محافظ هروب يرعى حفلَ الأهالي بمناسبة اليوم الوطني ال 94    أنباء متضاربة حول مصير حسن نصر الله    اتفاق على الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين المملكة وطاجيكستان    الجبير يلتقي وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة والحياد الصفري    رصد المذنب "A3" فجر أمس في سماء مدينة عرعر بالحدود الشمالية    نخيل القصيم أمسية في المسرح الروماني    رابطة العالم الإسلامي ترحب بإعلان المملكة إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"    الاتحاد يطيح بالخليج برباعية في دوري روشن للمحترفين    الزمالك سوبر أفريقيا    مدرب الأهلي: أنا المسؤول عن الخسارة أمام القادسية.. ومطالبي لم تتحقق    القادسية يتغلب على الأهلي بهدف في دوري روشن    رئيس وزراء فلسطين: إسرائيل مقتنعة أنها دولة فوق القانون    نقاء تدشن إنطلاقتها بالإحتفاء باليوم الوطني السعودي ٩٤    محافظ احد رفيدة يرعى احتفال المحافظة باليوم الوطني 94    نخيل القصيم أمسية في المسرح الروماني    محافظ العيدابي يرعى احتفال الاهالي باليوم الوطني ال94    مستشفى بيش العام بتجمع جازان الصحي يحتفي باليوم العالمي للصيدلي    فيصل بن فرحان يلتقي وزير خارجية كوريا    الاتحاد يعبر الخليج.. و الأهلي ينزف    السوبر الافريقي: ركلات الترجيح تحسم اللقب للزمالك على حساب الاهلي    إحباط تهريب (130) كجم «قات» في جازان و(10) كجم «حشيش» في عسير    الكتاب... «معين يفيض بالمعرفة»    أنباء متضاربة عن اغتيال نصرالله    وزير الخارجية: الحرب في غزة هي أساس المشكلة وسبب التصعيد في المنطقة    القطاع الخاص يشرع في تنفيذ أول منصة رقمية لمنظومة الترفيه    إنجاز 61 % من مشروع تقاطع الأمير نايف مع الدائري الثالث في المدينة المنورة    شكر النعم    «الصحة» تؤكد.. أولوية "الخدمة" لمن لديهم مواعيد مسبقة في المراكز الصحية    الاندماج بين مجموعة مغربي للتجزئة وريفولي فيجِن يقود إلى تطور قطاع البصريات في الشرق الأوسط    وزير الاقتصاد والتخطيط يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة    "المتاحف" تطلق معرض فن الصين الأول في المملكة    «هيئة العقار» تُعلن بدء التسجيل العيني ل 43 ألف عقار في الرياض والدرعية    خطيب المسجد النبوي:صفتين محمودتين يحبهما الله هما الحلم والأناة    القيادات تتساقط.. «حزب الله» يتهاوى    الذهب يسجل 5 أرقام تاريخية في أسبوع    ردع العابثين    فعاليات جمعية الثقافة والفنون بالدمام باليوم الوطني تستقطب 30 ألف زائر    لتجذب الآخرين.. احفظ هذه الخمس    5 أمور تجعل تنظيف الأسنان أساساً    صدمة..حمية الكيتو تهددك بالسكري!    قصر النظر وباء يتطلب استجابة عاجلة    أمير القصيم دعم رجال الأعمال يعكس وعيهم في بناء مجتمع معرفي    محافظ الزلفي يرعى احتفال إدارة التعليم باليوم الوطني 94    مكتب الضمان الاجتماعي في حائل يُقيم دورة "بناء نموذج العمل الحر لمستفيديه"    الأفكار التقدمية خطر أم استقرار؟!    عندي لكم خبرين !    