أكد المايسترو المعروف والموزع الموسيقى طارق عاكف ان الأغنية الخليجية تعيش مرحلة خطيرة وانها إذا استمرت بهذا الشكل الذي تسير عليه فإنها بعد سنة لن يكون لها أي ذكر لأنها حسب تصريحه تسير إلى الزوال. قال عاكف في اتصال هاتفي ل«الفن»: إن الأغنية الخليجية فقدت شخصيتها بسبب الفنانين الذين بدأوا ينهجون في أغانيهم اللغة البيضاء الشيء الذي ضيع معالم الأغنية الخليجية، التي استطاع ان يوصلها فنانون مثل طلال مداح ومحمد عبده وغيره من الفنانين الخليجيين. اختصار وما يقوم به بعض الفنانين الخليجيين انما هو اغتيال للأغنية الخليجية التي وصلت إلى مراحل متقدمة في فترة من الفترات.. وأعتقد ان الأغنية الخليجية بهذا الشكل تحتضر. وأضاف عاكف: الأغنية كانت تنجح بدون أي مساعدات خارجية لكن الآن بعض الفنانين إذا سألته عن سبب عدم نجاح الأغنية يقول: انتظر لطرح «الفيديو كليب»، وأنا أسأل لماذا تنتظر إلى ان تخرج ب«الكليب» لكي تنجح بينما في السابق كان الفنانون ينجحون بدون فيديو كليب، وكنا نتذوق الأغاني بشكل جميل ثم لماذا نجح بعض الفنانين وهم لم يصوروا أي فيديو كليب؟ لذلك أقول لجميع الفنانين الخليجيين ارجعوا إلى أصالتكم في الفن والبسوا ثيابكم ولا تبدلوها بثياب لا تليق بكم، خاصة أولئك الفنانين الذين يحاولون بتخبطهم هذا ان يصلوا إلى وهم العالمية وهو الحلم الذي يراود بعض الفنانين وهم الذين أضاعوا ما توارثوه من فن نبيل، فلا هم استطاعوا ان يأخذوا من الأغنية الغربية ما ينفع الأغنية العربية ولا هم حافظوا على أغنيتهم بالشكل المطلوب. ألبومات فاشلة والدليل على ذلك والكلام لعاكف الالبومات الاخيرة التي طرحت في السوق مؤخراً فمثلاً البوم نوال الكويتية لم يحقق النجاح لأسباب كثيرة أهمها ان نوال لم تبذل الجهد المطلوب منها بالشكل المتوقع، رغم انها حاولت. ونوال التي اتفقنا ان نجلس مع بعض «60» يوما أفسدت هذا الجهد بتدخل البعض الذين لا يفقهون في الفن. وأنا أعرف ماذا تريد نوال بالذات وأحفظ صوتها منذ «20» سنة تعاملت معها منذ ان كانت عازفة ناي في المعهد عندنا وحققنا نجاحات متتالية في أكثر من أغنية لكنها حادت عن الطريق الذي عُرفت من خلاله لذلك جاء ألبومها أقل من المستوى المطلوب، والمتوقع منها. نوال التي قدمت «يا مصير الموعود» و«يا تاعبني» وغيرها.. في البومها الأخير الذي عملنا عليه لما يقارب «60» يوما من أجل ان يخرج شيء متميز، جاء وفشل بسبب بعض التغيرات التي أحدثتها وتفاجأت بوجودها في الالبوم دون علمي، لكن هذا لا يعني ان نوال فنانة فاشلة بالعكس فأنا أحب صوت نوال جدا وهي تملك قدرة كبيرة على أداء الأغنية الرومانسية بشكل نتفاعل معه.. ولكن لكل جواد كبوة. عبدالمجيد فشل حين لم يسمع نصائحي أما بالنسبة لعبدالمجيد عبدالله فليعلم انه يملك صوتاً خطيراً بل لديه موهبة لا يملكها أي فنان آخر وكان من الممكن ان يكون عبدالمجيد عبدالله ذا شأن آخر لو اهتم بما يقدمه من فن، والدليل على عدم اهتمامه بما يقدمه هو البومه الأخير «أعز الناس» وأعتقد ان الناس أحسوا بفشل ألبوم عبدالمجيد وان هذا ليس بعبدالمجيد الذي يعرفونه وأعتقد ان مستوى الكلمات بشكل عام كان ضعيفاً وكذلك الحال بالنسبة للحن ويبدو لي ان عبدالمجيد بذل جهداً أقل من اللازم في هذا الالبوم، وحينما اجتمعنا انا وعبدالمجيد وجهت له بعض النصائح التي خالفها فواجه ألبومه الفشل لأنني وبحكم علاقتي الطويلة معه منذ سنوات قديمة درست صوت عبدالمجيد والشيء الذي يناسبه حتى أدق التفاصيل أعرفها مثلاً هل ستنجح هذه الأغنية مع عبدالمجيد أم لا؟ وسبق ان قلت لعبدالمجيد ان هناك بعض الأغاني يجب ان يتم عمل «مكساج» لها في مصر ومع ذلك قام بعمله في الكويت وظهرت بمستوى أقل من الذي كنت قد رسمته له، وأنصح عبدالمجيد ان يعود إلى الأغنية الخليجية الشعبية، التي لو اهتم بها لأصبح له شأن آخر، وتدخل بعض الذين لا يفهمون في الفن. أما بالنسبة للفنان نبيل شعيل فأعتقد ان ألبومه الأخير لم يلاق النجاح المتوقع سوى أغنيته «ليه يا غرام» لأنه عمل فيها «شغل حلو» لكن أيضاً على نبيل ان يرجع إلى الأغنية الخليجية بوصفه أحد روادها المهمين. أما الفنان راشد الماجد فأنا أعده أذكى فنان خليجي لأنه يعرف ماذا يختار وكيف يختار ومع ان البومه الأخير كان جيدا، إلا انه كان في مقدوره ان يقدم شيئاً أفضل، وأذكر ان البومه «ويلي» استطاع ان يضم عدداً من الأغاني رفعت من أسهم الالبوم خاصة أغنية «ويلي» التي كانت في الأصل ل«نوال» لكنها ذهبت إلى راشد الماجد.. أما أغنية «انت الدنيا» فقد كانت ل«نبيل شعيل» وحينما ضمها راشد رفعت من أسهم الالبوم «ألم أقل لك انه ذكي»!. أما الفنانة أحلام فأعتقد ان اكتسابها لهذه الشعبية والجماهيرية ترجع إلى اهتمامها بما تقدمه وحبها للكلمة الشعبية ومعرفة ماذا يريد الجمهور، واعتقد ان البومها المقبل سيكون مفاجأة ويتوازى مع نجاحها في سوق الكاسيت. وفي النهاية ختم طارق عاكف تصريحه بقوله: نصيحتي ان يرجع الفنانون الخليجيون بالذات إلى ثوبهم وأغنيتهم الخليجية ويعلوا من شأنها وإذا أرادوا ان يأخذوا من الأغنيات الغربية ف«بحدود» مثلاً أنا من وزعت سيدي وصالك ومزجت «شرقي بغربي» ولاقت هذه الأغنية نجاحاً مقدراً كذلك «عاشقة اسمراني» لنجوم كرم فالمزاج في حدود، يخدم الأغنية. وأنا الآن في طور التوقف من أجل مراجعة حساباتي حيث لن أوزع لأي لحن أحس انه لحن هابط أو كلمات هابطة مهما كان الفنان.