إن الحديث عن المرأة لا ينتهي.. لأنها نصف الأمة.. ثم أنها تلد النصف الآخر.. فهي أمة بأسرها.. والذي يهمنا أن نؤكده هو أن كل ما نسطره في حق المرأة إنما هو من منطلق غيرتنا على نساء المسلمين وحرصاً على صيانتهن وحمايتهن.. والمؤلم في هذا الواقع أن المرأة رضيت أن تؤلف نقطة الضعف فهي ملقية بزمامها إلى التيار يقذف بها حيث اتجه وسار دون أن تفكر بالمقاومة.. فما بالنا نغفل عن تدبير هذه اليد المختفية وراء قضايانا الاجتماعية عامة وقضية المرأة المسلمة خاصة.. ولا نريد أن نكذب الحقيقة فنقول إن الأمة تريد فالأمة غافلة عما يراد بها من كيد بهذه الانحرافات الاجتماعية المبيتة.. ولا ريب أن الواجب يضع على كل عاتق نصيبه من المسؤولية على أن الخطر بات من الإحكام بحيث لا يصلح لدرئه عملياً سوى الذين وضع الله في أيديهم مصاير البلاد ومصالح العباد.. فرب حكمة من مسؤول تكون كالسد في طريق السيول.. إن الهدف من وراء ذلك خطير ورهيب.. إنه تحطيم السدود الروحية لهذه الأمة ثم اجتثاث الجذور التي تربطنا بالرسالة الالهية التي جعلت من امتنا خير أمة أخرجت للناس.. لقد بات وضع المرأة المسلمة في مهب الأعاصير فليس من الحكمة أن يترك زمامه للأمواج تقذف به حيث يشاء أولوا الأهواء.. ان المقصد الأعلى الذي يريد أن يحققه الإسلام من خلال نظامه الاجتماعي هو صون الأعراض وضبط الشهوات بضوابط أخلاقية تضمن استعمالها في خير الانسان وطهارته.. فقد فصل بين دائرتي عمل المرأة والرجل إلى حد كبير حتى تجفف منابع الفتنة وتسد الذرائع إليها وتراعى حرمات الله وتؤدى حقوقه سبحانه وتعالى وكذا حقوق النفس والخلق وهذا بخلاف النظام الأوروبي الذي يدفع الجنسين إلى ميدان مشترك في الحياة ليحصل من الشرور ما الله به عليم.