الملك وولي العهد يعزيان أمير الكويت    قطار الرياض.. صياغة الإنسان وإعادة إنتاج المكان    رئيس هيئة الغذاء يشارك في أعمال الدورة 47 لهيئة الدستور الغذائي (CODEX) في جنيف    سعود بن مشعل يشهد حفل «المساحة الجيولوجية» بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها    رئيسة "وايبا": رؤية المملكة نموذج لتحقيق التنمية    تطوير الموظفين.. دور من ؟    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    20 مليار ريال مشروعات وعقود استثمارية أُبرمت لخدمة الشرقية    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    إمدادات الغذاء لغزة لا تلبي 6% من حاجة السكان    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    «أونروا»: مليونا نازح في غزة تحت حصار كامل    ولي العهد يتلقى رسالة من رئيس جنوب أفريقيا.. ويرعى المؤتمر العالمي للاستثمار    ضمن الجولة 11 من دوري«يلو».. نيوم يستقبل الباطن.. والجندل في اختبار العدالة    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الهلال ضيفاً على السد القطري    « هلال بين خليج وسد»    الهلال يتوعد السد في قمة الزعماء    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    311 طالباً وطالبة من تعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة «موهوب 2»    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    جازان: انطلاق المخيم الصحي الشتوي التوعوي    بدء التسجيل لحجز متنزه بري في الشرقية    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    القيادة تهنئ السيد ياماندو أورسي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية في الأوروغواي    الاحتفاء بجائزة بن عياف    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    7 أجانب ضمن قائمة الهلال لمواجهة السد    بنان يوسع مشاركات الحرفيين المحليين والدوليين    الرخصة المهنية ومعلم خمسيني بين الاجلال والإقلال    الباحة تسجّل أعلى كمية أمطار ب 82.2 ملم    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    تعليم جازان يحتفي باليوم العالمي للطفل تحت شعار "مستقبل تعليمي أفضل لكل طفل"    وكيل إمارة المنطقة الشرقية يستقبل القنصل العام المصري    حسين الصادق يستقبل من منصبه في المنتخب السعودي    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العاملون بهيئات الأمر بالمعروف بين الرفض والقبول
العاملون بالهيئات مطالبون بمعالجة الأمور بدلاً من تعنيف المخالفين ومعاقبتهم
نشر في الجزيرة يوم 10 - 06 - 2002

طالب المشاركون في ندوة «الجزيرة» العاملين بهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتعامل مع المخالفين باسلوب الحكمة والموعظة الحسنة، وأن ينظروا إليهم بعين الرأفة والرحمة، ويحاولوا معالجتهم بدلا من تعنيفهم وعقابهم.
مؤكدين أن رجال الحسبة أفراد من المجتمع فهم معرضون للخطأ والصواب أثناء معاملتهم مع الجمهور، وأنه لا يوجد مجتمع يخلو من الجريمة والانحراف.
وأرجعوا مصدر الحملات الإعلامية التي ازدادت ضراوتها مؤخرا على رجال الهيئات إلى فئة قليلة من المجتمع تهدف من ورائها إلى إشاعة الفوضى بين الناس والرغبة في ممارسة الشهوات المحرمة، وانهم واقعون تحت تأثيرات نفسية، وأن شعورهم وقتي وغير دقيق وقالوا إن هناك جهات إعلامية خارجية تحارب رجال الدين وتخاطب غرائز المراهقين الذين لا يميزون بين بياض المادة الإعلامية من سوادها. محذرين وسائل الإعلام المحلية من التعارض مع الرسالة التربوية وقالوا إن التناقض بينهما يولّد أفرادا مضطربين وغير مؤهلين للدفاع عن قضايا الأمة.
وطالبوا المتحاملين على رجال الهيئات بالاطلاع على الأرقام والإحصائيات التي تصدرها الجهات الرسمية في الدولة، لمعرفة أهمية رجال الحسبة ودورهم في مساعدة ومساندة مختلف الجهات الحكومية في المحافظة على الأمن الوطني.
كما حذروا من غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس، مؤكدين أن ذلك يعني فصل الأمة عن هويتها الإسلامية، وانعدام الأمن في المجتمع وانتشار الفوضى والفساد بين أفراده. وفيما يلي محاور الندوة التي شارك بها: فضيلة الشيخ عبد الله بن حمد الشبانة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون المساجد - الدكتور حمد بن ناصر العمار - وكيل جامعة الإمام لخدمة المجتمع والتعليم المستمر - فضيلة الشيخ عثمان بن ناصر العثمان - رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض
الأمر بالمعروف
* فما هو المقصود بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
* الشيخ عبد الله الشبانة: الأمر بالمعروف هو إنقاذ الأمة بشكل عام والمجتمع بشكل خاص وهو دعوة الناس إلى الخير وحثهم على الالتزام بطاعة الله ونهيهم عن ارتكاب المعاصي، وهو سفينة النجاة التي تؤدي إلى كل خير وتحذر من كل شر.