أعتى تضاريس وأقسى مناخات!    فريق أمل وعمل التابع لجمعية رواد العمل التطوعي في جازان يحتفي باليوم الوطني ال٩٤    من البساطة إلى التكاليف!    أمير الرياض: إطلاق 'مؤسسة الرياض غير الربحية' تجسيد لحرص القيادة على دعم وتطوير العمل المؤسسي والاجتماعي    ولي العهد يُعلن إطلاق مؤسسة الرياض غير الربحية وتشكيل مجلس إدارتها    تعليم مكة يحتفي باليوم الوطني ب " السعودية أرض الحالمين " وأوبريت "أنا وطن"    وزير الخارجية في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن: السعودية ملتزمة بتعزيز العمل الجماعي لتحقيق الأمن والتنمية    الحب والروح    نائب أمير مكة يشهد حفل اليوم الوطني بالإمارة    اكتشاف نوع جديد من القرش «الشبح»    أكد دعم القيادة للعمل الخيري الإسلامي وسرعة الاستجابة.. الربيعة: المملكة تولي اهتماماً كبيراً باللاجئين في العالم لعيشوا بأمان وكرامة    «الإسلامية» توجه خطباء المساجد للتحذير من التساهل في «الطلاق»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤرخون أمريكيون يتحدثون عن مكانة 11 سبتمبر في التاريخ
انزعاج دولي غير مسبوق تاريخياً مما تفعله أمريكا في العالم
نشر في الجزيرة يوم 09 - 09 - 2002

قال العالم الهولندي بيتر غييل ذات مرة إن التاريخ عبارة عن حوار بغير نهاية ومن ثم فإن ما يعنيه 11 سبتمبر يظل جزءا من ذلك الحوار المستمر لتقييم أهمية هذا اليوم -والوقت ما يزال جد مبكر- عقدت «نيوزويك» حلقة نقاش مع بعض أبرز المؤرخين الأمريكيين:
جويس ابيلبي الرئيس السابق لجمعية المؤرخين الأمريكيين مايكل بيسشلوس مؤرخ الانتخابات الرئاسية ألان برينكلي استاذ بجامعة كولومبيا ديفيد ليفرينغ لويس كاتب السيرة الذاتية الحائز على جائزة بوليتزر وآرثر شلسينغر الأصغر وهو مساعد خاص سابق للرئيس كينيدي.
وفيما يلي مقتطفات من آرائهم:
* نيوزويك: بعد عام، أين - في اعتقادكم - موقع 11 سبتمبر بين الأيام الهامة في التاريخ الأمريكي؟ وهل سنذكر هذا اليوم على نحو ما نذكر 4 يوليو أو 7 ديسمير أو 22 نوفمبر؟
محفور في الذاكرة
- جويس ابيلبي: أعتقد أنه سيأخذ مكانه إلى جانب بيرل هاربور ما يعني أنه سيكون حيا في الذاكرة، سيكون هذا التاريخ حاضرا غير أني لا أرى أنه سيعني ما يعنيه 4 يوليو أو يتحول إلى يوم عطلة أو يوما لإحياء الذكرى.
وسوف يبقى هذا اليوم راسخا في الأذهان كيوم بيرل هاربور بالنسبة لهذا الجيل
حدث هام
- آرثر شلسينغر الأصغر: سيعتمد الأمر على الطريقة التي نعالج بها ما سوف يجيءلاحقا أمامنا الآن احتمال الذهاب في حرب ضد العراق وتهديد استقرار العالم العربي بأسره.
يتمثل السؤال القائم في ما إن كان 11 سبتمبر سيقود إلى حرب عالمية أخرى وفي هذه الحالة سيكون هذا اليوم بارزا في ذاكرتنا أو أنه سيقود نحو احتواء صدام حسين والقيام بأنشطة بوليسية واستخباراتية ضد الإرهاب في هذه الحالة يكون الراجح أن ينتهي هذا اليوم إلى مرتبة شبيهة بشكل أوآخر ب 15 فبراير 1898 وهو اليوم الذي انفجرت فيه السفينة الحربية مين - حدث هام تضاءل في الذاكرة.
