أيام معدودة نتسارع خلالها للانتظام في الحياة اليومية المتناغمة مع متطلبات الدوام المدرسي وكل قد شد الحزام لتقديم ما لديه من خدمات أو لجهود تبذل الظاهر منها والخافي... ولعلنا لانبالغ ان قلنا بالجندي المجهول الذي يعمل من وراء الكواليس لخدمة ذوي الحاجة من الأُسر وما تضم من صغار وكبار.. سواء لتوفير متطلبات المدارس أو الكسوة أو الغذاء.. أحسب ان الجميع أدرك من المقصود بذلك.. انه وانها بل جميعهم من القائمين بالعمل في الجمعيات الخيرية نساء ورجالا. ولكن ليسمح لي الاخوة والاخوات والمشرفون على هذا العمل الخيري ان اهمس بمسامعهم بكلمة والله لا أقصد بها الا الخير.. لهم ولمن يقومون بخدمتهم.. هذه الكلمة تعبِّر عن احساس مشبع بالالم للطفل الذكي، احساس مشبع بالامبالاة للطفل البسيط وقاسياً للشخصية المعطاءة العاملة، أو الاتكالية المتعوِّدة على الأخذ دون غيره، وذلك حين تشرع ابواب المستودعات الخيرية ليلج الطفل المحتاج يمد يده لاستلام حقيبة للمدرسة وملابس المدرسة وأحذية المدرسة..ولكن ماذا عن احساسه الداخلي.. هل نلمس بريق الفرحة في عينيه ..اني والله لأعيشه داخل نفسي طفلة صغيرة أقدم خطوة وارجع للوراء خطوتين.. وأمد يداً لترتد الاخرى منقبضة.. لا طعم ولا نكهة لما اخذته.. لسبب قد لا يدركه البعض.. انه الاحساس بالانكسار للحاجة.. فلِمَ لا نصون ماء وجه هذا الطفل.. الا يوجد لدى الجمعية حصر للأُسر المحتاجة وعدد اطفالها أو الافراد البالغين فيها.. لابد من ذلك لتحديد نوع الاحتياج.. اقول لماذا لا يتم بناء على هذا الحصر تجهيز جميع ما يحتاج اليه الطالب او الطالبة في الأُسرة في تنويع المواد وعدم توحيدها شكلاً ونوعاً وإيصالها اليهم بصورة جميلة فيها مراعاة للمشاعر وخلق للرضا عن النفس وابعاد عن الانكسار أو التعود على مد اليد والتسول أو الاتكالية فمن شبَّ على شيء شاب عليه. المراد بهذه الخدمات عمل الخير ولا غيره.. ولا نختلف في هذا ولكن لابد من ايجاد البدائل المناسبة في الاساليب المتبعة لايصال هذه الخدمات.. ولابد من صياغة عملية لإشباع الاحتياجات للمحتاجين من خلال مشاركتهم في العمل والانجاز ليكون للخبز مذاقه وللزاد نكهته وللحلية جمالها. أرجو ان تصل كلماتي وفق ما أرغبه بعيداً عن الرؤية السوداوية التي قد تكتحل بها أعين البعض.. متمنية للجميع التوفيق وحسن السداد.