* د. حمد العمار: المعروف هو ما عُرف حسنه بالشرع وبالعقل، والشريعة الإسلامية جاءت بما يتوافق مع رغبات الناس وإشباع اتجاهاتهم وميولهم السوية الحسنة، أما الرغبات والشهوات التي لا تتوافق مع العقل السوي فإن الشريعة الإسلامية تنهى عنها، كما أن المنكر هو كل ما عُرف قبحه.
اختلاف الناس حول العاملين بالهيئات
الجزيرة: تتميز المملكة بخدمة الإسلام والمسلمين، كما شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، وقد اهتمت بنشر سلوك المسلم الصحيح بين مواطنيها ومقيميها من المتواجدين على أرضها، حيث أنشأت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي وجدت كل الدعم والاهتمام من ولاة الأمر، وقد اختلف الناس حول العاملين في هيئات الأمر بالمعروف وانقسموا إلى فريقين بين المؤيد والرافض لطرق تعاملهم مع الناس، فلماذا اختلفنا نحو هذه الفئة؟
* د. حمد العمار: من يتعرض لمراقبة الناس وتقويم سلوكهم وتوجيههم ربما لا يكون مقبولا بشكل دائم، خاصة أن المحتسب يُظهر للآخرين سلوكياتهم الخاطئة ويحذرهم من الاستمرار في إشباع شهواتهم، والجنة محفوفة بالمكاره والنار محفوفة بالشهوات والنفس أمارة بالسوء، وإذا قدرنا عدد المواطنين والمقيمين بالمملكة لوجدناهم يقربون من عشرين مليون نسمة، ومن الأمور الطبيعية والبديهية أن نجد عينة من الناس لا تتوافق مع ضبط النفس ولا تقويم الذات، وان رجال الحسبة كغيرهم من العاملين بالقطاعات الأخرى يجدون من يقف معهم ومن يقف ضدهم، فنجد مثلا الكثيرين يكرهون رجل المرور أو رجل الشرطة أو حتى رجل الإطفاء رغم أنهم جميعا يسهرون على راحتهم وموجودون لأجل خدمتهم.
التأهيل ومعاملة الجمهور
الجزيرة: يتردد لدى الكثير من الناس أن العاملين في الميدان من رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم أشخاص غير مؤهلين التأهيل الكافي وعاجزون عن التعامل مع مختلف شرائح المجتمع ذات الطباع والآراء المتعددة؟.
* الشيخ عثمان العثمان: نحن نعي جيداً رسالة المحتسب العامل في الميدان، وعلى هذا يتم اختياره وبعناية شديدة، وكما تعلمون أن وظيفة المحتسب العامل بالميدان وظيفة مستثناة ومتروك شأنها إلى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لاختيار الشخص الكفء، ونحن نختاره بناء على استقامته وعدالته وتأهيله العلمي، بالإضافة إلى خلوه من السوابق، حيث تتم مقابلته من لجنة لديها إلمام كامل بصعوبة عمل المحتسب وأهميته كما يتم السؤال والتحري عن هذا الشخص ومدى ملاءمته للوظيفة، وبالمناسبة فإن أغلب من يشغلون الوظائف المعلنة مؤخرا هم من خريجي الكليات الشرعية والذين يأتون للعمل في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حُبّاً في هذه الوظيفة ورغبة في الأجر العظيم الذي يأتيه من رب العالمين، حتى ان المؤهل تأهيلاً شرعياً والمتخرج من الجامعة يرضى بالمرتبة القليلة، ريثما تأتي المرتبة المناسبة لمؤهله الدراسي، وبالتالي فإن معظم الوظائف المعلنة يشغلها الجامعيون.
ولا نكتفي فقط بهذه الشروط بل تتم متابعتهم بعد التعيين وتأهيلهم بالدورات واللقاءات المستمرة من المسؤولين والمشرفين على العمل.
* د. حمد العمار: فيما يتعلق بتأهيل رجال الهيئات، فإن بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اتفاقية على القيام بتدريب منسوبي هيئات الأمر بالمعروف وفي مختلف المناطق والمحافظات والمراكز المنتشرة بالمملكة، حيث تُعقد لهم دورات تأهيلية متنوعة، فالنوع الأول هدفه رفع كفاءة التأهيل الشرعي والثاني يتعلق بالعلاقات الإنسانية ومقابلة الجمهور والاحتكاك بهم أما النوع الثالث فيشمل طريقة التعامل مع المخالفين سواء أكانوا من المسلمين أو من غير المسلمين، فإن الاحتساب مثلا مع غير المسلمين يحتاج إلى خبرة ودراية تختلف عن الأمر والنهي في دائرة المسلمين، وهناك التأهيل مع ذوي الهيئات وأهل المكانات الخاصة في المجتمع ومع الدبلوماسيين ومن في حكمهم.
