«واتساب»: اختبار تبويب جديد مخصص للذكاء الاصطناعي    5 جوائز دولية لمركز الملك سلمان للإغاثة في 20245    «هيئة الشورى» تحيل مشاريع أنظمة واتفاقيات للعرض على المجلس    مواد إغاثية سعودية للمتضررين في اللاذقية    «سهيل والجدي» ودلالات «الثريا» في أمسية وكالة الفضاء    الأرصاد: رياح نشطة مصحوبة بانخفاض في درجات الحرارة على عدد من المناطق    قوة الوظائف الأمريكية تقضي على آمال خفض الفائدة في يناير    11,000 فرصة وظيفية لخريجي «التقني والمهني» في 30 يوماً    أمير نجران يستقبل مدير الجوازات    أمير الشمالية يطلع على أعمال جمرك جديدة عرعر    سورية الجديدة    لماذا يُصر ترمب على الاستحواذ على غرينلاند    خيسوس يعد الزعيم للمحافظة على «الصدارة»    شبح الهبوط يطارد أحد والأنصار    الخريجي يعزز العلاقات الثنائية مع إسبانيا    نغمة عجز وكسل    الراجحي يضيق الخناق على متصدر رالي داكار    محمد بن عبدالرحمن يواسي الخطيب والبواردي    سعود بن بندر ينوّه باهتمام القيادة بقطاع المياه    العلاقة المُتشابكة بين "الذكاء الاصطناعي" و"صناعة المحتوى".. المحاذير المهنية    «موسم الرياض» يسجل رقماً قياسياً ب16 مليون زائر    الصحي الأول بالرياض يتصدر التطوع    "الأحوال المدنية" تقدم خدماتها في 34 موقعًا    أمانة مكة تباشر معالجة المواقع المتأثرة بالأمطار    جامعة الملك سعود تنظم «المؤتمر الدولي للإبل في الثقافة العربية»    المسجد النبوي يحتضن 5.5 ملايين مصل    السجائر الإلكترونية.. فتك بالرئة وهشاشة بالعظام    طالبات الطب أكثر احتراقاً    برشلونة يقسو على ريال مدريد بخماسية ويتوّج بالسوبر الإسباني    أمير القصيم يرعى المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي    متفرّد    فاكهة الأدب في المراسلات الشعرية    يِهل وبله على فْياضٍ عذيّه    خرائط ملتهبة!    الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في غزة    لمسة وفاء.. المهندس أحمد بن محمد القنفذي    سيتي يتطلع لحسم صفقة مرموش    الأهلي يسابق الزمن للتعاقد مع أكرم عفيف    لبنان الماضي الأليم.. والمستقبل الواعد وفق الطائف    تمكين التنمية الصناعية المستدامة وتوطين المحتوى.. قادة شركات ينوّهون بأهمية الحوافز للقطاع الصناعي    جميل الحجيلان    السباك    في موسم "شتاء 2025".. «إرث» .. تجربة ثقافية وتراثية فريدة    150 قصيدة تشعل ملتقى الشعر بنادي جازان الأدبي    155 مليون ريال القيمة السوقية للثروة السمكية بعسير    هل نجاح المرأة مالياً يزعج الزوج ؟!    مطوفي حجاج الدول العربية الشريك الاستراتيجي لإكسبو الحج 2025    أغرب مرسوم في بلدة إيطالية: المرض ممنوع    «ولي العهد».. الفرقد اللاصف في مراقي المجد    هل أنت شخصية سامة، العلامات والدلائل    المستشفيات وحديث لا ينتهي    7 تدابير للوقاية من ارتفاع ضغط الدم    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد آل سعود    مباحثات دفاعية سعودية - أميركية    تجربة استثنائية لمشاهدة أسرار مكة والمدينة في مهرجان الخرج الأول للتمور والقهوة السعودية    جدل بين النساء والرجال والسبب.. نجاح الزوجة مالياً يغضب الأزواج    أمير القصيم يشكر المجلي على تقرير الاستعراض الطوعي المحلي لمدينة بريدة    الديوان الملكي: وفاة والدة الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد آل سعود    









