كتب الأخ/ حماد حامد السالمي في جريدة الجزيرة الصادرة يوم الأحد الموافق 11/5/1423ه بعددها 10888 مقالة بعنوان«أمطار خيرية سعودية» اللهم علينا أولاً وتحدث الكاتب في ثنايا هذه المقالة عن الفقراء والمحتاجين ومآس وقصص واقعية في هذا البلد وكيف أن المؤسسات والجمعيات الخيرية في هذا البلد تغفل عن هؤلاء وتصرف أموال وخيرات هذا البلد على الفقراء والمحتاجين خارج هذه البلاد وهم أحق وأولى من غيرهم ولو أنه تم صرف هذه الأموال إلى مستحقيها من هذا البلد لم يبق سعودي واحد بحاجة ثم تبعها بمقالة في جريدة «الجزيرة» الصادرة يوم الأحد 18/5/1423ه بعددها 10895 تحت عنوان العمل الخيري في المملكة«تنظيمه تقنيه توطينه». ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أين دور رجال الأعمال وأصحاب الثراء الواسع الذين أنعم الله عليهم بهذا المال بل إن المصيبة الكبرى والطامة العظمى أنه أصبح هم هؤلاء الأثرياء هو بذخ الأموال على الرياضة والرياضيين والفن والفنانين والطرب والموسيقى وربما يصاب الإنسان بالدهشة والإحباط والحيرة عندما تحدثنا وسائل الإعلام والصحف المحلية والقنوات الفضائية عن مثل هذه الاخبار التي اخذت تتوالى علينا وتظهركل يوم لنا بثوب جديد ونبأ غريب وأمر عجيب وأصبح اهتمام هؤلاء تتبع أوضاع الأندية وجلسات السهر والطرب والرقص والغناء وصرف ملايين الريالات عليهم من دون وجه مقابل- أليس بما هو أحق من ذلك وأولى صرف هذه الأموال على الفقراء والمحتاجين والمساكين ودار الأيتام والأرامل - أليس بما هو أحق من ذلك وأولى صرف هذه الأموال على تطور النوادي الأدبية والمعاهد العلمية وتطور الطب والتكنولوجيا- أليس بما هو أحق من ذلك وأولى صرف هذه الموال على تطور الحكمة النظرية والفلسفة العقلية- أليس بما هو أحق من ذلك وأولى صرف هذه الأموال في العلوم التي تكبر النفوس وتوسع العقول- أليس بما هو أحق من ذلك وأولى صرف هذه الأموال على تطور واختراع تجربة وفكرة ما تفيد الأمة الإسلامية وتكون سبباً في نصرها وعزها وكم من إنسان ظل حبيس اختراعه وتجربته وفكرته وحالت دونه المادة ولكن كما يقال العين بصيرة واليد قصيرة، لماذا لا تأخذنا العزة ونتطلع العالم ممن حولنا ونصحو من نومنا الذي بات طويلا ومن غفلتنا التي أبت أن تفارقنا لماذا لماذا.. هنالك أسئلة كثيرة حائرة تريد الإجابة، نعم المتأمل في حالنا والناظر في واقعنا ليجد أننا أمة لاهية أمة غافلة أمة نائمة، نتبع شهواتنا وملذات أنفسنا ونعيش بهذا العالم الفسيح بلا تخطيط وهدف ولكن بالله المستعان والصبر جميل. وأخير لابد أن نذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات وأن نتقي الله في هذه الأموال التي نتمتع بها ونصرفها في غير ما شرعت له ونعود إلى رشدنا وصوابنا.