وحسب معلوماتنا ان تعيين العاملين في الهيئات على قسمين فالنوع الأول هم الموظفون والإداريون والفنيون وهؤلاء يعاملون كغيرهم في جميع الأجهزة الحكومية، وينطبق عليهم ما يُطبق على غيرهم من حيث الاختيار وطريقة التعيين وتقويم الأداء الوظيفي وغيره.
أما القسم الثاني فهم المحتسبون الرسميون ومسميات مراتبهم بمختلف درجاتها ورتبها عضو هيئة وهذا العضو يتم فحصه وتقويمه واستكشاف مواهبه وقدراته والتعرف على الجوانب الايجابية في شخصيته والعثرات وكذلك جوانب النقص التي قد توجد عنده، ومن ثم تكون المفاضلة بين هؤلاء الذين تخرجوا من الكليات الشرعية، ومن فضل الله تعالى أن بلادنا تُعنى بالجانب النظري والعملي لرجال الهيئات، ففي الجانب النظري أوجدت الجامعات والكليات والأقسام العلمية التي تُعنى بتخريج الدعاة أما الجانب الآخر فهو أن الهيئات لا تكتفي بأن يكون العاملون بها مؤهلين تأهيلا شرعياً فحسب بل اتفقت مع وزارة الخدمة المدنية بأن لا يرفع عضو الهيئة من مرتبته إلى المرتبة التي تلي مرتبته إلا أن يأخذ دورة في إحدى الجامعات المتخصصة، بحيث لا تقل عن فصل دراسي كامل.
أسباب الحملات
الجزيرة: من خلال التأكيد على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتغذية العاملين في الهيئات بالدورات المتكررة والمتابعة المستمرة، فما هي أسباب الحملات عليهم سواء في مجالسنا أو في بعض وسائل الإعلام ولماذا يتهم العاملون في الهيئات بالقسوة والجمود ومحدودية الثقافة؟ وما صحة هذه الأحاديث المترددة عنهم بيننا وهل هي حقيقة أم من نسج الخيال؟.
* الشيخ عبد الله الشبانة: حتى في عصر الأنبياء عليهم السلام وجد لهم مخالفون، وما تلوكه ألسنة فئة قليلة في مجتمعنا وبمجالسنا يعود السبب الجوهري فيها إلى أن النفس البشرية ضعيفة وميالة للسوء وإذا ضعف فيها الجانب الذي يميل للخير فإن دافع الهوى يتغلغل بها ليسيّرها في ركاب المفسدين وذلك تحت تأثيرات مختلفة كجليس السوء أو بعض الآفات كالمسكرات وغيرها، كما أن الشيطان يحسِّن ويزين المعصية وعندما يتحدث الإنسان مع جلسائه ويقدح ويكثر من الكلام الذي يلقيه على عواهنه دون تبصر ووعي ودون تثبت للحقائق ويأخذ في الحديث عن رجال الهيئات وعن إشاعة الأقاويل والأكاذيب عنهم فإن ذلك سيضعف هيبة رجل الهيئة ويجعل الآخرين يجرؤون في الخوض بأعراضهم وهذا وجد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته عليهم السلام وهم الصفوة فما بالكم بعصرنا نحن؟. والذين يشيعون الأباطيل حول رجال الحسبة هم واقعون تحت تأثير نفسي معين، وشعورهم بعدم الارتياح لرجال الهيئات هو شعور وقتي وغير دقيق، ولو أن أحداً فيهم تعرضت إحدى محارمه لسوء وعَلِمَ أن ا لذين كانوا سبباً في حمايتها ودفع الضرر عنها هم رجال الهيئة لتغير الشعور لديه وأصبح متناقضاً تماماً مع شعوره السابق.
وغير العاقل ينظر إلى من يوجهه ويمنعه من فعل المنكرات على أنه عدو ويسعى لإزالته من طريقة حتى يمارس رغباته وشهواته، وفي واقع الأمر أن الذي يحجز الناس عن فعل المنكرات هو شخص صالح يُريد لهم الخير والأمن والأمان، لكن هذه الصورة قد لا تكون واضحة عند الغير، فيبدؤون الحرب الكلامية ضد رجال الهيئات الذين يسهمون في نشر الاستقرار وبث الاطمئنان في نفوس أفراد المجتمع، وهم فعلا يعتبرون صمام الأمان للمجتمع، ودليل قولي هذا أن القائم على رأس الهرم الأمني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية كثيرا ما يشيد بجهود رجال الهيئات بالإضافة إلى أن تقارير وزارة الداخلية تثبت دورهم الفاعل وإسهامهم في منع وقوع الجرائم، ويحمون أعراض الناس من أهل الانحراف والفساد وأن دورهم مكمل لأدوار الجهات الأخرى الساهرة على راحة بني البشر.
