كان الشاعر في الماضي يصعد إلى مكان مرتفع ويجيل النظر حوله وتتوارد عليه الأفكار ويترك لخياله حرية التنقل من فكرة إلى اخرى بدون ترتيب وتأتي القصيدة بداية من المرقاب أو الرجم، وهذا ما ذكره كثير من الشعراء الشعبيين في بداية أشعارهم وهذه نماذج من ذلك: قال بركات الشريف: يا مرقب با الصبح نطيت راقيك ما واحد قبلي خبرته تعلاك وليت ياذا الدهر ما اكثر بلاويك الله يزودنا السلامة من اتلاك وقال محمد السديري في بداية قصيدته المشهورة: يقول من عدا على راس عالي رجم طويل يدهله كل قرناس قعدت في راسه وحيد لحالي براس الطويل ملابقه تقل حراس والشاعر رميح الخمشي بدأ أغلب قصائده بذكر المرقاب أو الرجم حيث قال: عديت مرقاب براس الجذيبه مابه زياده مير زايد تعني وقال ايضاً: نطيت راس معمرد يبرح الشوف عمرد وزين وسقه للارقاب سلبوت عيطا جانبه تقل ملهوف رجم لطراد الهوى تقل نعاب عمرد تامن براسه عن الخوف بعيني ينور لي على كل مرقاب قعدت فيه وناظر العين مطروف تهمل هميل وباقي الدمع سكاب وقال: نطيت راس معمرد وقت الادماس وعرفت رقي الرجم مابه لنا زود لا زان شوفك لازم شفت الاوناس لازم تشوف اللي ورا جرع ابا الدود وقال ايضا في بداية قصيدة أخرى: يا ليت ما يم الطويله تعنيت اللي تعزل جلاعده عن جليعيد هليت فوقه عبرة حين عديت طويلة تاخذ على القلب وتزيد وقال عياد الخمعلي: يا عمير رقي الرجم ما فيه ثابه والولف يخلع بالجزم شمخ النيب وقال جديع بن سودان: يا رجم عديتك وعدا بي البين والقلب في راسك تبيح كنينه وقال عشوي الأديب: يا ابو مخيمر طايف العصر برد باغ على المرقاب ليه مباري نطيت لي رجم طويل عمرد رجم تصفق به هبوب الذواري وقال عايد بن ضافي الجلوي: محلاك من جوف المراقيب يا ساق مرقاب من نفسه كثير ضيقها لو كان ماني للمراقيب مشتاق ورجلي على مرقاك ما احد سبقها قلبي صخر رجلي على راس شوهاق لولاحة من ضاق فكره وسقها من راسها سهلت للرجل مطراق من كثر ما ارقا وانحدر من شنقها والقصائد في هذا الموضوع كثيرة وإلى لقاء مع صورة أخرى.