عروض الكتب
نشر في الجزيرة يوم 22 - 07 - 2002


أدب الأطفال والقيم التربوية
تأليف/ أحمد علي كنعان، 1995م، 288 صفحة
يتناول هذا الكتاب مفهوم الطفولة ونموها وحاجاتها وثقافتها وارتقاء القيم التربوية فيها، جاء ذلك ضمن فصول أربعة، تنوع الطرح فيها على النحو التالي: تناول الفصل الأول مفهوم الطفولة ومراحلها ونمو الأطفال وحاجاتهم الأساسية الى جانب ثقافة الأطفال، ودور أدب الأطفال في الاتصال الثقافي. أما الفصل الثاني فأفرده المؤلف لتعريف أدب الطفل، وأهميته ونشأته عالمياً وعربياً، وتأثره بالنظام السياسي العالمي، كما افرد جزءاً من هذا الفصل لتناول شعر الأطفال، تعريفاً وسمات، الى جانب تناول أشكاله وواقعه في الوطن العربي، ثم قنواته المطبوعة مثل الكتب والمجلات والمجموعات الشعرية، وجاء الفصل الثالث ليتطرق إلى القيم التربوية وتصنيفها، ووسائط اكتسابها، والفرق بينها وبين الاتجاهات وأشكال قياسها وارتقائها، وأساليب تغيرها، ومجالات تطبيقها وختم المؤلف دراسته بتصميم معيار القيم التربوية، يتضمن حديثاً عن حاجة المجتمعات العربية الى ذلك المعيار، مبيناً الأسس والخطوات التي استند إليها في بنائه.
***
المعقول واللامعقول في الأدب الحديث
تأليف/ كولن ولسون، ترجمة/ أنيس زكي حسن، 2001م،401 صفحة
يتناول المفكر الإنجليزي «كولن ولسون» في هذا الكتاب دراسة مختلف التيارات الأدبية المعاصرة والاتجاهات الروائية الحديثة مع ممثليها المشهورين، ويبين تأثر كل منهم بسابقيه من الأدباء في دراسات مقارنة عميقة. يضم الكتاب أبحاثاً عن النزعات الأدبية الواقعية والتشاؤمية والقصص العلمية والجنسية وسواها، وعن كبار الروائيين أمثال «فوكنر وسارتر وويلز وبيكت وغوغول ولورنس وكازانتزاكي» وسواهم. قسم المؤلف كتابه الى اربعة فصول: تناول الفصل الأول منها النزعة الواقعية في الأدب المعاصر وذلك من خلال كتاب أربعة «لافكرافت» «يتس»، «أوسكار وايلد»، «سترندبرغ»، وفي الفصل الثاني تتبع المؤلف السيرة النقدية لأعمال سبعة من الأدباء الذين اتجهوا الى التخيل بعيداً عن الواقع وهم «اميل زولا» و«ناثافيل وريست» و«وليم فوكنر»، «ايفلين ود» و«غراهام كرين» وجان بول سارتر، وهمنغواي، الى جانب الأديبة «ناتالي ساروث». ثم تناول المؤلف النزعة التشاؤمية في أعمال كل من: «أندرييف»، «بيكت»، أما النزعة العلمية في الأدب، فتناولها المولف من خلال أعمال كل من «ويلز» «زامباتين»، «لافكرافن»، «لبيل»، ثم تناول العلاقة بين الشر والخيار من خلال أعمال كل من «هوفمان» «غوغول»، «بلاكوود»، «اكواتاكوا»، «لوفانو»، «جيمس»، «تولكين». وفي مجال الأعمال الجنسية تناول أعمال كل من : «موباسان» «فيده كند»، «ارتسيباشيف»، «د. ه. لورنس».