لماذا يكرهوننا؟
- ديفيد ليفرينغ لويس: أتفق مع آرثر ما سنقوم بفعله من جراء حالة الغضب الراهن هو الذي سيحدد صدى إحيائنا للذكرى في المستقبل. في عشية 11 سبتمبر مباشرة كانت هنالك لحظة أتمنى لو تعود، كان هنالك فيما يبدو تبجيلا ملموسا من جانب الأمريكيين فيما يختص بتقييم الذات وسبرغور الظروف التي أنتجت أكبرانتهاك لإحساسنا بالذات منذ بيرل هاربور.
وفي الواقع حينما تساءل الناس: لما يكرهنا الآخرون؟ تشجعت أعداد كبيرة من الأمريكيين للاعتقاد في وجوب عمل بحث جاد وحكيم وواسع الإدراك للحصول على إجابات عن ذلك السؤال ومن دون أن نفقد للحظة واحدة القدرة على رؤية الجرم الشنيع الذي اوقع بنا، أليس كذلك اعتقدنا حتاما على مواطني الشعب الأعظم قوة في هذا الكوكب أن يفهم لماذا -وبعد التعاطف الكبير الذي لمسناه بداية- انكب الناس في أوروبا والعالم النامي أيضا يقولون بأنه كانت توجد أسباب جيدة كي لا نندهش من وقوع اعتداء مهول من هذا القبيل.
التاريخ والذاكرة
- ألان برينكلي: يتعين علينا أن نميز بين التاريخ والذاكرة سيبقى هذا اليوم في ذاكرة كل شخص غير صغير السن عايش تجربة 11 سبتمبر وسوف يظل يذكره لما تبقى من حياته تماما كما يذكر الأمريكيون من كبار السن اغتيال كينيدي في22 نوفمبر من كل عام. غير أن الأمر يختلف حينما يكون متعلقا بحدث كبير في التاريخ وعلى سبيل المثال فان مقتل جون كينيدي يعتبر حدثا كبيرا في الذاكرة لكنه قد يكون أو لا يكون حدثا كبيرا في الحقيقة بالنسبة للتاريخ. 11 سبتمبر شبيه بهذا قد لا نعرف لسنوات أو عقود ما إن كان أحدث تغييرا حقيقيا في مجرى التاريخ.
* مايكل لقد قمتَ للتو بإكمال كتاب حول كيفية تعامل روزفلت وترومان مع قضيةإعادة بناء ألمانيا عقب الحرب كيف ينظر الرأي العام الآن - حسب اعتقادك-لإعادة بناء الدولة، في أفغانستان وغيرها؟
استنهاض الامريكيين
- مايكل بيسشلوس: يكون من الصعب دائما استنهاض الأمريكيين لدعم أي نوع من إعادة بناء دولة حتى عند نهاية الحرب العالمية الثانية.
عرف روزفلت أنه سيكون عملا شاقا استنهاض الأمريكيين لبذل تضحيات مطلوبة في سبيل بناء ديمقراطيات في ألمانيا واليابان حتى لا تقوما بتهديدنا مستقبلا. نعرف نفور الأمريكيين وحساسيتهم من المنظمات الدولية وهو - أي روزفلت- أحس في عام 1945 أن الأمريكيين لن يتحملوا إبقاء قواتنا في أوروبا لما يزيد على عام واحد أو اثنين لكن المهم هو أنه وترومان استطاعا أن يقيما الحجة رغم كل شيء هنا في عام 2002، لدينا حالة سيتعين فيها على الرئيس إقامة حجته دون أن تتوفر لديه المزايا التي توفرت لروزفلت وترومان. في عام 1945 كان الأمريكيون خارجين لتوهم من حرب ظلوا متحدين خلالها وأدرك كثيرون منهم أهمية محاولة بناء عالم أفضل لما بعد الحرب.
