كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في صدر صفحتها الأولى، أمس أن إسرائيل كثفت استعداداتها لمشاركة متوقعة في الحرب الأمريكية ضد العراق التي لم يتضح موعدها بعد.وقالت إن سلاح الجو أنعش الخطط الجاهزة لضرب العراق في حال قصف الأخير إسرائيل بصواريخ رداً على العدوان الأمريكي.وأضافت أنه سيتم قريباً نصب بطارية ثانية لصواريخ«حيتس» الإسرائيلية المضادة لصواريخ أرض أرض تحسباً لقيام العراق بقصف بلدات إسرائيلية بالصواريخ رداً على الهجوم الأمريكي المرتقب، وأرفقت صورة لمنظومة الرادار الخاصة بصواريخ«حيتس» وهي منصوبة في قاعدة لسلاح الجو في أواسط إسرائيل.كما نقلت الصحيفة إبلاغ رئيس الحكومة ارييل شارون الإدارة الأمريكية عزم إسرائيل على الرد على أي هجوم عراقي عليها بالصواريخ. وقال الوزير ماتان فلنائي لإذاعة الجيش انه يتحتم على إسرائيل أن تكون مستعدة طوال الوقت لمواجهة التهديدات العراقية مضيفاً أن لها، كما للولايات المتحدة مصلحة استراتيجية بتغيير النظام في بغداد واطاحة الرئيس صدام حسين«وسنتخذ كافة الخطوات في حال بدأ الهجوم الأمريكي». إلى ذلك تحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت عما اعتبرته قصور الجبهة الداخلية في الجيش في ناحية حماية المواطنين في حال تعرض إسرائيل لهجوم بالصواريخ. والمقصود عدم توفير الاقنعة الواقية التي تقوم الجبهة الداخلية بتوزيعها على السكان، حيث تبين ان الاقنعة الخاصة بالاطفال وبالمسنين ومرضى الجهاز التنفسي، تعمل بواسطة بطاريات صغيرة، غير متوفرة في الأسواق الإسرائيلية، بل حتى إذا توفرت، فإن المواطنين لن يتمكنوا من استبدالها بأنفسهم، وسيضطرون إلى اللجوء إلى مقرات الجبهة الداخلية لاستبدالها بوتيرة تتراوح بين ثلاثة إلى اربعة أيام. ذلك ان هذه البطاريات تكفي للعمل طيلة ثماني ساعات فقط، مما يعني ان الخطر سيتهدد كل من يملك مثل هذا القناع في حالة وقوع حرب متواصلة لعدة أيام، كما حدث في حرب الخليج الأولى عام 1991م. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن هذه الاقنعة تمنع وصول الهواء الملوث إلى المواطن الذي يرتدي القناع، لكن في حالة انتهاء مفعول البطارية، سيتسرب الهواء الملوث إلى داخل القناع، الامر الذي يشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين، خاصة إذا لم يكن هناك من يتابع فترة استخدام هذه البطاريات بدقة. وتؤكد جهات في الجبهة الداخلية انه كما يبدو لم يفكر من قرر استخدام هذا النوع من الاقنعة بامكانية تواصل الحرب ضد العراق لفترة طويلة، واحتمال تعرض إسرائيل إلى هجوم حقيقي باسلحة غير تقليدية. وقالت هذه المصادر انه في حالة وقوع مثل هذا الهجوم ستضطر الجبهة الداخلية إلى العمل على مدار الساعة والقيام كل أربعة أيام باستبدال كل الاقنعة الواقية في البلاد، الامر الذي سيؤدي إلى مصاعب جمة بل ومخاطر قاتلة، خاصة في حالة انتهاء مخزون الاقنعة والبطاريات الخاصة. وفي النقاشات الداخلية التي جرت مؤخرا في الجيش أمر رئيس هيئة الاركان قادة كباراً بالاستعداد بجدية بالغة لهجوم امريكي على العراق، من منطلق فرضية ان مثل هذا الهجوم سينفذ خلال عدة اشهر ومن شأنه ان يؤدي في اعقابه إلى اطلاق صواريخ على اسرائيل. وفي الاونة الاخيرة بعث رئيس الحكومة اريئيل شارون رسالة إلى الولاياتالمتحدة بموجبها ستقوم إسرائيل بالرد في حالة تعرضها لهجوم من العراق. وتقول اجهزة المخابرات ان الولاياتالمتحدة تسعى إلى اسقاط صدام حسين وانه في حال تعرضه للهجوم سيشعر الزعيم العراقي«بانه ليس له ما يخسره» وسيطلق صواريخ ارض- ارض باتجاه إسرائيل قد تكون مسلحة ايضا بسلاح غير تقليدي. وفي إسرائيل يتوقعون ان تنقل الولاياتالمتحدة تحذيراً قبل عدة أيام من الهجوم على العراق. وقالت مصادر في اجهزة الأمن انه رغم ان صواريخ حيتس في حالة تأهب ميداني كامل الا انها لا تكفي لتغطية اجواء البلاد. وحسب التقديرات يستطيع صاروخ حيتس ان يعترض جزءاً من الصواريخ العراقية اذا اطلقت ولكن ليس هناك ما يضمن نجاحه في اعتراض جميع الصواريخ. يذكر ان صاروخ«حيتس» هو نتاج تطوير إسرائيلي مستمر منذ 14 سنة وهو يعتبر فريداً من نوعه في العالم. وجاءت الشبكة من أجل اسقاط صواريخ بليستية تطلق باتجاه إسرائيل بواسطة تفجير رأس متفجر قرب صاروخ العدو.
