كل منا له انطلاقة في أفقه الأخص.. يعيش مداراته ويحيا في آفاقه.. يختلط بذرات هواء الآخرين يتنفس أحاديثهم.. يعيش في ظلال حياتهم يسكن زوايا قلوبهم.. يمتزج بهم ويرى الشمس تشرق في حضورهم والقمر اكتمالاً بوجودهم أحباب يقتربون فيدنيهم القلب ويشربون من أنهار العمر يعتلون شرفات الحياة ويظلون كذا.. لأنك كل أكوام الوفاء.. كل ذرات الصدق.. كل انطلاقة تحفظ حضورهم.. آخر النبض: وأمام احتفائك واحتفالك.. ليس منهم بعد إلا.. الكلمات الباردة أو الوجوه الباردة.. التي تصبح واقعاً.. تعيشنا ونعيشها.. تسكننا ونسكنها.. فكم من وجوه باردة.. تلقاك وقد كنت لها.. الأوفى.. الأصدق.. الأحب.. فمن يحمينا ممن يدّعون أنهم أحبابنا.. ممن قرأناهم كذباً.. وحفظناهم لعباً.. وصانهم القلب وهم غدر وتعب.. ممكن كانوا بنا لاهين.. لا يهبوننا إلا حضوراً بارداً.. وكلمات باردة.. حروفاً باردة..!! احتفاء بارداً.. تتوهج بمشاعر صافية.. تمطر بعذوبة مطلقة.. تبحث عنهم في خوابىء النفس.. من متاهات الروح.. تفتش كثيراً.. من تغير؟ من تنكر؟ من ترك؟ بدل الدفء.. برودة.. بدل الانهمار تجمد.. من أخذ الشفق وأعطاك الغبار.. من رسم بدل الأقمار.. أعذاراً واهية.. من غيّر المشاعر النقية.. إلى بلادة.. وتبلد.. وتصادقك تلك الوجوه التي أدنيتها وأبعدت الآخرين لأجلها.. قربتها وصارت تباعد غيرها.. تطير حمائم الوله.. وتفيض شوقاً لوجودهم لصور تحتل غرف القلب.. لمشاعر تخصهم هم.. فليس إلا.. كلمات منهم باردة.. عبارات باردة.. لا نملك منهم.. كلام البارد يقتلنا!!! كلام يأتي للقلب فينغرس فيه.. حتى تموت إطلالتهم التي لم يماثلها حضور..!! وليس إلا جليداً قاسياً يجمدنا.. البريد الألكتروني: [email protected] www.abeersite.com