عندما كلفني وشرفني معالي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير المعارف بحمل رسالة الشكر للوجيه الفاضل الشيخ سعد بن محمد المعجل وابني أخيه على تبرعهم بمجمع تعليمي وثقافي في بلدهم حوطة سدير، كنت والزميل الدكتور عبدالله المعيلي مدير عام التعليم بمنطقة الرياض متوجهين من الخبر إلى الدمام حيث اللقاء بالشيخ المعجل في مكتبه بعد ان اعتذرنا عن دعوته الكريمة في منزله، وكان من حسن الحظ ان الأخ الدكتور المعيلي قد تخرج من حوطة سدير بعد ان درس فيها المرحلة الثانوية، فاتفقنا في ما تكنه قلوبنا من حب لهذا البلد الغالي، ودار الحديث بالطبع عن أسرة المعجل وشمائلها والامتنان للمبادرة التي أبداها الشيخ سعد المعجل وابنا أخيه، وقد يكون من المناسب وتوثيقا لأحداث هذه المبادرة الكريمة ان أعرج على بداية فكرة التبرع حيث كنت قبل أكثر من عام أتحاور مع الأخ/ محمد بن عبدالعزيز المعجل في منزل الأسرة بالرياض عن أفضل السبل لتقديم الدعم لبلدنا حوطة سدير وقد جاء في سياق حديثنا التركيز على المجمع التعليمي لما له من أهمية في تربية النشء ودفع العملية التعليمية وان يكون نبراسا يشع من منطقة سدير ويفيد أبناءنا. وأطلعت الأخ محمد على بعض النماذج المقترحة من قبل وزارة المعارف فتبلورت الفكرة، وأصبحت النية معقودة. وعندما أراد الأخ محمد كعادته التأدب والاستئذان من عمه الشيخ سعد وجد الترحيب والدعم والاهتمام المعهود.. فأخبرت معالي الوزير بنية أسرة المعجل فخوراً ومعتزاً ومستبشراً لعدة أسباب: أولاً: لانتمائي لأسرة التربية والتعليم ولإيماني بأهمية تهيئة البيئة المناسبة لطلبة العلم من خلال المنشأة التعليمية الثقافية. ثانياً: لحاجة حوطة سدير الفعلية لمثل هذا المجمع التعليمي الحضاري. ثالثاً: لأنني على المستوى الشخصي محسوب على أسرة المعجل صداقة متوارثة وحب وود وعلاقة نسب فهم أخوال أولادي وهم قبل ذلك ذوو رابطة نادرة مبنية على الثقة والحب والود بين جدي لأبي ومن بعده أبي ونحن من بعدهم غفر الله لهم مع هذه الأسرة الكريمة. فما كان من معالي الوزير وهو الحريص على هموم التربية، المنافح عن قضايا التعليم، المخلص لولاة الأمر الصادق في كل توجهاته إلا ان حملنا (سعادة الدكتور المعيلي وكاتب هذه المقالة) رسالة رقيقة تحمل أنبل العبارات وألطفها، مثنيا على مبادرة آل المعجل، مثمناً موقفهم، شاكراً فضلهم، مذكرهم بأهمية هذه الخطوة التي اتخذوها مبادرة منهم. الشيخ سعد قدم أجزل العطاء.. وتنكر لعطائه، وتوارى عن الأنظار وألح في عدم تلقي خطابات الشكر، وأقولها شهادة للتاريخ بأنني تلقيت منه عدة اتصالات يحذرني فيها من إعلان مبادرته ومغلظاً في القول أحياناً لتأكيد ان ماقاموا به واجب وطني وإنساني واجتماعي. إن حب أسرة المعجل لحوطة سدير.. وشوقهم الدائم لها وتفقدهم لأحوال المحتاجين ودعمهم للمشروعات التنموية يبرز عاطفة جياشة وإحساس نبيل لم تغير طباعهم ظروف الحياة، وقد كان عبدالعزيز بن محمد المعجل شقيق الشيخ سعد الذي ولد في حوطة سدير عام 1329ه وطوى الأرض بحثا عن العيش الكريم، وسعد المعجل قد نشأ وترعرع مع شقيقه عبدالعزيز وكانت ميعه صباه بين أهداب نخيلها.. ومن المؤكد أنه حفظ تضاريسها وتنقل بين القارة وأبي قاطور ووقف في أبي القلمان وأبي طليحة والأوسط والعنانية وهبط إلى أراط، مستمتعا بأحاديث أعمامه عن الصيد ومغامراته، إذ يذكر التاريخ بأن عددا غير قليل من أسرة المعجل من هواة صيد الوعول ولهم في القنص جولات وصولات. لقد أحسن سعد المعجل وابنا أخيه صنعا في هذا الوفاء الوطني الجميل، فحق لهم ان تذكر أسماؤهم في صفحات النور.. وتخط بماء الذهب، وان تذكر أعمالهم وتشكر، وان يكونوا محل تقديرواحترام وثناء المخلصين الأوفياء من أبناء الوطن. أحمد بن زيد الدعجاني