***
أهل الكهف: قراءة في مخطوطات البحر الميت
تأليف/ هالة العوري، 2000م، 407 صفحات
إن مخطوطات البحر الميت تشكل مكتبة تحتوي على نصوص توراتية، فضلاً عن كتابات «الجماعة الخاصة»، التي تساعد على إيضاح ما شهدته أرض فلسطين من أحداث لفها الغموض والتعتيم لقرون طويلة، كما تقدم فلسطين كوجود تاريخي حقيقي وتضع الشخصيات، أياً كانت مكانتها الدينية، في سياقها التاريخي، وفي مواجهة الشخصيات والمؤسسات الفاعلة في القرن الأول للميلاد، مما يساعد على تشكيل نسيج تاريخي بالمعنى الدقيق. هذه المخطوطات - كما قدم المؤلف- جزء من الإرث الثقافي العربي وجزء من تاريخ المنطقة، والكتاب يسعى الى قراءة هذه النصوص، والكشف عن القواسم المشتركة في القيم الروحية والكفاحية فيها، بهدف إطلاع القارئ العربي على موضوع مخطوطات البحر الميت في كافة جوانبها، لذلك فقد عمد المؤلف الى تتبع مسيرة تلك المخطوطات منذ واقعة الاكتشافات الأولى والحصار الذي ضرب حولها، ثم ألقى الضوء على ما أثارته محتوياتها من خلافات حادة ورؤى مغايرة، اعتمد اصحابها على معطيات منطوق الأرض الذي جاء مخالفاً للموروث والشائع.
***
من علم الفلك القرآني
تأليف/ عدنان الشريف، 2000م،176 صفحة
في القرآن الكريم مئات الآيات الكريمة التي تتعلق بعلم الكون والفلك، منها ماكشف مضامينها ومنها ما لم يكشفه بعد. ويستطيع الباحث ان يستخلص من هذه الآيات، بعد درسها بصورة منهجية وعلى ضوء ما ثبت من العلوم الفلكية والكونية، الخطوط الرئيسية لهذا العلم الذي يعطينا فكرة علمية عن قدرة المولى وعظمته، من خلال بعض خلقه المتمثل في مئة مليار مجرة، تحوي أصغرها عشرة ملايين نجم، وأكبرها آلاف المليارات من النجوم، وكلها تسبح في هذا الكون الذي يتوسع كل ثانية الى ان يطويه المولى ويرجعه كما بدأه ثم يبدله بكون آخر يوم القيامة مصداقاً لقوله تعالى: {يّوًمّ تٍبّدَّلٍ الأّرًضٍ غّيًرّ الأّرًضٌ وّالسَّمّوّاتٍ وّبّرّزٍوا لٌلَّهٌ پًوّاحٌدٌ پًقّهَّارٌ(48)} [إبراهيم: 48] ..وفي هذا الكتاب يتناول الباحث بالدراسة بعض المفاهيم العلمية على ضوء الثابت من العلوم وتاريخ اكتشافها، بهدف لفت النظر الى هذه الثوابت العلمية القرآنية التي تشكل نواة المبادئ الأساسية في علم الكون والفلك اليوم.
***
الصراعات
تأليف/ إدوار دي بونو، ترجمة/ فاطمة السنوسي، 380 صفحة، 1997م
إن الأساليب لحل الصراعات والنزاعات الكبرى، متحجرة وبدائية، قاصرة ومكلفة، خطرة ومدمرة، إن التعقيد المتزايد للعالم والقوة المتزايدة للأسلحة، تجبر على إعادة التفكير في الأساليب المستخدمة لحل الصراعات. وحتى لو كان من الواجب إعمال الأساليب التقليدية بأقوى عزيمة في العالم، وبأحسن النوايا وبأعلى مستوى للذكاء فإن الأساليب لن تكفي، إذ ان هناك حاجة لنقلة أساسية في طريقة التفكير لحل الصراع.
بهذا يقدم المؤلف لكتابه عن الصراعات في العالم، ساعياً من خلاله الى تقديم رؤيته في مجال حل تلك الصراعات دون اللجوء للعنف المسلح، موضحاً مناطق الخطورة والمحدودية في ممارسة هذا الأسلوب التقليدي.
