بعثت لي طالبة جامعية من جامعة الملك سعود قسم اللغة العربية دون سابق معرفة بعد تعريفها بنفسها إصدارها الأول الذي بات ماثلاً بين يدي المطبعة قررت أن تنشر إصدارها الأول بدون أن تمر سلم النشر الطويل جمعت كلماتها وطروحاتها وأخذت موافقة من وزارة الإعلام وجدت في ترتيبه كتاباً أنيقاً حمل بين جوانبه روحها وفكراً واعياً متطلعاً لثقافة لم تنضج بعد وإن بدت أزهارها في نشر عبق الجمال.. لكنها طامحة نحو العلو ومضت نحو النشر.. بدون ذاك السلم الميت.. وحين طلبت مني الرأي ما زلت حائرة بين السلم الطويل أم أحثها على دفع الكتاب بلا تردد..فنحن نصنف من الدول الأقل في نشر المطبوعات.. أمريكا سنوياً ....125 ألف عنوان اليابان سنوياً...77 ألف عنوان. دول العالم العربي مجتمعة مع بعضها.. 14 ألف عنوان فقط سنوياً. ولكن ترك لي هذا الموقف.. تساؤلات.. فقد وقفت أمام.. تساؤل كبير جداً..هل من الممكن أن يجد أحدنا نفسه.. محاطاً باشارات ضوئية أولها وآخرها العبور نحو أن يتقدم..فثمة بركان ينزف ثمة حدائق تثمر ثمة عبق يذيع.. ومطالب أن يكون ممن جعلوا الأوراق صُفَّتْ للسَّفَرِ الدائم ولكن هل من الممكن أن يقفز صاحب الموهبة إذا كان يملك أدوات الكتابة إلى حيث يصدر كتاباً يصف فيه مخزونه الفكري بعيداً عن الطوابير الطويلة التي يجب أن يمر بها..بدون أن يجب أن يكون له قاعدة من الجمهور القارئ له والمتابع فريق يبحث عنه وآخر يفتقده إذا ما غاب.. وآخر يؤيده وآخر يعارضه.. قلة من الناس الذين كانوا في القمة من البداية وأن يسكن فالقمة لا تؤوي أحداً وإن حدث فليس ذلك طويلاً.. ولا يظل في عليائها أحد.. تساؤل مُلِحٌّ..هل يجب علي المبتدئ في عالم الكتابة أن يمر بسلسلة القبول والرفض والنشر والتهميش.. ما أريد أن أقوله: هل يجب على من يكتب ويملك موهبة جيدة أن يمر الخط الأحمر والسلم الطويل لدرجات لا تنتهي.. ما بين قبول وجدية وتهميش أخرى ما بين قبول واحدة ولا مبالاة أخريات.. ليندس في زوايا التعقيبات اليومية أو الصفحات المعروضة للمبتدئين في صحفنا المحلية وليس كل من بدأ هذا الطريق سيجد أرضاً خصبة تزرعه ليثمر وتكثفه ليمطر.. بالفعل أحسّ أنّها ثمة فوضى.. هل من يبدأ.. مؤهل لإصدار كتاب يدفع به للناس يعرف بنفسه بعيداً عن سلم الصحف الطويل.. كل ذلك يترك لك مساحة من التفكير في فوضى النشر وفوضى الإصدار. [email protected] www.abeersite.com