امبراطورية مختلفة
اسشلسينغر: كانت لدى روزفلت وترومان ميزة أخرى هي أنهما يقومان بالتعامل مع دول على قدر كبير من المعرفة والتعليم. وذات مؤسسات عاملة وبنى تحتية تشريعية وغير ذلك بينما في أفغانستان وحتى في العراق نحن نتعامل مع دول ليست لديها تقاليد ديمقراطية أو تجربة تاريخية في الحكم الذاتي.يتحدث الناس عن الامبراطورية الأمريكية غير أن الامبراطورية الأمريكية تختلف عن الامبراطورية البريطانية أو الامبراطورية الفرنسية وحتى الامبراطورية الرومانية في هذا السياق في حالتي البريطانيين والفرنسيين كانت لديهم تقاليد استعمارية وهم بعثوا بالشباب من أوطانهم لحراسة المواقع البعيدة للامبراطورية. لم يكن لدينا شيء من هذا القبيل.
دروس في الديموقراطية
- بيسشلوس: إذا أخذنا ألمانيا واليابان في عام 1945 سنجد فيهما تاريخا أفضل بالنسبة لنا بعد انتصارنا في الحرب العالمية الثانية، قلنا بشكل أساسي لتلك الدول: نحن لا نريد أن نستعمركم نريد أن نوضح لكم كيف يمكنكم أن تكونوا ديمقراطيين وأن تقوموا بتقرير مصيركم في أسرع وقت ممكن.
* لقد كنتَ تُعمل تفكيرك في مسألة الحرب الباردة «عند كتابة سيرة ذاتية لهنريلويس» هل ترى بوجود وجوه للشبه بين ما كان آنذاك وما نواجهه الآن؟
الحرب الباردة
-برينكلي: فكرت منذ البداية في أن ما بعد 11 سبتمبر سيكون بصورة أو أخرى شبيها بالحرب الباردة مقارنة مع أي صراع آخر في تاريخنا، كلاهما يشترك في الآتي: كانت الحرب الباردة نوعا من صراع غير واضح ومبهم ينفجر بين حين وآخر في شكل صراع حقيقي، حروب حقيقية، غير أنها كانت في الغالب حالة من التعادل أنتجت نسقا كاملا من السلوكيات لدى الجانبين كان يتعذر الوصول إليها في ظروف مختلفة وبالتالي باستثناء بعض أنواع حلبات القتال التي لا تبدو مستحيلة أعتقد أن ما سيكون عليه الحال بعد 11 سبتمبر هو فترة طويلة من الصراع في جبهات عديدة دون أن يتوفر إدراك واضح لكيف سينتهي هذا الأمر أو إن كان سينتهي في الأصل وبالمناسبة فإن واحدة من خصائص هجمات 11 سبتمبر التي لم نتعرض لها بالذكر هي حقيقة أننا شهدنا الأحداث بأعيننا شهدناها المرة تلو الأخرى.
-ابيلبي: نعم. هذه الصور المفزعة لكل وجوه هذه الكارثة سوف تبقي - فيما اعتقد- صدى وسوف يتم عرض هذه الصور في الذكرى العاشرة والعشرين والثلاثين والأربعين.
- لويس: بهذه الطريقة ستكون مشابهة لحد كبير بفيلم اغتيال كينيدي - فيلم زابرودر.
- بيسشلوس: أوافق على ذلك. ستوفر هذه الصور باستمرار القوة الوجدانية التي يستحقها 11 سبتمبر بالنسبة للأجيال القادمة. سيدركون كيف كان عصيبا ذلك اليوم أما كيف سينظرون إليه في التاريخ فسيعتمد على الفترة القادمة - وقدلا ينجلي الأمر لعقود. باستخدام مثال اغتيال كينيدي المشابه كان لذلك الحدث أهمية كبيرة في التاريخ بالنسبة لأولئك الأمريكيين الذين اعتقدوا أنه بسبب إبعاد جون كينيدي من الساحة أصاب التغيير بلدنا -أي أنه لو قدر لكيندي أن يحيا لما كنا تورطنا في فيتنام على سبيل المثال أو لما كانت الحرائق الداخلية في نهاية الستينيات قد وقعت.
