكون قادراً بإذن الله على فهم المغزى الحقيقي وراء الجانب الثاني بالتحديد، والاتجاه الثاني من موجات التغير هو القنوات المتغيرة للتوزيع فقد بدأت شمس الخطة التسويقية القديمة والتقليدية التي تبدأ بالمصنع وتمر بتاجر الجملة ثم بتاجر التجزئة (محل البقال البسيط ) وتنتهي بالزبون.. بالتلاشي.. وأيضاً الأسواق المجمعة لبيع المنتجات المتماثلة والمتشابهة مثل أسواق العطارة وأسواق العطور وأسواق القماش بدأت في التراجع.. وهذا الأمر نتلمسه جميعاً.. وقيام المصنعين أو المنتجين بفتح معارضهم الخاصة للبيع بالتجزئة لم تحقق نجاحاً وتحتاج لموارد أكبر من طاقة المصنعين أو المنتجين في بلادنا.. وإن كانت ناجحة في المجال العقاري.. ويعد التسويق عبر البريد ظاهرة نتلمسها ولكنها لا زالت ضعيفة في مجتمعنا.. وتأتي قناة التوزيع عبر الإنترنت .. وهي وإن كانت اليوم محدودة داخل الأسواق السعودية إلا أنها على الطريق لتحتل مكانتها خلال سنوات قليلة وأخيراً تأتي سياسات التوجه إلى العميل من خلال سلسلة الأسواق الشاملة أي أن يفتتح تاجر التجزئة معارض البيع العائدة لتاجر التجزئة مباشرة وتتخصص في خدمة العميل وتحتاج هذه السياسة إلى استثمارات كبيرة لتوفير المساحات الشاسعة من الأراضي في مواقع متميزة.. وتشكيلات متنوعة من المعروضات في تصميم متميز تحقق متعة من خلال التسوق وإشباع الاحتياجات العميل وهذا ما نشاهد نموه في الأسواق حالياً.. وإذا ما ذهبنا إلى الاتجاه الثالث فهو في رأيي العودة إلى المفاهيم والقيم الراسخة في مجتمعنا والتي تآكلت بشكل ما مع فترة الطفرة، فقد انتهت موجة التفاؤل اللامحدود من دوام الازدهار والثراء الذي سيتسمر إلى الأبد.. فالعودة إلى مفاهيم العمل الجاد والتوفير من أجل المستقبل أصبحت تستحوذ على الاهتمام وعاد المجتمع السعودي يملك مقاليد النهوض من جديد والنمو، وأصبحنا نرى دور المرأة السعودية أكثر من أماكن العمل، والالتزام الوظيفي والعلمي للشباب السعودي تزايد أكبر من ذي قبل..وغاب الكثير من مظاهر الاغتراب عن البيئية السعودية .. والرغبة في التباهي والتفاخر تضاءلت قليلاً ... وبدأت الأسرة السعودية في التفكير أكثر في ميزانيتها وتحديد أولوياتها وأصبح العميل السعودي يضع الأولويات استناداً إلى ما هو مهم حقاً في حياته، وعلينا أن نعرف أن زبون اليوم يتهم أكث بافتناء ما يحتاجه بالجودة الملائمة بصرف النظر عن السعر وفي رأيي أن زبائن الأسواق المركزية اليوم يمثلون 80 % من شرائح المجتمع في حين أن زبائن أسواق الجملة وغيرها لا يتجاوز ال 20% فقط بل وأضيف أن العميل اليوم يتصرف بارتياب تجاه جودة المنتج الزهيد الثمن ويتشكك في مصداقية الإعلانات التجارية المرغبة على أساس السعر فقط... وأعتقد أن الأستاذ/ خالد السدحان المدير التجاري للشركة سيكون له حديث مطول معكم حول هذه النقاط وغيرها... أخي الكريم نؤكد أن التغير في مفاهيم الأسرة السعودية... من تغير دور المرأة أكبر عميل للأسواق.. إلى دور المعلمة والممرضة والطبيبة والمحاسبة في البنوك وسيدة الأعمال أيضاً هذا بالنسبة للواتي يخرجن إلى البيئة الخارجية أم ربة البيت منهن اليوم أصبح تعليم الأولاد وتلبية احتياجاتهم من المهمام الإضافية التي أوكلت لها نتيجة حتمية لزيادة نسبة تعليم المرأة في المجتمع السعودي بالإضافة للمهام التقليدية لها..0 كل هذا له تأثيره على سلوكيات الاستهلاك في الأسرة وتعاملاتها مع الأسواق وطبيعة الخدمة المطلوبة من الأسواق اليوم... فالأسرة السعودية اليوم أصبحت أكثر انشغالاً من ذي قبل ولا تمتلك ما يكفي من الوقت للتسوق السلبي أو الاطلاع على الإعلانات التجارية الرخيصة في وسائل الإعلام ونتيجة لانشغالهم