نددت السلطة الفلسطينية بقيام إسرائيل بناء جدار عازل لفصل الضفة الغربية عن فلسطين 48 مشيرة إلى انه جدار عنصري سيقتطع المزيد من الاراضي الفلسطينية ويضمها لاسرائيل، وقررت السلطة التقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الصدد. وفيما تواصلت اعمال بناء الجدار لليوم الثاني على التوالي نفذ فدائي فلسطيني عملية استشهادية وادعت مصادراسرائيلية ان العملية اسفرت فقط عن مصرع منفذها زاعمة ان اياً من الجنود الذين استهدفهم لم يصب في الهجوم. وواصلت القوات الإسرائيلية في غضون ذلك عمليات اجتياحها للبلدات والقرى الفلسطينية حيث نفذت عدة اعتقالات ودمرت مصنعاً لغاز الاكسجين الذي يستخدم في الاغراض الطبية. العملية الفدائية وقد قام فدائي فلسطيني بتفجير نفسه قرب دورية لشرطة الحدود عند قرية لعرب عام 48 أمس «الاثنين». وقالت الإذاعة الإسرائيلية إنه لم يقتل أي شخص آخر غير الفلسطيني في الانفجار الذي وقع على أطراف قرية مرجا، وتقع القرية قرب الخط الاخضر الذي يفصل إسرائيل عن الضفة الغربية بين كيبوتس ماجال وكيبوتس باشان، ووقع الانفجار فيما صرح وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن إليعازر أمس الاثنين أن إسرائيل على علم بأن خمسة انتحاريين يستعدون لتنفيذ هجمات. وقال بن اليعازر للاذاعة الإسرائيلية العامة «استنادا للمعلومات التي نملكها فإن خمسة فلسطينيين يستعدون للقيام بعمليات انتحارية». واضاف «اننا نعلم ان الاستعدادات باتت في مراحل متقدمة وهذه الهجمات يمكن ان تقع في أي لحظة». واستنادا إلى صحيفة «يديعوت احرونوت» فإن الانتحاريين الخمسة هم ثلاثة شبان وفتاتان. وأوضح مصدر عسكري ان الجيش الاسرائيلي عمد تحسبا لمخاطر الهجمات المتزايدة إلى تشديد المراقبة على المدن الفلسطينية التي يحاصرها بينما وضعت الشرطة في «حال التأهب» على طول الخط الاخضر إلى الشرق من تل ابيب لمنع أي عمليات تسلل. وادعى الوزير من جهة اخرى ان الجيش الاسرائيلي اوقف الاسبوع الماضي داخل الاراضي الفلسطينية خمسة مهاجمين آخرين قبل ان يتمكنوا من تنفيذ أي عملية. إسرائيل تجدد قوانين الانتداب وفي اطار تشديد الخناق على الفلسطينيين جدد الكنيست الإسرائيلي موافقته على تطبيق قوانين الطوارئ التي كانت مطبقة في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين للعام الرابع والخمسين على التوالي أي منذ انشاء الكيان الصهيوني في فلسطين. وبموجب قوانين الطوارئ تطلق يد السلطات الإسرائيلية المحتلة في الأراضي الفلسطينية وتقوم بتصفية وتدمير ونسف واحتجاز ومصادرة وتعذيب من تشاء في ظل «قوانين الطوارئ والذرائع الامنية». اجتياح مدينة سلفيت وفي اطار الاعتداءات اليومية اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر امس مدينة سلفيت بعشرات الدبابات والآليات العسكرية من محاورها الثلاثة الشرقي والغربي والشمالي وسط قصف عشوائي بالقذائف المدفعية والراجمات الثقيلة. وذكرت قناة فلسطين الفضائية ان قوات الاحتلال قامت باقتحام العديد من منازل المواطنين وحطمت اثاثها، مشيرة إلى انها قبل ان تنسحب قامت بتفجير ابواب الغرفة التجارية في المدينة ودمرت ما بداخلها كما قامت