«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجاوزت المسرحية عروض «اليوميات» و«المعتاد» و«الجاهز»!
الإضاءة عكست الظل بتصوير «مختبري»!!
نشر في الجزيرة يوم 26 - 09 - 2002

حظيت مسرحية «المحتكر» التي عرضتها ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف على مسرح الجمهورية في القاهرة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بردود فعل إيجابية تماماً.. وكان لها من الأصداء والتفاعل الشيء الكثير.. خصوصاً وأن ورشة العمل المسرحي قد أصبحت من الفرق العربية المسرحية المشهورة..
وقد حاولنا رصد بعض الآراء والتحليلات عن العرض بعد نهايته وذلك من خلال الالتقاء مع أشهر المسرحيين العرب الذين تابعوا المسرحية وتابعوا أعمالها في مهرجانات سابقة.
ومن هذه الآراء رأي الدكتور قاسم البياتي مؤسس مسرح الأركان في إيطاليا وأحد أكبر المحاضرين المسرحيين العرب والدكتور عبدالرحمن عرنوس أستاذ الورش المسرحية والأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومؤسس مختبر اليرموك المسرحي.. إضافة إلى العديد من الآراء لكبار المسرحيين العرب الذين حضروا العرض..
الدكتور قاسم البياتي مخرج وباحث مسرحي ومؤسس مسرح الأركان في إيطاليا شارك في ندوات عالمية حول الثقافة والمسرح وله الكثير من المؤلفات يقول في رأيه عن مسرحية «المحتكر»:
في البداية أنا سعيد بأن أحضر عرضاً مسرحياً آخر لهذه الورشة المسرحية وذلك بعد ان شاهدت لها مسرحية «بازار» خلال أيام قرطاج المسرحية وما أسعدني هنا ان أشاهد هذه الورشة تلعب في منطقة أخرى غير لعبتها في مسرحية «بازار» التي كان بها فرجة مسرحية.
في المحتكر كان هنالك بحث ودراسة اكتملت في جوانبها ولم تكتمل في أخرى نحن نقول انه كان في كل عرض مسرحي تجربة ولكن هنالك اختلاف بين ان تجرب في كل عرض مسرحي جديد لك وهذه ميزة الفن وبين ان تعمل بشكل منهجي مختبري ميداني به بحث ودراسة من أجل بناء تراث مسرحي يعني تراكما للخبرات والمعارف ينتج عنها عملية تؤدي إلى بناء تراث.
التجريب له جانبان الأول/ موجود في كل عرض مسرحي بأن تقول دعنا نجرب هذا وبالتالي يحمل كل عرض مسرحي تجريبا وتجربة في مستوى معين ولكن ليس هذا التجريب الذي ينحت ويبحث ويقارن ويتحول إلى هدف والثاني/ التجريب الذي يحدث في المسرح بأن تحفر في مفردات العرض المسرحي وهذا يجعلني أدخل مباشرة نحو عرض المحتكر الذي لمست به مفردات للبحث في الصوتيات والضوئيات وفي الابتكار في لعبة الصندوق والسجن وفي جرافيك الكتابة على الخلفية في النحت على الاضاءة وجسد الممثل.
مرة أخرى أنا سعيد بالتعرف مرة أخرى على طاقم العمل.. واعرف مدى اهتمامهم وحرصهم. النص الكلامي للمسرحية مهم جدا وبه مقولة جيدة وهنالك مقولة جيدة في العمل السابق الذي شاهدته لهم.. إذاً ما يميز الكاتب فهد الحارثي هو بعده عن مسرح اليوميات كنتيجة وشغل هو بعيد عن المعتاد واليومي والجاهز فهو يعالج أمورا تهمنا ولكنها ليست يوميات وليس بها حوار تلفزيوني هش واختيار الموضوع هام جداً للعمل الفني لأنه يساعد على خلق جو مساعد للبحث والتجريب.