* آخر رؤوساء الحروب من العظماء بالنسبة لنا الرئيس جون فوستر كينيدي قيل أنه كان يتمتع بحساسية بالغة من الدرجة الأولى لكن بذكاء من الدرجة الثانية وهو وصف يمكن إطلاقه على من يشغل المنصب الآن كيف ترى أداء بوش؟
بوش والتاريخ
- اسشلسينغر: يتمتع بوش بميزة التوقعات المتواضعة إلا أنه ليس بأحمق أعتقد أنه إلى حد ما فاعل سياسيا وعلى المستوى الشخصي غير أنه مجرد من بقدر ما أستطيع القول الفضول وحب الاستطلاع الفكري. كان لدى روزفلت إحساس بالتاريخ وبقدر ما أستطيع الرؤية ليس لدى جورج بوش فضول بالتاريخ، لا اهتمام بالماضي واهتمام محدود بالمستقبل إنه يعيش يوما بيوم.
الشخص واللحظة
برينكلي: الرؤوساء هم - بأكثر مما نود الاعتراف به في الغالب نتاج للظروف بقدر ما هم نتاج لصفاتهم الخاصة الموروثة كان يبدو مؤكدا أن جورج بوش يسيرعلى طريق الرؤساء قليلي الشأن قبل 11 سبتمبر قياسا بالمزاج والظروف التي واجهها وأعتقد أن ذلك كان أحد الأسباب التي دفعت بالكثيرين للاقتراع لصالحه. هل تعرفون كيف يقوم بإفشال الأمور بشكل ذريع؟ كان كل شيء يسير على ما يرام أي قدر من الضرر يمكن أن يتسبب فيه؟ لكن منذ 11 سبتمبر بالطبع كانت لديه الفرصة كيما يغدو رئيسا ذا أهمية كبيرة وعند ذلك المحك يصبح الاقتران بين شخصية الرئيس وقدراته والظروف التي تحيط به - وتكامل هذه الأمور مع بعضهاالبعض - هو الأمر الحاسم. لا أرى في بوش القدرات التي توفرت لدى فرانكلين روزفلت لممارسة القيادة: الانفتاح لآراء متعددة. وأن يكون كتوما ومخادعا عند الضرورة، وقدرة على معالجة مدى واسع من الاحتمالات المختلفة في ذات الوقت. بوش رجل ذو تفكير واحد كما يبدو لي ولقد وفر له ذلك حسب اعتقادي خدمة جيدة عقب 11 سبتمبر مباشرة لقد منحه ذلك هالة من القوة واليقين في وقت كان فيه الرأي العام شديد الحاجة لها. لكن على الأجل الطويل تكون هناك مجموعة من الظروف تستدعي قدرا كبيرا من حدة الذهن وقدرا كبيرا من القدرة على التعامل مع الأوضاع المعقدة ولم أر للآن أي دليل على أن لدى هذا الرئيس أو بالأحرى هذه الادارة هذه القدرة وبالتالي فسوف ينتهي به الأمر إلى اقتران تعيس للغاية بين الشخص واللحظة.
القبول بالحرب
- شلسينغر: أكثر ما يقلقني منذ الهجمات هو القبول الذليل لفكرة القرار بالحرب أو السلام الذي سيضطلع به الرئيس بوش بنفسه. يبدو الأمر كما لو أن المادةالأولى من الباب الثامن للدستور جرى حجبها بصورة غامضة أعتقد أنه يتعين على أعضاء الكونغرس أن يعيدوا التأكيد والجزم، على ما ينص عليه الدستورمن أن الكونغرس هو صاحب السلطة الكاملة في إقرار الحرب.
