(56) إنَّ پَّذٌينّ يٍؤًذٍونّ پلَّهّ وّرّسٍولّهٍ لّعّنّهٍمٍ پلَّهٍ فٌي پدٍَنًيّا وّالآخٌرّةٌ وّأّعّدَّ لّهٍمً عّذّابْا مٍَهٌينْا (57) وّالَّذٌينّ يٍؤًذٍونّ پًمٍؤًمٌنٌينّ وّالًمٍؤًمٌنّاتٌ بٌغّيًرٌ مّا \كًتّسّبٍوا فّقّدٌ \حًتّمّلٍوا بٍهًتّانْا وّإثًمْا مٍَبٌينْا (58) يّا أّيٍَهّا پنَّبٌيٍَ قٍل لأّزًوّاجٌكّ وّبّنّاتٌكّ وّنٌسّاءٌ پًمٍؤًمٌنٌينّ يٍدًنٌينّ عّلّيًهٌنَّ مٌن جّلابٌيبٌهٌنَّ ذّلٌكّ أّدًنّى" أّن يٍعًرّفًنّ فّلا يٍؤًذّيًنّ وّكّانّ پلَّهٍ غّفٍورْا رَّحٌيمْا (59)}. (56) وهذا فيه تنبيه على كمال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعة درجته، وعلو منزلته عند الله وعند خلقه، ورفع ذكره، وقال تعالى:{إنَّ پلَّهّ وّمّلائٌكّتّهٍ يٍصّلٍَونّ عّلّى پنَّبٌيٌَ} أي: يثني الله عليه بين الملائكة، وفي الملأ الأعلى، لمحبته تعالى إياه، ويثني عليه الملائكة المقربون، ويدعون له ويتضرعون. {يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا صّلٍَوا عّلّيًهٌ وّسّلٌَمٍوا تّسًلٌيمْا}اقتداء بالله وملائكته، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلاً لإيمانكم، وتعظيماً له صلى الله عليه وسلم، ومحبة وإكراماً، وزيادة في حسناتكم، وتكفيراً عن سيئاتكم.وأفضل هيئات الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، ما عمله أصحابه (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة. (57) لما أمر تعالى بتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم، بالصلاة والسلام عليه، نهى عن أذيته، وتوعد عليها فقال: {إنَّ پَّذٌينّ يٍؤًذٍونّ پلَّهّ وّرّسٍولّهٍ} وهذا يشمل كل أذية، قولية أو فعلية، ومن سب وشتم، أو تنقص له، أو لدينه، أو ما يعود إليه بالأذى، {لّعّنّهٍمٍ پلَّهٍ فٌي پدٍَنًيّا} أي: أبعدهم وطردهم، ومن لعنهم في الدنيا، أنه يتحتم قتل من شتم الرسول،وآذاه، {وّالآخٌرّةٌ وّأّعّدَّ لّهٍمً عّذّابْا مٍَهٌينْا} جزاء له على أذاه، أن يؤذي بالعذاب المهين، فأذية الرسول ليست كأذية غيره، لأنه لا يؤمن العبد بالله حتى يؤمن برسوله صلى الله عليه وسلم وله من التعظيم، الذي هو من لوازم الإيمان، ما يقتضي ذلك أن لا يكون مثل غيره. (58) وإن كانت أذية المؤمنين عظيمة، وإثمها عظيماً، ولهذا قال فيها: {وّالَّذٌينّ يٍؤًذٍونّ پًمٍؤًمٌنٌينّ وّالًمٍؤًمٌنّاتٌ بٌغّيًرٌ مّا \كًتّسّبٍوا} أي: بغير جناية منهم موجبة للأذى، {فّقّدٌ \حًتّمّلٍوا} على ظهورهم {بٍهًتّانْا} حيث آذوهم بغير سبب {وّإثًمْا مٍَبٌينْا} حيث تعدوا عليهم، وانتهكوا حرمة أمر الله باحترامها، ولهذا كان سب آحاد المؤمنين، موجباً للتعزير، بحسب حالته وعلو مرتبته، فتعزير من سب الصحابة أبلغ وتعزير من سب العلماء وأهل الدين، أعظم من غيرهم. (59) هذه الآية،. هي التي تسمى آية الحجاب، فأمر الله نبيه، أن يأمر النساء عموماً، ويبدأ بزوجاته وبناته، لأنهن آكد من غيرهن، ولأن الآمر لغيره، ينبغي أن يبدأ بأهله، قبل غيرهم قال تعالى:{يّا أّيٍَهّا پنَّبٌيٍَ قٍل لأّزًوّاجٌكّ وّبّنّاتٌكّ وّنٌسّاءٌ پًمٍؤًمٌنٌينّ يٍدًنٌينّ عّلّيًهٌنَّ مٌن جّلابٌيبٌهٌنَّ} وهو الذي فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه، أي: يغطين بها، وجوههن وصدورهن.