أكثر ما شدني هنا هو محاولة لتقديم لعبة في الصوتيات وهي تحتاج إلى شغل وتطوير. هنالك أكثر من مفردة جميلة لكن التفكير فيها كان للتأثير وليس للتكوين وهي مؤثرة دون شك ولكن يجب ان يكون لها خط بياني مرسوم وممنتج ومركب وان تكون محسوبة ومدروسة.. متى يكون الصمت.. متى تكون الحركة.. وهي سوف تغني حتى في الأداء الخاص بالممثل وفي خلق جو خاص للمسرحية. حركة الميكروفون مثلاً كانت حلوة وموحية على البطن والظهر هنا يمكن ان تتطور الحركة لو تم دراستها ويصبح شغل فريق العمل على الصوتيات أكثر لأنه نادراً ما نشاهد العرض المسرحي العربي يهتم بالصوتيات هم يهتمون بالموسيقى والمؤثرات الصوتية ولكن الصوتيات داخل العرض لا يعمل بها إلا القليل النادر ومنهم انتصار عبدالفتاح ربما لأنه دارس للموسيقى فأصبح له مدرسته الخاصة.. ولكن أغلبية المسرحيين العرب منذ ان يعملوا على نص به شخصية ينسون تماماً مسألة الصوتيات.
الصوتيات في المسرحية بها مفردة تحتاج إلى ان تتطور أكثر كتكوين وليس كتأثير في اللعب بالصندوق مثلاً هنالك احتياج إلى عمل ارتجالات تكون نصاً صوتياً إذاً لو تكاملت خطوط النص الصوتي في الميكروفون في الصندوق في علب الكتابة سيكون كمجموع نص صوتي مع نص درامي مع نص حركي مع نص ضوئي وبالتالي يصبح لديك شبكة من الخطوط عندما يتم توحيدها مع بعض تعطي عملاً غنياً. في مسرحية «المحتكر» شاهدت مسائل كثيرة قريبة من ألعاب «بيكت» الثنائية وهي معمولة بشكل جيد والمخرج والممثلون بذلوا جهدا طيباً.
في مسألة الضوئيات كانت الاضاءة تلعب دوراً جميلاً في التجسيم وأحياناً في النحت لتصنع لنا صوراً تشكيلية ولكني اعتقد انه يجب ملاحظة الاضاءة في ان لا تكون قلقة ولو تم اعطاء تونات تدريجية بشدة الضوء ستصبح أجمل وأنا تصورت ان المخرج الاحمري كان يريد ان يعطينا حركة بصرية وقد نجح في ذلك ولكن هذه الحركة في مجملها لا تضيف دراميا في كامل تفاصيل العمل.
في التكبير والظل كانت اللعبة جيدة والفكرة جيدة تعطي صورة وهدفاً ومعنى في اللحظة الأخيرة كان هنالك ظل ونور.. نحت من خلال العمل على شدة اللون خلقت تجسيما للصوت وبلا ستكية في المشهد ولو كان هنالك عمل على هذا النمط في كامل العمل لجاء العمل متفرداً تماماً.
لعبة الصندوق وتحويله لطاولة ثم لسجن تحتاج إلى زيادة بحيث تصبح اللعبة غير ايهامية ويمكن التعويض عن رمي النرد باستخدام الرقم، باستخدام بانتومايم او استخدام لعبة الصوتيات أو استغلال رقصة لوصول المعنى لأن ذلك أفضل من الحركة الايهامية التي لم يعد المسرح يحتملها لأنها كاذبة.
لعبة السجن بها فكرة رائعة ومنفذة بشكل بديع وجميل ومتقن. استخدام كتابة الحوار كمفردة أمر شاهدته لدى نفس الفريق في مسرحية «بازار» وهنا تطورت العملية وهي لعبة جديدة تماما في المسرح ولم أشاهدها من قبل وأتمنى ان يتم مواصلة البحث بها والعمل عليها. جربوها حتى لو لمائة مرة لأنها ستصبح شغلاً ونتيجة خاصة بهذا الفريق ومنها سيكون الإرث الذي سيأخذه منه الآخرون وهي تنبع من فن الجرافيك والكتابة على الحوائط وقد شاهدت افلاما كثيرة تطرح هذا الموضوع وتبحث فيه كقضية نفسية من خلال الكتابة للتنفيس والتعبير عن النفس ووجود تعبير فني لوني خطي نفسي.. المفردة حلوة في داخل المسرح وهي جديدة ولها خصوصية عمل هذا الفريق.