***
في الديمقراطية والمجتمع المدني: مراثي الواقع: مدائح الأسطورة
تأليف/ عبدالإله بلقزيز، 2001م، 160 صفحة
يقدم التفكير في الديمقراطية والمجتمع المدني إغراء شديداً ومرد ذلك الإغراء، سعة تداول المسألتين في الوعي العربي المعاصر وتلازم النظر إليهما مع النظر في حالة الإخفاق العام السائدة، في شكل سوغت فيه هذه وذاك، وهيأت له أسباب المشروعية الفكرية، وهذا الكتاب، يحاول عبر مادته، تقديم رؤية حول تجديد التفكير في مسائل الديمقراطية، والمفاهيم وتناقضاتها وسياق تكوينها، وفي أوضاع الخلل الذي يدب فيها، يقدم المؤلف لذلك بقوله: قليلون فقط انتبهوا الى أننا راكمنا ملفوظات أكثر مما راكمنا معاني، أو أفكاراً، في هذا الشطح اللغوي الذي رددنا فيه أوراداً غامضة عن كلمات مقفلة على أي بيان! لم نحقق تراكماً علمياً يذكر في المسألة، وما تحقق لا يعدو أن يكون استعادات سريعة لبعض دروس الفكر السياسي الليبرالي الحديث، وترتيلاً رتيباً لها أو وصفاً خارجياً لأحوال دولنا ومجتمعاتنا لم يخرج عن نطاق لغة التقارير الرسمية لمنظمات حقوق الإنسان!.
تناولت مادة الكتاب مفهوم المجتمع المدني وصلته بالدولة والسياق التاريخي الذي تكون فيه داخل الوعي السياسي العربي ومحاذير استعماله على غير تصويب وترجيح. كما استعرض النظام الديمقراطي وأركانه وفسيفسائه، والترابط غير القابل للفصم بين أبعاده، كما اهتم بتحليل واقع الممارسة الديمقراطية في البلاد العربية من موقعين: موقع السلطة، وموقع المعارضة، باحثاً في المفارقات والنقائض المختلفة التي يقوم عليها كيان الدولة والكيان الحزبي على السواء، ومحدداً التخوم التي يقف عندها خطاب الفريقين معاً حول الديمقراطية والمجتمع المدني.
***
الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث
تأليف/ سلمى الخضراء الجيوسي، ترجمة/ عبدالواحد لؤلؤة - 2001م،915 صفحة
هذا الكتاب في النقد التاريخي، يتابع تاريخ التغيرات التي حدثت للشعر العربي الحديث منذ نهاية القرن الثامن عشر حتى سنة 1970م، مركزاً على فترة الخمسينيات التي يشير المؤلف الى انها احتضنت أكبر تجربة فنية في تاريخ الشعر العربي. حيث يستعرض نماذج من الإنتاج الشعري خلال تلك الفترة، محللاً تلك التجارب ومدى التأثير الذي مارسته على الأجيال الشعرية التالية، والتطور النقدي الذي عاصرها.
***
شعراء جاهليون
تأليف/ أحمد محمد عبيد، 2001م، 196 صفحة
دأب بعض محققي الشعر العربي على جمع أشعار المقلين وضمها في كتاب واحد، مثل «شعراء إسلاميون» و«شعراء أميون» للدكتور نوري حمدودي القيسي، وشعراء مقلون، للدكتور حاتم الضامن، وقد قام المحقق في هذا الكتاب «شعراء جاهليون» بجمع أشعار ثلاثة من المقلين هم زهير بن جناب الكلبي، وعبدالمطلب بن هاشم القرشي، وحاجز بن عوف الأزدي، مستقصياً أشعارهم في المصادر والمظان، مع مقدمة عن حياة كل منهم.
***
الخطاب القصصي النسوي
تأليف - ماجدة حمود 2002م - 248 صفحة
إن المتأمل للرواية النسوية السورية، منذ الخمسينيات إلى التسعينيات، يلاحظ أن أكثر التقنيات الروائية المستخدمة فيها هي تقنية اليوميات، والرسائل، يتجلى فيها صوت البطلة ممتزجاً بصوت المؤلفة عبر ضمير المتكلم «أنا»، حيث تختلط لغة البوح بلغة الاعتراف، التي توحي باندماج صوت البطلة بصوت المؤلفة، لهذا بدت الصيغة الأكثر انتشاراً في الرواية النسوية، هي صيغة المتكلم.