ثم ذكر حكمة ذلك فقال: {ذّلٌكّ أّدًنّى" أّن يٍعًرّفًنّ فّلا يٍؤًذّيًنّ} دل على وجود أذية، إن لم يحتجبن، وذلك لأنهن إذا لم يحتجبن، ربما ظن أنهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض، يؤذيهن، وربما استهين بهن، وظن إنهن إماء، فتهاون بهن من يريد الشر، فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن. فتوى الأسبوع س: تطالعنا بعض الصحف والمجلات بأخبار بعض اللاعبين والمهرجين الذين يزعمون أن لهم قدرات فائقة كتكسير الصخور على صدورهم والنوم على المسامير والآلات الحادة وثني الحديد والأسياخ بأعينهم وجر السيارات بأصابعهم إلى آخر تلك الحركات المدهشة، فما حكم الشرع في تلك الأعمال والعاملين لها، وما حكم استضافتهم ومشاهدتهم؟ ج: ما يعمله بعض السفهاء من الناس من تكسير الصخور على صدورهم، والنوم على المسامير والآلات الحادة، وثني الحديد بأعينهم، وسحب السيارات بشعورهم أو أسنانهم، وأكل الأمواس والزجاج.. إلى غير ذلك من الأمور الخارجة عن العادة البشرية، كل ذلك يعتبر من الدجل والشعوذة والسحر وهو من عمل سحرة فرعون كما قال تعالى في سورة الأعراف: {قّالّ أّلًقٍوا فّلّمَّا أّلًقّوًا سّحّرٍوا أّعًيٍنّ پنَّاسٌ وّاسًتّرًهّبٍوهٍمً وّجّاءٍوا بٌسٌحًرُ عّظٌيمُ } ، وقال تعالى في سورة طه:{فّإذّا حٌبّالٍهٍمً وّعٌصٌيٍَهٍمً يٍخّيَّلٍ إلّيًهٌ مٌن سٌحًرٌهٌمً أّنَّهّا تّسًعّى"} وبناء عليه لا يجوز فعل هذه الأعمال ولا تعلمها ولا نشرها ولا التشجيع عليها والواجب محاربتها والتبليغ عن فاعليها ومعاقبتهم بما يردعهم ويكف شرهم عن الناس فالعابهم وأعمالهم تلك فيها من الدجل والشعوذة والتلاعب والاستخفاف بعقول الناس وفساد العقيدة وأكل الأموال بالباطل ما لا يخفى. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء من مشكاة النبوة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راعٍ، ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته) متفق عليه.وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسنه النووي. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام والمسجد الأقصى) متفق عليه.عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يبع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب بعضكم على خطبة بعض) متفق عليه. كلمات مضيئة حقيق بكل عاقل ألا يسلك سبيلاً حتى يعلم سلامتها وآفاتها وما توصل إليه تلك الطريق من سلامة أو عطب، وهذان السبيلان هلاك الأولين والآخرين بهما، وفيهما من المعاطب والمهالك ما فيهما، ويفضيان بصاحبهما إلى أقبح الغايات وشر موارد الهلكات، ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى سبيل الزنى شر سبيل فقال تعالى:{وّلا تّقًرّبٍوا پزٌَنّى" إنَّهٍ كّانّ فّاحٌشّةْ وّسّاءّ سّبٌيلاْ} ، فإذا كانت هذه سبيل الزنى فكيف بسبيل اللواط التي تعدل الفعلة منه من الإثم والعقوبة اضعاف أضعافها من الزنى؟ فأما سبيل الزنى فأسوأ سبيل، ومقيل أهلها في الجحيم شر مقيل، ومستقر أرواحهم في البرزخ في تنور من نار يأتيهم لهبها من تحتهم، فإذا أتاهم اللهب ضجوا وارتفعوا، ثم يعودون إلى موضعهم، فهم هكذا إلى يوم القيامة كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، ورؤيا الأنبياء وحي لا شك فيها. ابن القيم - رحمه الله -