الدائم أصبحوا مستهلكين مندفعين للغاية... وعندما يتسع وقتهم لشراء شئ ما فهم يتوجهون إلى الأسواق المركزية مباشرة خاصة التي تتفهم احتياجاتهم الخاصة والشخصية، إن هذا الأمر مهم جداً لمسوقي قطاع التجزئة.. إن الخدمة للمستهلك أصبحت تعني أكثر من مجرد الاستقبال الطيب له عند دخول المركز التسويقي فهي تشمل تصميم المركز نفسه وسعته وكم المعروضات ونوعيتها وكفايتها لحاجة العميل والتنسيق المنمق للبضائع ولسياسات الإرجاع والتبديل والاستجابة حيال الشكاوى والسرعة في الخدمات وسهولة الدفع، والأهم هو إشباع حاجات العميل من خلال التعرف على مشاكله ورغباته.. ولو لاحظت في أسواقنا الجديدة.. ركزنا على المساحات.. وكم نوعية البضائع وأضفنا «رغيف السدحان» لتلبية احتياجات الأسرة اليومية.. والمأكولات السعودية والعربية الخفيفة السريعة كالفطائر والمعجنات والحلويات الغربية والشرقية، وتوسعنا في نطاق المركز الترفيهي «فانتسي فاكتوري» لنمنح الأطفال وسائل ترفيهية آمنة وتخصصنا أكثر في أقسام الملابس والأحذية الرجالي والنسائي ومنحنا العميل مساحة أكبر من خلال تنوع في مجموعات المعروضات.. وحافظنا على طابعنا المحافظ.. الأمن للأسرة أثناء تجوالها بالأسواق من خلال شاشات مراقبة موسعة منتشرة في الأسواق ورجال أمن مدربين.. وثقافة عامة للشركة رسخت كصورة ذهنية ثابتة في فكر العائلات السعودية بمدينة الرياض وعلى العموم الأخ / بدر السدحان مدير التسويق سوف يحيطك أكثر بسياسات التسويق في شركة السدحان. *ما هي سياستكم في إدارة منسوبي الشركة؟ إننا في شركة السدحان نعتمد على العمل كفريق متكامل.. وإنك إذا حضرت في أي وقت ستجد أبناء السدحان منتشرين في الأسواق يتابعون حركة العمل أولاً بأول وأنا معهم إذا لم أكن مسافراً إلى الخارج في أحد المهام وتأكد تماماً أن كل منسوبي السدحان يعامل كما أعامل أخوتي تماماً.. فنحن في شركاتنا نؤمن للعمال مساكن لائقة .. ويتوفر لهم وسائل الراحة.. ونحن في شركة السدحان نتعامل مع أكثر من خمس عشرة جنسية مختلفة.. ثقافات مختلفة وأساليب معيشية متنوعة.. ولغات متعددة والمطلوب منا أن نجمعهم تحت مظلة واحدة من خلال مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف وثقافة شركتنا ومفاهيم عملنا ومتطلبات العادات والتقاليد السعودية وهذا يأخذ منا جهداً ليس بيسير، وخلال برامج الخدمات الاجتماعية نعلم بعض الجنسيات بعض مبادئ الدين الإسلامي.. ومبادئ اللغة العربية.. وندعوهم لأداء مناسك العمرة والحج، وهنا أود أن أشير إلى أن أربعة من عمالتنا قد اعتنقوا الإسلام خلال العام الماضي وهذا شيء نعتز به.. أخي الكريم العامل والبائع هم الأدوات الحقيقية بالأسواق المركزية التي تخدم العميل.. وجميع من في الشركة يوظف جهوده لخدمة العملاء.. بعد هذا لا أستطيع أن أقبل التهاون أو التراخي في العمل الذي يهدف إلى خدمة عميلي.. فعملائي هم الملاك الحقيقيون لشركة السدحان.. وكلنا نعمل لخدمتهم. * تعتبر شركتكم أحد الشركات العائلية.. ويشاع عن الشركات العائلية كثرة الخلافات والتضارب في الآراء والتعارض في المصالح على المدى القصير فما هو رأيكم؟ *أحمد الله أنني مع الإخوة تربطنا روابط أخوة قوية أدامها الله علينا.. الخلافات في العادة تنشأ في الشركات العائلية لتضارب المفاهيم بين الأجيال وفروق التعليم والخبرة العلمية.. ولكننا متقاربون في هذه الجوانب جميعاً الكل حصل على الدراسة الجامعية ومنا من لا يزال في مراحل الدراسة والتحصيل .. وكلنا عملنا ونعمل في الأسواق كلاً في اختصاصه.. ندير جلسات مجلس المديرين في الشركة من خلال أسلوب عصف الذهن لنتمكن من الوصول إلى أفضل التصورات حول أهم القرارات التي تتخذ في الشركة ونحن نجتمع ثلاث مرات أسبوعياً ودائماً جدول أعمالنا مليء بالموضوعات والأفكار الجديدة.. وكلنا لنا هدف واحد مشترك.. ومصير مشترك.. لذا التعاون والتكاتف والتفاهم والاحترام سمة رئيسية للعمل المشترك فيما بيننا .. ورغم هذا نحن وضعنا الخطط المستقبلية الملائمة للبقاء على اسم شركة السدحان زاهراً بإذن الله. * السعودة .. خططكم لتنفيذها... وتجاوز مشاكلها.. وخدمة مجتمعكم. هل يمكن أن تلقي الضوء على هذه القضية التي تشغل أصحاب الأمر في البلاد والمجتمع ككل؟ لقد أولت الشركة عناية خاصة لهذا الأمر وقد تم توظيف عدد كبير من الشباب السعودي لدينا وقد قمنا بالتعاون مع عدد من الدكاترة في جامعة الملك سعود وتم توظيف عدد من الطلبة الجامعيين لدينا وما زالوا على رأس العمل وقد راعينا ظروف دراستهم سواء في ساعات العمل أو أوقات الاختبارات.. ومن خلال نظرتنا إلى عزوف الشباب السعودي عن العمل في الأقسام الخدمية بالسوق.. وكما تعلم فإن معظم أقسام السوق تعتبر خدمية فقد أصدرت تعليماتي بإنشاء مركز تدريب متخصص لتهيئة الشباب السعودي للعمل في هذا المجال وبإذن الله سوف يعلن عن افتتاحه قريباً، وأصدرت توجيهاتي للأساتذة الدكاترة المعدين للبرامج أن يراعوا في البرامج العلمية التدريبية المؤهلة للشباب السعودي التهيئة النفسية للعمل في قطاع خدمات العملاء في الأسواق المركزية وكيفية التواصل مع العميل ومواجهة اعتراضاته وكيفية تلبية احتياجات العملاء بكافة أنواعهم والجزء الثاني من البرامج التدريبية سيخصص للتدريب على استخدامات الحاسب الآلي وتطبيقاته وهو الآن لغة العصر.. بل لا أبالي إن أخبرتك أن تعلم لغة الكمبيوتر أصبحت ضرورة لمحو أمية الشاب السعودي وهو مقبل على حياته العملية.. والأخ / تركي السدحان سوف يوضح لكم تفاصيل البرامج الحديثة التي تم تطبيقها في شركة السدحان وحجم المعلومات التي تستخدمها الإدارات المختلفة لتتمكن من متابعة الخطط الموضوعة والموازنات التقديرية بل وفي اتخاذ القرارات اليومية. وأعود إلى موضوع السعودة بأننا بإذن الله سوف نسعى للوصول إلى أعلى نسبة ممكنة خلال الأعوام القادمة وهذا الأمر ليس الغرض منه الدعاية.. ولكنها قناعة لدى أعضاء مجلس المديرين.. فالسعودة لها بعد استراتيجي مهم من المنظور الاجتماعي.. وتأثير كبير على تكلفة التشغيل في الأسواق المركزية فالعمالة السعودية المدربة تدريباً ملائماً تكلفتها أقل من العمالة الوافدة إذا أحسن استخدامها وهذا هو المنظور الاقتصادي لهذا الموضوع من الجانب الآخر رغم كل ما يقال هنا وهناك. * العولمة.. وانفتاح الأسواق السعودية أمام العالم.. وحرية حركة البضائع والخدمات.. ماذا أعددتم لمواجهة تنافسية عالمية بينكم وبين الشركات العملاقة عالمياً؟ يجب أن نقر بحقيقة أن هناك تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية ستطرأ على أسواق العمل، وأسواق الخدمات، وأسواق التصنيع.. في المملكة وإذا كان لي أن أحصر حديثي على خدمات متاجر التجزئة بكل أشكالها فمن المؤكد أننا سوف نتأثر في البداية مع ولوج شركات عالمية ومنتجات متنوعة.. ولهذا نحن من الآن في مجلس المديرين نضع خططنا الاستراتيجية لمواجهة ما يحمله المستقبل.. ونجوب العالم نتعرف على كل ما هو جديد في مجالنا.. ونزور المعارض السنوية المخصصة لتجهيزات الأسواق ونتعرف على أساليب العرض الحديثة.. ونحضر العديد من المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية عن خدمات العملاء..