الوطنية والتهويل
- لويس: بالفعل. ألا ينبغي القول إن جانبا من السبب في اللامبالاة المتعجرفة للرئيس بالدستور هو في الواقع أن المعارضة الوفية ليست وفية في الحقيقة ولكنها صاغرة وسلبية؟ ويبدو ذلك بالنسبة لي أحد أكثر المظاهر إقلاقا فيما بعد 11 سبتمبر: إن مزيجا مختلا من الوطنية والتهويل الرسمي قد ساق إلى منح قدر كبير من الاسترخاء لدى هذا الرئيس.خلال الحرب الباردة كنا قلقين من نشوء دولة أمنية في الداخل. نحن الآن أمام دولة أمنية في طريقها إلى النشوء لقد ظللنا نتحدث عن التداعيات الدولية ل 11 سبتمبر. غير أن التداعيات الداخلية أشد إرعابا بنفس القدر -الاستخفاف بالحق في المثول أمام المحاكم ورئاسة ملكية جديدة.
ولع بالحرب
- بيسشلوس: أعتقد أن هذا الأمر يرتبط أيضا بشخصية هذا الرئيس الباعث على أن كون تصنيفات بوش بالقبول والاستحسان مرتفعة يعود إلى أنه كان قويا غير ان ما نراه الآن هو أن تلك القوة مصدرها عقلية واحدة مولعة بالحرب ما أراه مثيرا للانتباه هو أن لدى هذا الرئيس فرصة للعودة بنا إلى عقلية الحرب الباردة حيث يرتبط الأمن الداخلي بحالة عدم الأمن الخارجي من جراء وجود عدو غامض إنه عدو مخادع وخفي بالتأكيد. ما ننساه هو أن الحرب الباردة كانت حالة استثنائية شاذة لم تكن تلك هي الطريقة لوجود أمريكا في العالم - أن تكون في شبه حرب وفي حروب بالوكالة وأن تعد في الخفاء عمليات وجواسيس وحالة من الإرهاب الداخلي. بعد سقوط حائط برلين كانت هنالك إمكانية كيما نستعيد روح السياسة الخارجية التي جسدها ويلسون وأن نقوم بكشف مواثيقنا بوضوح كما هي. لكن يبدو الحال الآن كما لو أننا نعود القهقرى إلى عهد الحرب الباردة الذي يكون لدينا فيه عالم أبيض وأسود يواجه فيه الخير الشر ونصبح فيه جزءا من انشقاق مكبوت في العالم. يثير هذا قلقي بمقدار ما يقلقني الغزو الواقع على الحقوق الأمريكية في الداخل.
اتساع صلاحيات الرئيس
- برينكلي: صحيح أن الدعاوي المتعلقة بصلاحيات الرئيس قد اتسعت بسرعة بصورة يبدو أنها تتنكر لكل القيود التي جرى فرضها على صلاحيات الرئيس التي وضعت بصورة مؤلمة وبعناية عقب فيتنام ووترغيت. إذا تواصلت تلك النزعة دون مراجعةودون تحد، أعتقد أن هذا سوف ينتهي بنا للأفضل أو الأسوأ إلى فترة رئاسية ذات أهمية إذ أنها ستحدث تغييرا جوهريا في علاقات القوة وسط فروع الحكومة وبين الحكومة والمواطنين.
رعب السياسيين
- ابيلبي: وسوف ينتهي هذا إلى زمن لا يكون فيه بالكونغرس قادة ذوو نفوذ ومفوهون. يشعر السياسيون اليوم بأنهم مرعوبون إلى حد كبير بالرأي العام أو الاستطلاعات والانتخابات القادمة بصورة تجعلهم يوفرون للرئيس إمكانية الاتجاه نحو الوجهة التي يتحدث عنها ألان.