باعتقال شابين فلسطينيين. وكانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمت الليلة قبل الماضية قرية عمره غربي بلدة يطا بمدينة الخليل وقامت بتفتيش عدد كبير من منازل المواطنين في القرية واعتقلت عددا منهم.. كما توغلت قوات الاحتلال في مدينة دورا وبلدة يطا وقامت بمداهمة وتفتيش بعض المنازل وسمع صوت اطلاق النيران وسط مدينة دورا. واعترف متحدث عسكري إسرائيلي صباح أمس بتعرض القوات الإسرائيلية لاطلاق النار خلال توغلها في جنين من قبل رجال المقاومة الفلسطينية التي فجرت عبوتين ناسفتين في اليات ودبابات جيش الاحتلال. وكانت قوات البحرية الإسرائيلية قد اعتقلت احد الصيادين في عرض البحر قبالة بحر غزة.. كما احتجزت عددا من الصيادين لعدة ساعات قبل ان تفرج عنهم. تدمير مصنعين وأفاد مصدر أمني فلسطيني من جانب آخر ان الجيش الاسرائيلي جرف مصنعين فلسطينيين قرب منطقة المنطار شرق مدينة غزة احدهما للاوكسيجين. وقال ان «قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت بواسطة الجرافات العسكرية التي ترافقها دبابات بتجريف مصنعين فلسطينيين احدهما للاوكسيجين وهو الوحيد في قطاع غزة الذي يغذي المشافي ومصنع للاخشاب لعائلة كردية». واشار المصدر إلى ان «قوات الاحتلال دمرت بالكامل المصنعين بعد عملية قصف بالرشاشات الثقيلة والقذائف المدفعية على الرغم من عدم حصول أية احداث في المنطقة». واستنكرت وزارة الصحة الفلسطينية تدمير مصنع الاوكسجين الوحيد في قطاع غزة. وقال معاوية حسنين المسؤول في الوزارة لفرانس برس ان «تدمير مصنع الاوكسجين يعتبر عملا اجراميا حيث ان ذلك سيتسبب بنقص حاد في الاوكسيجين خصوصا ان هذا المصنع يغذي كافة المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع». من جهة ثانية اصيب فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي عندما فتح جنود اسرائيليون النار فجاة تجاه ابراج الندى السكنية في بيت حانون شمال قطاع غزة. وقال مصدر طبي ان «احد المواطنين اصيب برصاصة في فخذه ونقل إلى مستشفى الشفاء بغزة للعلاج». واكد مصدر امني ان «عملية اطلاق النار تمت دون أية اسباب سوى استمرارالعدوان». عرفات يندد بالجدار العنصري إلى ذلك ندد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس الاثنين بالجدار الذي تبنيه إسرائيل على طول الخط الاخضر بين الضفة الغربيةوفلسطين 48، معتبرا انه يعبر عن العنصرية الصهيونية. وقال عرفات متوجها إلى الصحفيين خلال جولة على مدارس رام الله ان «هذا الجدار الفاصل يشكل اعتداء فظيعا، انه من فعل العنصرية الصهيونية والفصل العنصري». وحذر «لا يمكن أياً كانت الظروف ان نقبل بمثل هذا المشروع». عبدربه: جدار إسرائيل الأمني «من أشكال اللصوصية والقرصنة» وقد أعلنت السلطة الفلسطينية ليل الاحد/الاثنين أنها قررت التوجه لمجلس الأمن الدولي «لوقف المخطط الاسرائيلي» بإقامة الجدار. وقال وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبدربه «نحن نقوم باتصالات واسعة مع عدد من الدول الفاعلة والاطراف الدولية وقررنا أن نتوجه إلى مجلس الأمن الدولي». واعتبر عبدربه أن «هذه المسألة في غاية الخطورة لأن إقامة