وهذه الدراسة تحاول القاء الضوء على السيرة الذاتية للرواية النسوية السورية عبر نصف قرن، عبر تلمس خصوصية الخطاب القصصي النسوي، كما تعالج الدراسة، ظاهرة الحداثة في القصة النسوية القصيرة.
من الكتاب:
خصوصية الخطاب النسوي
لا شك أن محاولة تلمس خصوصية المعاناة، تعني تلمس خصوصية الخطاب الروائي النسوي، الأمر الذي يعني تلمس جماليات خاصة بالإبداع النسوي، ولا يعني أفضليته على الابداع الذي يقدمه الرجل! تستطيع علاقة المرأة مع الرجل أن تجسد أنواع القهر التي تتعرض لها المرأة وتنغص حياتها، كما تستطيع أن تكون تلك العلاقة مصدر فرح للمرأة ومبعث أحلامها في تحقيق ذاتها عبر علاقة الزواج والأمومة، لذلك فقد رأينا أن كثيراً من الروائيات يجعلن هذه العلاقة محور ابداعهن. ويمكن أن نلاحظ سيطرة لغة التوتر على هذه العلاقة، إذ آلم المرأة المؤلفة البطلة أن ترى الرجل عبر عدة أقنعة يخبئ وراءها وجهه الحقيقي، لذلك ألصقت به عدة صفات ذات دلالات سلبية تنزع عنه الصفة الانسانية، كما تجلت ملامح علاقة الرجل بالمرأة عبر لغة التناقضات التي تفضح ازدواجيته! إن المتتبع للعلاقة بين الرجل والمرأة في الرواية النسوية السورية يمكن أن يلاحظ أنها علاقة مشوهة، حتى أننا نكاد نفتقد وجود علاقة سوية مع الرجل، فالكاتبة حين تبدو متعاطفة معه، تمنحه صفات أنثوية وحين تتوتر علاقتها به تمنحه صفات وحشية!
تبدو البطلة لنا أحياناً وقد امتلكت قدرات أسطورية تضمن لها التفوق الكاسح على الرجل، لا في العاطفة - مجال المرأة الأزلي - بل في مجال الهم الوطني الذي يكون - غالباً - من اختصاص الرجل في مجتمعنا. كذلك نجد المرأة أحياناً حين تتفوق على الرجل، وتلتحم بقضايا الوطن، يتم الغاء خصوصيتها الأنثوية إذ لا بد أن تمتلك صفات الرجل لتستطيع المشاركة في الحياة العامة «مثال ذلك شخصية نادية في رواية من يجرؤ على الشوق» كما يتم الغاء صوت الرجل الخاص ليقترب من صفات الأنوثة، كل ذلك لتأكيد نزعة التفوق لدى الكاتبة «غادة السمان، أنسة عبود، هيفاء بيطار».. وهكذا فالكائن المضطهد لا يمكن أن يرى الأمور رؤية موضوعية لا بد أن يسقط اضطهاده على الآخر الذي قد لا يكون مسؤولاً عن هذا الاضطهاد في كثير من الأحيان! من هنا نستطيع القول بأننا قلما نسمع في صوت الرجل الخاص به، فصوت المرأة المثقفة «الذي هو صوت المؤلفة» هو الصوت المحوري الذي يسيطر على فضاء الرواية النسوية، وكذلك نكاد نفتقد صوت المرأة الأمية أو التقليدية فالرواية النسوية مازالت أسيرة السيرة الذاتية في معظم الأحيان لعل أقسى تجربة يمكن أن تتعرض لها المرأة هي تجربة الطلاق إذ تجتمع في هذه التجربة أنواع القهر الاجتماعي والنفسي لتحاصر المرأة بسياج الممنوعات والمحرمات، حدثتنا عن هذه التجربة كاتبة عانتها هي «هيفاء بيطار» في روايتها «يوميات مطلقة» استطعنا من خلالها أن نعايش أوجاع المرأة المطلقة ومعاناتها مع المجتمع. اضافة إلى شعور الاحباط والفشل الذي يصمها به. كما استطاعت الرواية النسوية أن تجسد حساسية المرأة أمام غزو الزمن، كما تجسد انعكاس ذلك على علاقاتها مع ذاتها ومع الرجل. تبدو خصوصية تعامل المرأة مع الزمن في أجلى صورها وحساسيتها، حين تبلغ البطلة سن الأربعين حيث تعاني أزمة منتصف العمر، لذلك وجدنا المرأة من أجل تجاوز احساس الخوف ولتأكيد أنوثتها، تعيش قصصاً عاطفية مع رجل أصغر منها، أومع آخر متزوج. وحين يقهر الزمن المرأة يصيب العطب روحها، وينعكس سلباً على علاقتها بالرجل فتلجأ إلى علاقات تزيد احباطها وتضاعف من الخلل الداخلي الذي يسيطر عليها. كل هذه المشاعر والمواقف تصورها المرأة الكاتبة فتبدو جلية في عدد من الأعمال مثل:« أرصفة السأم» و«أفراح صغيرة» و«أكياس القمامة السوداء».
