لا نعلم الغيب، ولا ندري بما تخفيه الانفس، الله وحده الذي يعلم بذلك، ولكن اعماله تدل على انه من المقبلين على الدنيا الغافلين عن الآخرة، فوقته وجهده للدنيا، حبه وبغضه للدنيا، تنظر في جدول اعماله اليومي، فتجد ان نسبة ما يعمله للآخرة لا يقارن بالنسبة لما يعمل للدنيا، تنقص دنياه تثور ثائرته، فعندما تفوته صفقة او فرصة او مناسبة دنوية، يعوده الناس اياما ولكن عندما ينقص شيء من دينه فالامر عنده طبيعي جدا، تفوته صلاة، يقطع رحمه، يحتال يكذب من اجل حطام الدنيا لا غضاضة في ذلك! ان الدنيا لا تستحق هذا الاهتمام، فهي حقيرة مهينة كما وصفها خالقها، الخبير بها، العالم بصفاتها الذي قال عنها:{\عًلّمٍوا أّنَّمّا پًحّيّاةٍ پدٍَنًيّا لّعٌبِ وّلّهًوِ وّزٌينّةِ وّتّفّاخٍرِ بّيًنّكٍمً وّتّكّاثٍرِ فٌي الأّمًوّالٌ وّالأّوًلادٌ كّمّثّلٌ غّيًثُ أّعًجّبّ پًكٍفَّارّ نّبّاتٍهٍ ثٍمَّ يّهٌيجٍ فّتّرّاهٍ مٍصًفّرَْا ثٍمَّ يّكٍونٍ حٍطّامْا وّفٌي الآخٌرّةٌ عّذّابِ شّدٌيدِ وّمّغًفٌرّةِ مٌَنّ پلَّهٌ وّرٌضًوّانِ وّمّا پًحّيّاةٍ پدٍَنًيّا إلاَّ مّتّاعٍ پًغٍرٍورٌ }. هذه الدنيا، لعب ولهوة وزينة وتفاخر وتكاثر كمثل مطر نزل فأنبت حتى اكتمل نباته، فنال اعجاب الناس، وماهي الا ايام، واذا به:{يّهٌيجٍ فّتّرّاهٍ مٍصًفّرَْا ثٍمَّ يّكٍونٍ حٍطّامْا} فلم تبق له نضارة، ولم تستمر له خضرة، انما صار يابسا متحطما! {وّفٌي الآخٌرّةٌ عّذّابِ شّدٌيدِ وّمّغًفٌرّةِ مٌَنّ پلَّهٌ وّرٌضًوّانِ وّمّا پًحّيّاةٍ پدٍَنًيّا إلاَّ مّتّاعٍ پًغٍرٍورٌ } اي ليس في الآخرة الآتية القريبة الا اما عذاب شديد، واما مغفرة من الله ورضوان. ان هذه الدنيا يا مخدوع ما هي الا كالسراب، الذي يحسبه الظمآن ماء، فيركض خلفه، ويسعى في طلبه، حتى يموت عطشا، وقد صدق من شبهها بالرؤيا في المنام، فالانسان النائم، احيانا يرى عجائب، واشياء لا نصيب لها من الواقع، يتلذذ بها ولكن سرعان ما تنتهي وتزول فور استيقاظه، عندها يعلم انه في حلم، وهكذا هم ارباب الدنيا، يظنون ان ما يجمعونه، ذو قيمة ومقدار، وماهو في الحقيقة الا حطام، وعرض زائل، ومتاع منتهى، ومتى يعلمون ذلك، عند توديعهم لهذه الدنيا! عندما يصحون من غفلتهم، ويستيقظون من رقدتهم. عندها يستيقنون ان الدنيا ماهي الا محطة في طريق، وممر الى مستقر، روى الترمذي، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد اثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله! لو اتخذنا لك وطاء! فقال:« مالي وللدنيا، ما انا في الدنيا الا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها». ان الحياة الدنيا، والتعلق بها، والعمل من اجلها، امر خطير، بين الله سوء عواقبه، وشر نتائجه، وحذر منه، وحث على الاعراض عنه:{وّمّا هّذٌهٌ پًحّيّاةٍ پدٍَنًيّا إلاَّ لّهًوِ وّلّعٌبِ وّإنَّ پدَّارّ الآخٌرّةّ لّهٌيّ پًحّيّوّانٍ لّوً كّانٍوا يّعًلّمٍونّ }. [email protected]