في الفترة الأخيرة لمع على الساحة العديد من الشعراء الشباب قد يكون بروزهم سدا للفراغ الذي تركه غياب مجموعة من الاسماء البارزة على الساحة أمثال نايف صقر ومساعد الرشيدي ونايف الجهني وغيرهم كثير الا ان بعض القادمين قد يهمش هذه الاسماء ويشعرنا بأن الشعر الشعبي يتقدم بسرعة تقدم وسائل الاتصال. حامد زيد من التجارب التي بلغت الابداع قبل بلوغ النجاح ولو ان البعض عاب عليه تأثره الواضح ببعض الشعراء وقد نتطرق لهذا الموضوع مستقبلا كما عاب عليه البعض كثرة تكرار القافية الا انه لا يستطيع احد انكار ابداعاته أو تجاهلها فقد استطاع تطوير القدرة على بلوغ المراد والاصرار على ذلك في البيت التالي: ليا شفنا العنب بأقصى عناقيد الشجر ملموم نهز غصون عنقوده واذا ما طاح نرفاله ومن الواضح انه قدم بفطنه الحيلة على الحيل لوثوقه من قدرتهم على بلوغ المراد بالحيل واحسن التفاخر بسخائه بالبيتين التاليين: ليا منه خذا ياخذ مثل ما يأخذ المحروم ولا منه عطاء يعطي ولو من لقمة عياله وقال في بيت من قصيده اخرى: بدويا ما يجره للردى شد الحبال يعسف الكف الشحيحه للعطاء حتى تلين والمتتبع لما يقدمه حامد زيد يجد ان هذا الشاب على الرغم من صغر سنه يحمل من الحكمة ما تعجز عنه عقول الكهول وقد أكثر من الحكمة حتى في قصائد الغزل. مشكلة لا ضاق بالوقت رجال ثقيل ما لقى احبابه وعيى زمانه ينفعه ويقول في نفس القصيدة: مشكلة لا صار عاذلك ما يبرد غليل ما ترده طيب كلمه ولا شيء يمنعه وبما ان الغالبية العظمى من المتذوقين هم جمهور الغزل فلم يكن ابداعه فيه بأقل من غيره وقدم قصائد أبهرت عشاق الشعر العاطفي ومن ابرز ما قدم (على ذلك الطريق اللي يسمونه غرام احباب) وقدم للنخبة قصيدته الابداعية (عافت الشمس المدينة وأعلنت وقت الزوال). نعم قد يكون حامد زيد بالغ بالفخر والاعتزاز حتى بلغ درجة العنجهية الا انه اثبت ان التفخيم سمة الابداع. خاتمة: كنت ذات مساء أشاهد أمسية لحامد زيد واوقفني احد البسطاء عند البيت. لو صحيح ان المحبين يجمعهم مصير كان نفس اللي حرمني من النوم حرمه وقال لو لم يقل هذا الشاب الا هذا البيت لاستحق ان يطلق عليه شاعر.