خصوصية الصورة النسوية: تشكل اللغة المشهدية التي تتجلى عبرها الشخصية احدى أبرز جماليات التعبير الروائي، إذ تلتقط العين مشهداً تصويرياً يحمل بصمات المؤلف الخاصة ويجسد عالمه ونبض معاناته في كثير من الأحيان، وبذلك تتيح رسم معالم الشخصية وتزودها بدلالات جمالية، إن خصوصية التصوير لا تعني الالتصاق بهم المرأة الخاص دائماً فقد وجدنا مثلاً «غادة السمان» في «الرواية المستحيلة:
فسيفساء دمشقية» تستخدم في رسم الشخصية الانتهازية» معين «تقنية يمكن أن ندعوها ب«تقنية المرايا» ولا تخفي الصلة الحميمة بين المرأة والمرآة، وقد ساعدت هذه التقنية على ابداع صورة للرجل المتعدد الوجوه، بقدر تعدد المرايا التي أحاطت غرفة نومه! استخدمت «أنسة عبود» لغة مشهدية تنطق ببعض المعاناة التي قد تواجه المرأة، فتصور أحد أقسى أنواع القهر الجسدي الذي تتعرض له المرأة خاصة «الاغتصاب» وقد تحول إلى قهر عام روحي وجسدي. ومع «ألفة الأدلبي» في روايتها «دمشق يا بسمة الحزن» نعايش صورة فنية لمعاناة أخرى للمرأة «الحرمان»، تجلب تفاصيلها المشهدية عبر صوت بطلتها التي التمست أدواتها التعبيرية من لغة الطبيعة، إذ اختارت المؤلفة مشهداً يوحي بالتجدد، إنه فصل الربيع، فنسمع صوت الرواية/ البطلة يصف بحسرة هذا التجدد الذي يطال النبات والحشرات، وينأى عنها.
وهكذا لاحظنا مدى التطور الذي حدث في الرواية النسوية السورية منذ الخمسينيات إلى أواخر التسعينيات، فبدت لنا اللغة الروائية أكثر حيوية وجمالاً، إذ بدأت تبتعد عن الرتابة والثرثرة ولعل من أسباب حيويتها، قدرتها على تقديم أعماق المرأة المضطربة عبر اللغة الشعرية، وتقديم هموم المرأة الاجتماعية عبر لغة الواقع التي تمتزج أحياناً بلغة الشعر، وقد ساعدها في ذلك، استفادتها من انجازات الرواية الحديثة، واستخدامها تقنية تيار الوعي، التي تقدم عالماً مختلطاً في فضاءاته المكانية والزمانية وفي أصوات شخصياته.
