كتب القصيدة تمرساً.. ففجيعتي بها.. أنني تحت الثرى روحي ومن فوق الثرى أشلائي.. عقد قد طواه الدهر.. سطرت فيه.. كل يوم رثائي.. حزني لمن رحلت فقيدة دارنا قدر تعالى بها إلى العلياء.. يا لوعة القلب الحزين وحسرتي.. إذ لم تجب أمي ندائي.. كذبوا علي.. وأوهموني أنها ستعود نبتة عطشاء.. أين أنا؟! بل أين لي بدمعة؟ لو أن عمري مضَّيته ببكائي.. أمّاه.. طيفك زارني مبتسماً ثم تلاشى.. ولم يَعِدْ بلقائي.. أمّاه.. مازال نوركِ ساطعاً وضوؤكِ طاغٍ على الأضواء.. كم مرة أمّاه.. طرت تسلّقاً أقطف لكِ الأثمار دون عناء.. هل تذكرين التوت كيف أحبه؟ أوصيتني أمّاه.. بالسوداء.. قريبة أمّاه.. أحتاج لكِ.. وتبعثرت من بعدك أشيائي. ودَّعتها.. والقلب يُحَرق جمرةً لفراقنا كان بدون لقاء.. سالت دموعي حينها وتخالطت بدمائها ثم اغتسلنا بماء.. فلتهنئي أمّاه.. بُشراكِ أتت.. قطرات غيث طاهر ونقاء.