إن التواصل معك يتطلب جهداً حتى نصل إلى درجة الوعي الكافي للكلمة التي ستسطر على صفحتك تحقيقا للهدف من هذا التواصل.. لذا عزيزتي.. أردت أن تكون مداخلتي هذه على موضوع «من هم المفحطون» بقلم الأخت فاطمة التركي بتاريخ 22/6/1423ه.. مبنية على أساس.. منعاً للتداخل غير المنطقي وغير العلمي.. ونحن نعلم بأن أي سلوك يصدر من الإنسان نابع من تشربه تربوياً ونفسياً واجتماعياً لما يدعم هذا السلوك سواء كان إيجابياً أو سلبياً، ولعل الأسرة أول ملهم لهذا الإنسان ثم الصحبة «في الحي والمدرسة» مع العلم أن الأخت عملت تداخلاً غير مفهوم الغرض منه بين حالة الشخص القاتل لأفراد أسرته ولنفسه وبين هولاء المفحطين.. أعي جيداً أن هناك وجه شبه بين الحالتين ولكن فاتها الربط والإيضاح عن ذلك.. عزيزتي نعلم أن القتل بالسلاح صنو للقتل بالآلة.. سواء السيارة أو الدراجة أو غيرهما خاصة عند التلاعب المقصود بالأرواح من خلال هذه الآلات بالتفحيط أو الصعود بها على المرتفعات الرملية «التطعيس» وهي غير مهيأةٍ لذلك فكم من روح أزهقت لانقلاب السيارة أو للتصادم بالأشخاص الحاضرين للمشاهدة أو حتى التصادم بين السيارات ذاتها وقتل من يقودها والعذر قتل الفراغ.. لا والله بل قتل البشر وإضفاء ستائر الحزن على البيوت.. تحت مسمى التسلية والترفيه لهذا..نجد ضرورة لعمل الدراسة الميدانية لتحديد النطاق لهذا السلوك وهل توقف عند حد المشكلة أو تخطاه إلى ما هو أوسع فشكل لنا ظاهرة.. وعموماً في كلتا الحالتين يعتبر الوضع مرضياً ويتطلب التدخل القائم على أساس صحيح للتعرف على هؤلاء المفحطين من ناحية: 1- المرحلة العمرية وأيها الغالب عليها هذا السلوك. 2- الوضع الاجتماعي لهذه الفئة. 3- الوضع الاقتصادي لها. 4- المستوى التعليمي. وتكون الدراسة الميدانية على مستوى القرى والمدن مع مراعاة الظروف البيئية من تضاريس، ومناخ كما أنه لابد من الاحتكاك المباشر مع هؤلاء المفحطين حتى نلمس الأسباب الحقيقية وراء عملهم هذا.. ويصعب يا عزيزتي تحديد هذه الأسباب مجازاً.. أو حصرها في سبب معين، كما أن الدراسة الميدانية ستعطي للباحث الفرصة لمعرفة الأسباب المباشرة وغير المباشرة لهذا السلوك بالإضافة إلى تمكينه من المعرفة الإحصائية للكثافة العددية التي تمارس التفحيط في مختلف الأماكن، وعموما هذه الدراسة ستساعد في وضع الخطة العلاجية.. ووفقاً للبيان الإحصائي للعدد ومناطق الإقامة. في هذه الحالة نستطيع القول بماهية الأسباب ونبدأ في مقاومتها وتدعيم هؤلاء المفحطين للتخلي عن هذا السلوك غير الحضاري.. ولدي اقتراح كم أتمنى أن تطبقه مدارسنا للذكور خاصة من المرحلة الابتدائية وهو زيارة قسم الحوادث في المستشفيات ليروا كيف جنى هؤلاء وأولئك على أنفسهم وعلى غيرهم سواء بالسرعة أو التفحيط أو غيرهما.. وعلى هؤلاء الطلاب استيعاب معنى الإعاقة الناجمة عن التهاون في استخدام وسيلة النقل.. البدء يكون بالطفل قبل الشاب حتى ينمو جسدياً وعقلياً ولديه استيعاب واعٍ بالمخاطر والاثار المترتبة عليها، فلا ننتظر إلى مرحلة جنون العظمة وفتل العضلات، وصرعة الاستعراض وبدء المقاومة لكل ما يتعارض مع الرغبات والأهواء. وختاماً يا عزيزتي. أصل إلى قول لو كان لدينا وقاية اجتماعية منذ الصغر ما اضطررنا إلى البحث عن العلاج ولتمكنا من الحفاظ على أبنائنا من الإعاقة ولوفرنا أموالنا من الضياع.. والله المستعان.