ففي زاوية إضاءة للأستاذ شاكر سليمان شكوري في عدد سابق من «الجزيرة» بعنوان «الخيل والفروسية» ورد بيت شعر هو: ليس عندي إلا سلاح وورد قارح من نبات ذي العقال والشطر الثاني من البيت كما ورد مكسور ولعله «من بنات ذات العقال». كما ورد في الزاوية قول الأستاذ الكاتب «وهو يؤكد قول الشاعر الجاهلي: إذا حُمَّ القَضاءُ على امرىء فلا بر يقيه ولا بحر» والشاعر ليس جاهلياً وإنما هو أبوفراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني زين الشباب فارس الشعر والفروسية. وهذا البيت من قصيدة مشهورة له (من قصائده الروميات التي نظمها وهو أسير في بلاد الروم) وغنتها الراحلة أم كلثوم في بداية مشوارها الفني باللحن القديم وغنتها في أواخر مشوارها بلحن المبدع رياض السنباطي. كما غناها المطرب الراحل محمد علي سندي: ومطلعها أراك عصيَّ الدمع شيمتك الصبرُ أما للهوى نهي عليك ولا أمرُ ومنها: نعم أنا مشتاق وعندي لوعةٌ ولكن مثلي لا يذاع له سرُّ إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى وأذللت دمعاً من خلائقه الكبرُ تكاد تضيء النار بين جوانحي إذا هي أذكتها الصبابة والفكرُ معللتي بالوصل والموت دونه إذا مت ظمآناً فلا نزل القطرُ قلت: ونعم العمل عملها. تسائلني من أنت وهي عليمة وهل بفتى مثلي على حاله نكرُ؟ فقلت: كما شاءت وشاء لها الهوى قتيلك، قالت: أيهم فهم كثرُ قلت: تتمتع بروح رياضية. وقالت: لقد أزرى بك الدهر بعدنا فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهرُ أما عن أسره فيقول: أسرت وما صحبي بعُزلٍ لدى الوغى ولا فرسي مهر ولا ربه غمرُ قلت: جمع أعزل عُزْل مثل أحمر وحُمر وأخضر وخُضر أما عُزّل فجمع عازل مثل راكع وركَّع وراتع ورُتَّع ولكن إذا حمَّ القضاء على أمرىء فليس له برٌّ يقيه ولا بحرُ وهذا هو البيت الذي ذكره الأستاذ شكوري مكسَّراً وناقصاً. وقال أصيحابي: الفرار أو الردى فقلت: هما أمران أحلاهما مرُّ قلت: وأصيحاب تصغير أصحاب وهي من جموع القلة المجموعة في هذا البيت: بأفُعلٍ وبأفعالٍِ وأفعلةٍ وفعلةٍ يعرف الأدنى من العدد أفُعل: مثل أنُهر جمع نهر وأبحُر جمع بحر أفعال: مثل أصحاب وأحباب جمع صاحب وحبيب أفعلة: مثل أفئدة وأغلفة جمع فؤاد وغلاف فعلة: مثل فتية وشيخة جمع فتى وشيخ. ولكنني أمضي لما لا يعيبني وحسبك من أمرين خيرهما أسرُ وقد أكرم الروم أبا فراس بأن تركوه بملابسه ولم يلبسوه ملابس الأسرى والمسجونين: يمنون أن خلوا ثيابي وإنها عليَّ ثياب من دمائهم حُمرُ لكثرة ما أوقعه فيهم من القتل. ويكفي هذا.. مع الشكر للجزيرة الكبيرة وصفحة عزيزتي التي هي بالثناء جديرة ومعذرة للكاتب على هذه التعقيبة القصيرة، وشكراً للقراء الكرام والسلام ختام. نزار رفيق بشير /الرياض