***
بن لادن طالبان: الأفغان العرب والأممية الأصولية
تأليف - نبيل شرف الدين - 2002م -445 صفحة
من الذي قام بتفجير مبنى التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع في أمريكا يوم 11 سبتمبر 2001م؟ وما سر هذا التعتيم على التحقيقات التي أجريت لمعرفة سبب تغيب 4000 يهودي يعملون في مبنى التجارة العالمي في هذا اليوم بالذات؟ ما هو تفسير حركة نشاط بيع الأسهم والسندات المملوكة لليهود في بورصة نيويورك وغيرها في اليوم السابق للتدمير؟
هذه الأسئلة الحائرة والمعقدة، يطرحها المؤلف في هذا الكتاب، ساعياً للبحث عن نقطة ضوء تدله على الحقيقة الغائبة أو المغيبة، مستهلاً ذلك بالكشف عن عدد من أوراقه القديمة حول «تنظيم القاعدة» وأفراده، عندما كان يعمل ضابطاً ثم صحفياً، تابع نمو ذلك التنظيم وكتب عن زعيمه بن لادن، والشخصيات التي تلعب دوراً كبيراً في تكوين وجدانه وصياغة استراتيجيته المالية والعسكرية، مؤكداً، منذ الستينيات ان بن لادن ظاهرة تؤذن بمولد خطر جديد - كما أسماه - وهو هنا يستعرض بالتفصيل طبيعة الأدوار التي لعبها عدد من الشخصيات المؤثرة في صنع تلك الظاهرة - على حد قوله - من هؤلاء: أيمن الظواهري أمير تنظيم «الجهاد المصري» الذي يصفه المؤلف بأنه لعب دوراً خطيراً في تنمية الوعي الحركي والسياسي لأسامة بن لادن. والشخصية الأخرى هي: علي أبو السعود، الملقب ب«أبو عمر» وهو ضابط سابق في الجيش المصري، تنقل في عدد من المهام، حيث تحول إلى عريف في قوات «مكافحة الارهاب الأمريكية»، ثم أصبح مدرباً لطياري بن لادن، لينتهي في زنزانة أمريكية، والسؤال مازال قائماً حوله: لمصلحة من يعمل؟ لصالح أمريكا أم بن لادن؟. أما الشخصية الثالثة فهو الشرطي السابق في وزارة الداخلية المصرية «علي الرشيدي» الملقب ب«أبو عبيدة البنشيري» صهر «عبدالحميد عبدالسلام» أحد قتلة الرئيس السادات، وقد صدر ضده غيابياً حكم بالإعدام، كان يعتبر أركان حرب تنظيم القاعدة، أشاعت السلطات الأمريكية أنه مات غرقاً في بحيرة «فكتوريا» أثناء تدريبه لعناصر من تنظيم القاعدة على تنفيذ عمليتي تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا عام 1998م. ثم تناول المؤلف الشخصية الأخيرة في كتابه وهو: «عبدالله عزام» الأب الروحي والمعلم الأول لأسامة بن لادن، والمؤسس الفكري والحركي لما عرف بالأفغان العرب، وقد لعب دوراً تحريضياً وتنظيمياً في تجربة الجهاد الأفغاني، ثم قتل في ظروف غامضة، تبادل فيها الفرقاء الاتهامات بينهم حتى اليوم!
وفي الجزء الثاني من طرحه، يستعرض المؤلف دور الأقمار الصناعية الأمريكية في رصد «الغاز» و«النفط» في بحر قزوين! وتزامن ذلك مع ظهور أعراض الشيخوخة على الرجل المريض المسمى ب«الاتحاد السوفيتي»، وما تلاه من انهيار الاتحاد السوفيتي، واندلاع حروب متتالية بين ميليشيات المجاهدين السابقين، وجريان مياه كثيرة في كل الأنحاء، وقبل أن يفلت الزمام من الساحر الأمريكي الذي يحرك اللاعبين قام باستبدال أمراء الجهاد - حلفاء الأمس - بطلاب الشريعة «الجدد» الذين تدربوا على يد المخابرات الباكستانية. فما الذي حدث بعد ذلك؟ وكيف تنامى هذا المارد، ليصل إلى قلب الامبراطورية العسكرية الأمريكية الجبارة، ويصيبها في مقتل أمني ومعنوي فادح، سيظل التاريخ الحديث يذكره ما بقيت الحياة البشرية على الأرض! هذا - وغيره من التفاصيل - هو الموضوع الذي كرس المؤلف من أجله 445 صفحة من القطع العادي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.