الأستاذ عبدالله البخيت تناول في زاويته المقروءة نقداً لاذعاً (في الشكل) للإعلامية المعروفة هالة سرحان وأنا أرى أنه نقد قاسٍ وخاصة أن هالة سرحان لا تتكلم في أي محفل عن السعودية إلا بكل خير وبكل تقدير واحترام ولا ننسى أنها تعمل في قنوات فضائية (مشاهدة) ولها جمهورها الكبير فلماذا نحاول أن نجرحها ونجرها مجبرة لعداوتنا ونحن لم نر منها أي شر!! دعوة خيّرة سلمتني مشرفة الدراسات العليا سميرة آدم بطاقة دعوة ضمن المدعوات للّقاء الودي بمنسوبات مركز دراسة الطالبات وعليه اسم صاحبة الدعوة وكيلة المركز الدكتورة منيرة العلولا ولما قرأت اسمها عادت بي الذاكرة لذلك الزمن الجميل أيام كنت طالبة في كلية التربية للبنات وكان هناك مجموعة من الواعيات كن نرى - نحن الطالبات - فيهن القدوة الحسنة خلقاً وحماساً وتحدياً لكل صعب ورديء. وكان من تلك المجموعة الخيّرة التي تجمعها الزمالة والصداقة الأميرة الدكتورة جوهرة الفهد عميدة كلية التربية سابقاً والدكتورة منيرة العلولا والكاتبة جهير المساعد وغيرهن من جيل الوعي والتحدي، والدكتورة جوهرة والدكتورة منيرة من اللاتي تولين مسؤولية العمادة وهن شابات صغيرات وحققن نجاحاً باهراً وأثبتن أن الوطنية الصادقة تصنع المعجزات. حنين صادق الحنين من الأغراض الشعرية التي تتجدد في كل زمان ومكان، والشاعر يبث حنينه في ثنايا قصائده أو يخصه بقصائد خاصة مستقلة، ومعاني الحنين لا تعدو الشوق للديار والأحباب والربوع القديمة، ومن القصائد الجيدة التي نظمت في الحنين وعبر صاحبها عن تجاربه بحنين دافق وشوق صادق ما نظمه الشاعر العثماني حسين بن علي العشاري في بلدته العشارة بالعراق فقد عبر عن حنينه بإحساس صادق تجاه أهلها وأرضها وبثها شوقه وحنينه يقول: سقى الله تلك الدارَ هاميةَ القطرِ مدىِ الدهرِ ما ناح المطوَّقُ والقُمرِي وعمّ دياراً قد عفا الآنَ رسمُها على أنها في الناس طيبةُ الذكرِ وأحيا به روضَ (العُشارة) كلّما تحدّر دمعٌ من جفونِ على صدرِ عليها سلامُ اللهِ ما اخضرَّ مورقٌ وفاح الشذا من شِعْبِها الطيِّبِ العِطْرِ هذه المشاعر والأحاسيس التي تضمنتها الأبيات السابقة تنتاب كلاً منا عندما يترك وطنه ولو لأسابيع قليلة فتتدفق الأشواق وينساب الحنين في لهفات ملحة للعودة للأهل والأرض وللأمان والاطمئنان.