- بيسشلوس: ذلك صحيح كان كثيرون من أعضاء الكونغرس قبل الحرب العالمية الثانية وخلال الحرب الباردة تتوفر لديهم الإرادة لمعارضة استخدام القوة في الخارج استنادا على إدانة أو تجريم شخصي مدركين أنهم سيدمرون سيرتهم السياسية متى اتضح خطأ ذلك وكان ذلك هو ما حدث بالفعل لكثيرين منهم. هذه هي الطريقة التي يتعين بها إدارة المنظومة السياسية. في هذه الأيام يبدو القادة السياسيون أقل إرادة للمخاطرة والوقوع في الخطأ -لاسيما في موضوعات الحرب والسلام.
* ديفيد أنت تكتب عن هذا الآن بالنسبة لك كيف يبدو كل هذا من هناك -العالم الاسلامي؟
أحادية صعبة المراس
- لويس: أعتقد أننا نخاطر بإضاعة فرصة أن ننقل للعالم الإسلامي رسالة الديمقراطية والتنمية الاقتصادية. سبعين في المائة من تعداد سكانهم دون العشرين و80% منهم في حالة بطالة إنهم جميعا قنبلة موقوتة إن الرسالة الواجب ايصالها يتعين أن تكون حول الشراكة في القرن ال 21 ما لم يحدث هذا فان الأحادية صعبة المراس التي نراها الآن سوف تكون ورقة رابحة في أيدي خصومنا فيما أعتقد بعد الهجمات - وليس الآن- كان لدى الأمم المتحدة مكان في الشأن السياسي، كانت تعبئة الرأي العام الدولي والدعم اللوجستي من الموجبات.
إن الاستخفاف بالالتزامات الدولية يبدو عملا صبيانيا والدفاع الصاروخي غير مناسب في حرب تكون فيها حقائب السفر المفخخة في أيدي خصومنا غير أنه ولسوء الحظ يتعين الاعتراف بأن آفاق إصلاح من أي نوع لا وجود لها مع حرب ضد الارهاب تبدو أهدافها غير جلية وتكون مدتها - كما جرى إبلاغنا- غير مشروطة.
شكوك العالم تجاهنا
برينكلي: من ناحية لا يكاد يهم ما نفعله وبالقوة التي اوتيت لنا فان باقي العالم سيكون باستمرار مفعما بالشك تجاهنا ومتحفظا نحونا وربما يكون مصيبا في ذلك لكن مع قولنا بهذا أعتقد أن هنالك ما نستطيع أن نقوم به لتهدئة الغضب والاستياء من الولايات المتحدة على امتداد العالم وذلك ما نجحنا فيه في أوقات سابقة. حتى خلال حرب فيتنام حينما كان معظم العالم متحدا ضد سياساتنا في فيتنام كنا نقوم باتباع سياسات أخرى لقيت قبولا لدى كثيرين في العالم- الانفتاح نحو الصين، الانفراج تجاه الاتحاد السوفيتي، في حالتنا الراهنة لا أرى مرحلة في تاريخنا كأعظم قوة في العالم وهي فترة تاريخية قصيرة بالطبع بدا فيها العالم ككل منزعجا مما نفعله في العالم.
إن فرص إطلاق العنان لمستوى العداء للأمركة حول العالم -ليس فقط في الشرق الأوسط والمناطق التي قد نتجه للحرب فيها. ولكن في أوروبا ووسط أصدقائنا- مرتفعة الآن مقارنة بأي وقت مضى على الأقل من حياتي.
اسشلسينغر: أتفق مع ألان أعتقد أننا في علاقة يتهددها الخطر مع باقي العالم إن سياسة انفراد الولايات المتحدة على عهد ادارتها الحالية تكشف قدرا من التردي والاحتقار بالمؤسسات الدولية والرأي العام الدولي وفي النهاية ربما نكون ذوي بأس غير أننا لا نحيط بكل شيء علما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.