والسوق الجديد الذي تراه اليوم سواء بالمساحة أو الشكل المعماري أو التحديث التكنولوجي الذي يشمله السوق ما هو إلا نقطة من نقاط الاستعداد لهذا الأمر فالعولمة إحدى المتغيرات في البيئة الخارجية التي نضعها تحت المجهر.. ولكن لنا ضوابط يجب أن نراعيها في قراراتنا ألا وهي بيئة المجتمع السعودي واحتياجاتها ومتطلباتها.. فقد سبق وأن حضرت إلى بلادنا مجموعة من الشركات ذات الأسماء العالمية سواء الأوروبية أو الأمريكية ولكن واقع الحال أنها جذبت فقط فئات من المستهلكين وليس كل المستهلكين.. وجاءت ببعض عادات استهلاكية غريبة.. ذهب بريقها سريعاً.. وتقلص دورها مع مرور الوقت.. نحن أكثر انتماءً للبيئة التي نقوم بخدمتها.. ولكن علينا أن نواكب التطور والتحديث في خدماتنا أولاً بأول.. وإذا فقدنا جزءاً من شريحة عملائنا فهذا يعني قصوراً منا وليس عدم ولاء من عملائنا الكرام.. وخلاصة القول من الآن حركتنا وتوجهاتنا تتجه إلى المستقبل دون توقف.. نضيف لرصيدنا عند عملائنا ما يتوافق مع البيئة والعادات والتقاليد آخذين بعين الاعتبار التطوير والتغيير والنمو والتقدم، هكذا نفكر.. ونعمل.. ونتوكل على الله في كل خطواتنا. * إنني إذ أهنئكم على إنجازكم الكبير.. فأسواق السدحان (4) ليس مجرد سوق مركزي ضخم أو فخم ولكنه صرح إنشائي من معالم مدينة الرياض اليوم.. وهذا يدفعني إلى سؤال يلح علي بإصرار وماذا بعد؟ كرر علي السؤال والابتسامة تملأ وجهه.. وماذا بعد!! هل تريد أن تعرف كل شيء.. على العموم لم يعد الأمر أفكاراً نخشى عليها ولكن الأمر أصبح حقيقة وواقعاً .. نحن الآن في سبيل العمل على تنفيذ مشروعين جارٍ العمل عليهما .. الأول في حي الروابي ونتمنى من الله أن نوفق في افتتاحه خلال عشرة أشهر من الآن.. والمشروع الآخر في حي شبرا انتهينا من التصميم الهندسي له وبعون الله وتوفيقه سنبدأ في مراحل التنفيذ بعد مشروع الروابي مباشرة.. هذا بخلاف التجديدات التي ستجري على الفروع الحالية.. يا أخي الفاضل.. الإنشاءات المعمارية هي أبسط الجوانب التي نقررها ونسير فيها.. رغم صعوبتها والإرهاق في متابعتها.. ونحن قادرون بإذن الله وبمواردنا الذاتية أن ننشئ عشرة أو خمسة عشر فرعاً جديداً .. ولكن.. ماذا سنقدم في المشروعين الجديدين لعملائنا؟ هذا هو السؤال الذي نبحث دائماًً عنه.. وهذا ما لا أستطيع أن أبوح به لك الآن ولكن أنتظر فالغد ليس ببعيد. الجانب الثاني أننا الآن في سبيل إنشاء قنوات توزيع جديدة وهي.. السدحان أكسبرس إحداها، سنقدم بإذن الله من خلال سلسلة السدحان أكسبرس مجموعة من الخدمات المتميزة والمتنوعة لعملائنا جديدة في شكلها وطبيعتها وتعاملاتها وسوف تقتصر على عملاء السدحان فقط بمعني الأعضاء في السدحان أكسبرس فقط !!! الجانب الثالث هو توجهنا إلى عالم الطفل المرح... وهذا الأمر بدأ الآن في السدحان (4) من خلال فانتسي فاكتوري لكن خططنا في المستقبل تشمل الكثير من الاهتمام بهذا العالم الجميل البريء. الجانب الرابع هو خدمة المرأة السعودية العاملة فدورها في المجتمع ينمو.. وسوف نسعى إلى تقديم خدمات خاصة لها تمكنها من الوفاء باحتياجات أسرتها بأقل جهد ممكن وفي أسرع وقت ممكن. الجانب الخامس هو خدمة رجل العائلة السعودي في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص وتوفير وسائل تأمين احتياجاته العائلية اليومية دون إرهاق لميزانية الشهرية وذلك من خلال عضوية خاصة من أسواق السدحان. هذه المشروعات هدفها الأول خدمة العملاء وزيادة رصيد ولائهم لأسواق السدحان... وأن كانت حدود خططنا التنفيذية لا تتجاوز الخمس سنوات من الآن إلا أن أهدافنا وخططنا الاستراتيجية تمتد لأكثر من ذلك وحالياً هناك أكثر من عشرة مشروعات تحت الدراسة بعضها لدى الخبراء والاستشاريين.. وبعضها الآخر لازلنا نطرق أبوابها.. وأكرر عليك هدفنا خدمة العائلة السعودية عميلنا الأول ومالك أسواقنا.