التمثيل/ أجمل ما شدني فيه بساطة مساعد وسامي لا يوجد لديهما حركات يومية، أداء تلقائي وحركة جيدة تحتاج فقط إلى مساعدة في العمل على الارتجالات مع الصوتيات والضوئيات وهذا متوفر في هذا الفريق عبر ورشته المسرحية.
عموماً أقول بصدق اني ارتحت كثيراً لهذا العمل بمفرداته العديدة ،اختيار النص والفكرة وأتمنى أن أشاهد عملاً قادماً لورشة الطائف المسرحية بها اشتغال على مفردات الصوتيات والضوئيات والابتكار في الفكر الفني الناضج لدى هذا الطاقم المسرحي الرائع.
وقال الدكتور عبدالرحمن عرنوس أستاذ الورش المسرحية الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومؤسس مختبر اليرموك المسرحي:
عندما أريد ان أتحدث عن مسرحية «المحتكر» أعود بالذاكرة للوراء لعام 88م لأول لقاء مع المسرح السعودي أيام الفنان الكبير راشد الشمراني وكان يقود تياراً مسرحياً مختلفاً تيار مسرح الكلمة.
ومنذ لقائي مع ورشة العمل المسرحي بجمعية الطائف ومتابعتي لعروض الورشة الفنار البروفة الأخيرة، ولعبة كراسي، هنالك تيار تجديدي في المسرح السعودي وارتبطت مع عبدالعزيز عسيري، والمؤلف الرائع فهد الحارثي والمخرج المبدع أحمد الأحمري في هذا العرض نضوج تام ولذلك اعتبر ان تسمية الورشة خطأ.. فما حدث في مسرحية «المحتكر» هو عمل مختبري معملي.. لأن الورشة هي عمل وتدريب ونقل عن خبرات موجودة.. ولكن هناك تم التجريب والخلط والمزج ومحاولة ايجاد صيغ وأشكال جديدة من خلال البحث في كيميائية الممثل والضوء والصوت خلط الحامضي بالقلوي للبحث عن صيغ جديدة في العرض المسرحي.. ومن هنا أقول هذا شغل مختبرات وليس شغل ورش.
ما سأقوله عن العرض هو تحليل وليس نقداً.. المفردات هنا ليست تقليدية في الأداء المسرحي فهناك تحطيم للسائد وسأحاول تحليل ما حدث على صورة الخشبة المسرحية ومن عليها وما عليها.
الإبداع في الكلمة.. في الاخراج في السينوغرافيا في النظام الخاص بالفريق. لن اتملق إذا قلت ان هذه مؤسسة إبداعية لشباب اجادوا تماما في القيادة في الفكر، في التنفيذ، في جهاز البناء لديهم، في تكوين جمهور خاص ونقاد خاصين يتابعون عروضهم وفوق هذا يعملون بجهود ذاتية.
سألت المؤلف هل درست التأليف المسرحي قال: لا.. المخرج هل درس الإخراج المسرحي.. لا.. الممثل.. السينوغراف.. الجميع لم يدرس ومع ذلك قدموا ما لم ولن يتمكن منه الدارس لأن إبداعهم يأتي من لحظة الجمع الآنية المبدعة في روحهم وتلاصقهم وهذا ما سأشرحه في وقته.
الممثل الذي تابعته في أكثر من عمل سابق تطور وبشكل مذهل.. وكان هنالك المؤلف والوقت والمؤلف والمكان والمؤلف والممثل ورأيت الجديد في النص لأنه طرح لي مشكلات آنية لم تكن بشكل تلقيني. كان تلميحا في أحيان واشارة في أحيان وتصريحاً في أحيان ولأول مرة اشعر منذ زمن نصا مسرحيا بهذا الجمال ليس لي علاقة بالمضمون وبتشريح النص فذلك تخصص غيري ولكن معجب بالنص الذي خلق كل هذه العوالم حوله.. النص عبارة عن شخصين وهنالك تنويعات جميلة لدى المؤلف حول صموئيل بيكت ويونسكو وارتو.