هذا الجدار ليس مجرد جدار كما يزعمون بل هو محاولة لاقتطاع مناطق واسعة من الاراضي الفلسطينية وضم قرى وأرض فلسطينية واسعة وتحويل سكانها إلى سكان يعيشون في معازل وفي منطقة أسوأ مما كانت عليه الاوضاع في جنوبلبنان في السابق». وقال «إن إقامة الجدار الفصل يعتبر استهتاراً تاماً من قبل المحتلين الاسرائيليين بحقوق الفلسطينيين وحقوق المزارعين وممتلكاتهم» واصفاً هذه القضية بأنها في «غاية الخطورة». وأضاف عبدربه «انها ليس كما قال البعض إعادة رسم الحدود ولكن هي واحدة من أشكال اللصوصية والقرصنة التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي للاستيلاء على المزيد من الاراضي الفلسطينية» . كما حذر كبير المفاوضين صائب عريقات من أن إسرائيل تسعى لتقسيم الضفة الغربية إلى «ثمانية كانتونات» وقطاع غزة إلى أربعة فيما وصفه بالعزل الذي اعتبره «أسوأ من» نظام الفصل العنصري الذي مارسته في السابق الاقلية البيضاء التي كانت تحكم جنوب أفريقيا. الجدار لحماية المستعمرات وتشير الخرائط التي نشرتها الصحف الإسرائيلية أمس ان الجدار الذي بدأت إسرائيل رسميا بناءه يوم الاحد سيوفر الحماية لخمس مستعمرات يهودية تقع على بعد كيلومترين اثنين من «الخط الاخضر» بين إسرائيل والاراضي الفلسطينية. وتقع هذه المستعمرات إلى الغرب من الجدار الذي يمتد تقريبا في محاذاة «الخط الاخضر» ويدخل في اماكن عدة مسافة كيلومترين داخل اراضي الضفة الغربية. والمستوطنات المعنية هي ساليت وتساريست بين مدينتي قلقيلية وطولكرم الفلسطينيتين، وريحان وشاكد وحنانيت إلى الشمال من طولكرم والغرب من جنين في شمال الضفة الغربية. وستقع قريتان فلسطينيتان هما برتا وبركة الشرقية المحاذيتان للاراضي الاسرائيلية غرب الجدار ايضا في الاراضي الإسرائيلية. ارتياح إسرائيلي من تصريحات أمريكية ومن جانب آخر أعربت مصادراسرائيلية سياسية عن ارتياحها من تصريحات مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الامن القومي كوندليزا رايس، معتبرة انها تعكس موقف إسرائيل الداعي الى ادخال تغييرات جوهرية في السلطة الفلسطينية قبل الخوض في مسارات سياسية. وذكر راديو إسرائيل أمس أن المصادر أكدت بأن إسرائيل تطالب هي الاخرى السلطة الفلسطينية بمحاربة الارهاب وادخال تغييرات جذرية على المؤسسات الفلسطينية. وزعمت هذه المصادر أن الاعلان عن اقامة دولة فلسطينية مؤقتة في هذه المرحلة سيمس بقدرة إسرائيل على مكافحة ما وصفوه بالارهاب الفلسطيني ولاسيما العمل داخل المناطق الخاضعة لسيطرة فلسطينية كاملة بهدف احباط العمليات المسلحة. وزعمت المصادر أن السلطة الفلسطينية لم تحرك ساكنا لمكافحة الارهاب وان العالم قد يفسر أي توغل لقوات الأمن الإسرائيلية في مناطق السلطة بعد الاعلان عن اقامة الدولة الفلسطينية كخطوة عدوانية. وكانت رايس قدزعمت الليلة قبل الماضية أن السلطة الفلسطينية لا يمكن أن تشكل الاساس للدولة الفلسطينية المستقبلية. وأوضحت أن الادارة الامريكية تعتقد بأن المطلوب ليس اصلاح السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي وانما بناء مؤسسات جديدة تخدم الدولة الفلسطينية لدى قيامها في الوقت المناسب.