لم يكن عبدالمجيد عبدالله مضطراً لطرح ألبومه الذي نزل إلى الأسواق مؤخراً «أعز الناس» بهذا الشكل الذي صدم جماهيره التي كانت تنتظره بفارغ الصبر. وقبل خوضي في الحديث عن هذا الألبوم فإننا لن ننسى تراجع «عبدالمجيد» في ألبومه «غالي»، ثم التقدم مرة أخرى عن طريق ألبوم «انت العزيز» رغم أنه لا يمثل تاريخ عبدالمجيد إلا أنه كان أفضل من الألبوم السابق وفي نظري أفضل من الألبوم الحالي «أعز الناس». «أعز الناس» ذلك الألبوم الذي طرح في ظروف لا تساعد على التوزيع لكن عبدالمجيد «بطبعه» محب للمغامرة، فقد غامر بطرحه في هذا الوقت رغم علمه بخطورة ذلك الشيء ومن يستمع إلى عبدالمجيد في «أعز الناس» يعتقد أن الألبوم عبارة عن أغنية واحدة، فالألحان متشابهة لدرجة كبيرة، حتى الأداء، أما الكلمات فلا أعلم ماذا دهى «طيب القلب» في اختياراته، ف«الرهيب» معروف عنه الدقة المتناهية في الاختيارات بالذات من جانب الكلمات، لكن «أعز الناس» خالف هذا التوقع واختار كلمات لا تمثل تاريخه المليء بالأغاني الجيدة والمتميزة. المشكلة الكبرى في عبدالمجيد أنه وسط المحيطين به قد لا يعلم أن ما قدمه لا يمثل ما هو منتظر منه وأنه أقل بكثير من مستواه الحقيقي، خاصة وأن هناك من يحاول تظهير نجاح ألبومه حتى وإن كان عكس ذلك،. أعز الناس وكما ذكرت سابقاً.. فالمتذوق لإبداعات عبدالمجيد سيعلم أن ألبومه المطروح في الأسواق لا يمثل 20% من موهبة عبدالمجيد الحقيقية خاصة اختياراته للحن والكلمات. وأغنية «قمر» التي كتبها علي الفضلي ولحنها مشعل العروج تمثل ما عنيته من كلامي السابق بجلاء، فالكلمات لا تناسب عبدالمجيد وهي أقرب إلى كونها «أنشودة أطفال»، لكن الفضلي الذي يبحث دائماً عن «الفلاش» اعتقد أنه سيضع أغنية «تضرب في الساحة». ومشعل العروج الذي يعتمد في ألحانه على الموزع الموسيقي في تعديل ألحانه وإضافة فشل في ايجاد لحن مميز وجميل يناسب عبدالمجيد وأمكاناته الصوتية الرائعة. أغنية «مطر صيف» من كلمات «ساهر» وألحان مشعل العروج، أغنية تحمل الإبهار الموسيقي بعيداً عن التميز في اللحن أو حتى الكلمة، بل إن اللحن مكرر ولا جديد فيه، ولم يستغل من خلاله طاقة عبدالمجيد في الأداء. «أعز الناس» لماذا حمل الألبوم اسم هذه الأغنية.. لا ندري؟!.. كلمات ساهر وألحان مشعل العروج.. أيضاً لم تكن بالمستوى الذي كنا نتوقعه من عبدالمجيد. - «حاكم العشاق» كلمات يوسف بن عقيل ولحن صالح يسلم.. يقولون إن هذا الثنائي يحافظ على التراث من خلال ما يقدمانه.. ترى ماذا قدما لحفظ التراث، وما هو التراث الذي سيحفظانه أصلاً؟! - أغنية «القيد».. كتب كلماتها مساعد الشمراني ولحنها «ممدوح سيف».. ترى لماذا قام عبدالمجيد بطرحها رسمياً رغم أنه قام بتسريبها، لعله كان يبحث عن أغنية لاقت نجاحاً ليضمن أن هناك أغنية واحدة على الأقل ناجحة في الألبوم.!! بقية الأغاني تفاوتت ما بين جيد وأقل مثل «أسباب حبي» كلمات رائعة، لكن المشكلة في اللحن الذي وضعه صالح الشهري والذي اعتقد أنه لم يعد يحمل جديداً في جعبته. - «أصحى تزعل» إبداع من ابداعات «هتان» لم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب لذلك جاء الأداء واللحن أقل من المتوقع. - أغنية «تنتظر» لعلها تعتبر أفضل أغنية في الألبوم لأن فيها شيئاً جديداً بالذات من جانب اللحن. أخيراً: * أين تلك الأسماء التي رسمت لعبدالمجيد طريق النجاح.. وأين تلك الأسماء التي تحدث عنها كثيراً بأنه يتعاون معها.. فقد قرأنا وسمعنا بأنه سيتعاون مع الملحن ناصر الصالح.. لكن يبدو أن مشعل العروج يريد من عبدالمجيد غير ذلك.. وأين سعد الخريجي.. محمد القرني.. عبدالله الأسمري.. أين المبدع سامي الجمعان؟ هذه الأسماء كان بمقدروها رسم النجاح ل«عبدالمجيد» ولكن!! * فشل عبدالمجيد أصبح يمتد حتى إلى تصوير «الفيديو كليب» خاصة وأنه صوّر في الألبوم السابق ثلاث أغان لم يتم عرض اثنتين منها وبقيت واحدة لم يكن لها أي أصداء. - عبدالمجيد أكثر فنان يقوم بتسريب الأغاني.. وهذا أضعف من الاقبال على ألبومه الجديد.. فقد سرَّب ما يقارب «14» أغنية خلال سنة واحدة.. ولم ينتبه أيضاً إلى خطورة هذا الأمر ذي الحدين!! وأعتقد بأن على عبدالمجيد أن يهتم بما يطرحه.. وأن يدرس خطواته وأن يفكر ملياً بعيداً عن المباركين لخطواته حتى لو كانت فاشلة.. فالجمهور لا يرحم ولا يتغاضى عن الأخطاء..و اسأل الجمهور ماذا تعرف من أغنيات عبدالمجيد الجديدة؟ بالطبع لن يذكر واحدة منها.. لأنها لا تخلد في الذاكرة.. واعتقد أن هذا الألبوم كان «سحابة صيف».. وأخيراً فالمتضرر الأول من مقارنة عبدالمجيد ومحمد عبده.. هو عبدالمجيد والأسباب معروفة.