المخرج عمل «بلاوي» الكتلة.. الخط.. اللون.. المساحة.. الفراغ.. الممثلون أصبحوا أربعة وستة وعشرة وتم تنفيذ خيال الظل بشكل مبتكر وجديد وجميل وبتنويعة جديدة أصبح معها لخيال الظل عظمة لأنه لم يأت من الخلف كما تعودنا بل جاء من الأمام.. جسد.. وكون.. ولون.. وفوق هذا يقولون لي لم يدرسوا.. من أين جاء الإبداع.. هذا عمل مختبري يا سادة وليس عمل ورش هو لم ينفذ ما كان موجوداً هو ابتكر من خلال التجربة وهذا هو عمل المعمل أو المختبر..
إذاً سيعمل هؤلاء إبداعا في المسرح وحركة المسرح ليس في السعودية بل في المسرح العربي لأن عرض مسرحية المحتكر عرض ممتاز قدم فناً له ثقله. التزاوج والامتزاج والدخول بين الممثل والضوء والممثل والصوت استحضرت فوراً من عمل الضوء والصوت وجعل الممثل يدخل في الحالة المسرحية ويسلطن. أصبح من يعمل على الضوء ممثلاً لا مرئيا ومن يعمل على الضوء ممثلا لا مرئيا لأنهم ساعدوا في دخول الممثل في توقيت مناسب يحسب الثانية وهذا ما كان يحسب للعروض الأجنبية وها هو اليوم يتحقق في عرض عربي كل شيء في وقته بالضبط وشعرت ان ذلك انعكس على حالة الممثل المسرحية فجعل لديه نوعا من التجلي من خلال تعاون المرئي واللا مرئي.
لقد عمل العرض أشياء عديدة لم تعمل من قبل التونات.. الارتام.. التوصيل.. التواصل.. في الحوار بين الممثلين الذي كان ينتقل من الجواب إلى القرار عبر كوبري الصمت وما أبلغ فترات الصمت في هذا العرض، لقد كانت تنقل الحوار رغم اختلاف التونات في سلاسة وتوصيل وتواصل، هذا شغل احترافي.
حركة الجسد أصبحت أثقل مما كانت عليه في المسرحيات السابقة ولذلك أصبحت تعبيرية أكثر، عضلة الممثل لعبت دورا خطيرا كنت أحس بها تفكر وتشكل ذهني وكانت الارتعاشات تعطي معنى ومدلولا فهذا يصد وذلك يستقبل منه العمل هنا كان يصدر من نحن وليس من أنا لأن الكل يعمل في مختبر مسرحي على أساس معملي عملي انا افهم به جيداً لأني ادرس ذلك لطلابي.
العمل كان يقوم على أساس التظفير ويبث دفعات من الاحساس المتدفق في لحظات الصدق غير المفتعل فنصل إلى الافتعال الصادق وليس المفتعل وضع النص المخرج الممثلين في بيئة مسرحية من اضاءة وموسيقى فهم يعملون ثم يحدث توقف وفي كل مرة يجرب أدوات جديدة.
الحركة التعبيرية في أداء الممثل عملت توافقاً بين المرئي والمسموع.. المخرج وضعنا في إطار القلق والقلق الخاص به لم يخنقني لأنه وضعني في جو عربي من خلال حركة الممثل وسيولة ادائه ومن خلال العمل به وعليه، من خلال خيال الظل غير المعهود ومن زوايا مختلفة الاضاءة الأمامية على الأجساد الموجودة أمامنا وجعلت الأشياء التي أمامنا تعكس الجسم على الخلفية وبطريقة مبتكرة. لقد كان هناك وعي بما تم تنفيذه.. أنا معجب تماماً بما تم من استخدام مبتكر للاضاءة الأمامية التي عكست الظل بتصوير مختبري لم يتم بالنقل ولكن حصل ابتداع وابتكار وهذه فائدة الخبرة التراكمية. لقد تم استخدام الضوصولونية بوعي وخبرة في التعامل وانبثاق وتعبير للنص وبالتالي اتضح لي ان ما يعمله هذا الفريق هو عمل من منهج التأمل والمواءمة.. لقد تجسد هذا أكثر بالصداقة الوجدانية لديهم وظهر واضحاً التوأمة النفسية بينهم.. ولذلك قدموا لنا هذا المسرح المستنبت.. المنبثق من لحظة آنية جمعية من خلال الوجدان الجمعي والعقل الجمعي وقدم لنا هرمية في الآخر من خلال هذه المسرحية.
