تعقد الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية جلسة خاصة اليوم لمناقشة الحرب الأميركية الوشيكة على العراق، والاستماع إلى تقارير مسؤولي الجهات الأمنية، غداة اصدار قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات إلى المواطنين بتجهيز الملاجئ والغرف المحكمة الاغلاق الواقية من الغازات السامة. وكانت قيادة الجيش استبقت خطاب الرئيس الأميركي واستدعت المئات من جنود الاحتياط في تشكيلات المضادات الأرضية ووحدات الجبهة الداخلية، وسط توقعات باستدعاء المزيد مع اندلاع الحرب. كما تعد لنصب بطارية صواريخ "باتريوت" ثانية استعارتها من المانيا في منطقة حيفا، لتستكمل بذلك نشر ثماني منصات إسرائيلية وأميركية وألمانية، ومنظومتي صواريخ "حيتس" في أنحاء مختلفة، وبمحاذاة المفاعل النووي في ديمونا جنوباً. وقال وزير الدفاع شاؤول موفاز انه على رغم التعليمات بإعداد الغرف المحكمة الاغلاق، فإن التقويمات الأمنية لم تتغير، ولم تتوافر معلومات استخباراتية جديدة عن احتمال تعرض إسرائيل لهجوم عراقي بالصواريخ. وتكتم مكتب رئيس الحكومة ارييل شارون على مضمون الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه الرئيس الأميركي قبل ساعات من خطاب الأخير، وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن من غير المستبعد أن يكون الرئيس الأميركي أبلغ حليفه موعد الهجوم على العراق، تنفيذاً لالتزام أميركي بابلاغ تل أبيب الموعد مسبقاً. ونقلت الإذاعة عن أوساط سياسية رفيعة المستوى في تل أبيب أن واشنطن تصر على ابقاء إسرائيل خارج صورة الحرب، وتحضها على عدم الرد عسكرياً في حال تعرضت لهجوم صاروخي عراقي. وأضافت ان وزير الخارجية الأميركي كولن باول أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الإسرائيلي سلفان شالوم تناول التطورات، مشيرة الى أن شالوم أعرب عن تقديره الجهود الأميركية الهادفة إلى "معالجة التهديد الكامن في الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل". وبدت الصحف العبرية الصادرة أمس كأنها تحتفي بقرار الولاياتالمتحدة شن حرب على العراق، ولم تخف تعليقاتها حماستها للحرب، وتمنياتها بأن تحقق انتصاراً عسكرياً ينعكس ايجاباً على الدولة العبرية. وكتب المحرر في "يديعوت أحرونوت" ايتان هابر إن الحرب الوشيكة "الحرب السابعة في تاريخ إسرائيل، ستدور من دون مشاركتها الفعلية، إنما سترقبها من المدرج وستكتفي بالتصفيق، فيما ستُسمع صرخات تشجيعها لها من النيل إلى الرافدين: ستكون الحرب السابعة، هكذا نصلي ونأمل حرباً من دون ضحايا إسرائيليين… حرباً تُحدث انقلاباً في خريطة الشرق الأوسط. في هذه الحرب سيموت جنود أميركيون وبريطانيون… يموتون في معركة يرونها معركة دفاع عن بيتهم، عن الحرية وعن الديموقراطية والحق في العيش من دون إرهاب… سيسقطون في معركة من أجلهم، لكنها - ولا يمكننا أن ننكر - معركة من أجل دولة إسرائيل أيضاً".