نقطة أخرى تتصل بالابتكار المعملي وهي اللوحات التشكيلية ورسم لوحات مذهلة أثبتت ان المسرح خيال وكان التأمل يعمل المواءمة في الخيال والصوت في الحركة والصوت.. في اللحظات الإنسانية من سيمائية العرض والتأليف والمايم والبنتومايم ومسرح الحركة ومسرح الكلمة وحوار الممثل والاضاءة الانسجام الايقاع المركب في أداء الممثل ثم هذا الاندماج الجمعي بين العقول والنفوس الوجدانية الذي نتج عنه هذه الابتكارات في الحوار المكتوب الذي أسعدني جداً من تقنية تنفيذه وهو مبتكر تماماً بشكل جعلني مشدوداً لبكارة الفكرة وابتداع لغة مبتدعة هي لغة الصمت المكتوب وهي قريبة من السيكودراما في خروج ما في الداخل عن طريق الكتابة والجمع بين المسرح المرئي والمكتوب والمنطوق والمسرح العضلي وليس الحركي..
إن هذه المسرحية بعرضها المتطور عما كنت أتوقعه هي المسرح القادم مسرح الانبثاق من اللحظة الآنية فشكراً لكل من قدم هذا العرض المسرحي من جيل يقود حركة التجديد المسرحي في السعودية وأنا انتظر منهم الكثير..
اما الدكتور حسن رشيد المسرحي القطري فيقول:
سعدت كثيراً بهذا العرض ولا ارسلها مجاملة.. لأن هذه المسرحية بكل المقاييس خطوة رائعة في مسيرة المسرح السعودي وفي حركة التجريب والتجديد في المسرح.
ومن خلال الفكرة الرائعة وتكاملية عناصر العرض المسرحي بداية بالعنصر الأهم الممثل ثم الاضاءة الرائعة والايماءة ولغة الاشارة.. شكراً لجميع العاملين في هذه المسرحية لأنكم اسعدتمونا وشكرا لأنكم من خلال هذه المسرحية أكدتم ان المسرح السعودي والمسرح الخليجي بألف خير ولديه الكثير مما يقدمه من خلال هذه العناصر الخيرة.. شكراً للكاتب المسرحي المتجدد فهد الحارثي على هذه المحاولات الجادة من أجل خلق إطار جديد للنص يقدم من خلاله بطاقة تعارف إلى الآخرين.
وقال محسن العزب كاتب وناقد مسرحي بمجلة المسرح:
عرض مسرحي جيد.. يناقش ويحلل.. ويتعامل مع فكرة الاحتكار بشموليتها وذلك من خلال عرض فلسفي على مستوى النص المسرحي المقدم.. وبشكل تجريبي جديد على مستوى العرض سواء في الأداء التمثيلي أو المؤثرات الصوتية واستخدام الصندوق بلعبة جميلة والكتابة على الشاشة البيضاء.
أما المخرج المسرحي علاء نصر وقال:
أجمل ما في العرض ذلك الاستخدام الجديد للضوصولونية وعلاقتها بجسد الممثل.. كان الممثل معداً إعداداً كاملاً وكان هناك توافق لوني ضوئي حركي في العرض إضافة للنص الموظف بصورة جيدة ولعله من العروض القليلة التي حضرتها في المهرجانات واستمتعت بها.
وقال الممثل فؤاد الكهالي وزارة الثقافة، الفرقة الوطنية للمسرح:
لقد احتكر «المحتكر» انتباهي طول مدة العرض المسرحي، طرح أزلي عن الصراع بين البشر، تقنية عالية جدا في استخدام الأدوات المسرحية في تقنية الاضاءة واستخدام قطع الديكور لأكثر من غرض. ممثلان اثنان شدا انتباهي.. مخرج مسرحي وفق في استخدام كل مفردات النص المسرحي ومسرح عربي قادر على العطاء والإبداع والتألق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.