ولنا أن نتخيل أن الأمر مفتوح وأن الأسواق خلت من رجال الحسبة فماذا سيفعل المعاكسون من المراهقين والمراهقات وغيرهم، والذين لا ينكر أحد وجودهم في مثل هذه الأماكن، ومن الذي سيحمي أعراض الناس من هؤلاء الجاهلين، وكيف ستصبح الأسواق بدون من يضبط حركة المتسوّقين فيها.
وليس هناك مجتمع يخلو من الجريمة والانحراف والتي تحتاج إلى من يقف في وجهها، ووجود هؤلاء الصفوة يحمي البشر من بعضهم البعض، كما أن الإحصائيات تؤكد أن نسبة الجرائم لدينا أقل بكثير من نسبة الجرائم لدى المجتمعات التي ينعدم فيها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.
* د. حمد العمار: نحن لا نبرئ رجال الهيئة من الأخطاء، والتي تأتي على شكل اجتهادات شخصية، وبقدر ما يزيد عمل الإنسان تزداد نسبة أخطائه، وخاصة أن المساحات التي يعملون فيها كبيرة وواسعة جدا ومع ذلك فإن تواجدهم يبث الرهبة في قلوب المخالفين الذين ينضبطون إذا علموا أن العين الأمينة تراقبهم وهؤلاء فعلا ضعفاء إيمان، ولو كان إيمانهم قويا لما خالفوا فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن.
وهؤلاء المخالفون يضعف إيمانهم وقد يتلاشى عند الانغماس في الشهوة والوقوع في المخالفة، وأحسب أن سيئات رجال الهيئة تضيع في بحر حسناتهم المقدمة لمجتمعنا السعودي، وعندما نقوم بالتقييم فالحق أن ننظر للموضوع من جميع جوانبه حتى نعطيه كامل واجبه، وعلينا أن ننظر لهؤلاء العاملين في الهيئات والى جهودهم التي يساعدون فيها باقي الجهات وهذا تؤكده الأرقام والإحصائيات، فانظروا إلى جهودهم في المساعدة بضبط ومكافحة المخدرات، وكذلك بضبط السحرة والمشعوذين الذين ينتشرون بسبب طيبة وسماحة مجتمعنا، وربما ينساق البعض من الجهلة إلى تصديقهم، وباعتقادي أن رجال الحسبة يشكلون حجر سد منيع أمام هؤلاء المشعوذين والسحرة حتى لا يبثوا دجلهم في أوساط المجتمع، كما أن رجال الهيئة لهم مشوارهم الضخم في ضبط انحرافات الشباب المعاكسين أمام المدارس وفي الأسواق، ومن منا لا توجد لديه بنات أو أخوات وحتى الإنسان الساقط لا يرضى أحد أن يعاكس زوجته أو ابنته أو أخته، فلماذا لا نكبر في رجال الهيئة وقوفهم تحت حرارة الشمس ومتابعتهم لهؤلاء المراهقين الذين تزداد ثورتهم وحماسهم وغضبهم ضد رجال الهيئات، وإنني أدعو رجال الهيئات إلى معالجة مشاكل هؤلاء المراهقين بحنان الأب، وأن يعتبرونهم أبناء لهم، وأن ما يمرون به هو فترة مراهقة، وأنهم يمرون بمؤثرات نفسية بسبب الإعلام الذي غزانا من الخارج أو حتى من رفقاء السوء وسرعان ما يعدلون عن تصرفاتهم ويعودون إلى رشدهم وصوابهم لأنهم ينتمون إلى دين والى بلد والى مجتمع يحب الفضيلة ويبتعد عن الرذيلة.
حديث المفكرين والمثقفين
الجزيرة: الحديث ضد رجال الهيئات لم يأت من الجهلاء وعامة الناس فقط وإنما جاء أيضا من بعض المفكرين والمثقفين في المجتمع والذين لا أعتقد أنهم يلقون الكلام على عواهنه وبدون دليل أو تثبيت مما يقولونه فما تفسيركم لذلك.
* الشيخ عثمان العثمان: في الواقع هناك أمور تسلي وتسري من العامة والخاصة والشواهد كثيرة، وجديرة بالذكر والإشادة، ولكن لا تحظى بالقدر الوافي من التغطية الإعلامية ، فنجد أن البعض من عامة الناس من الرجال والنساء يشهدون بدور هيئات الأمر بالمعروف في حفظ الأمن والآداب العامة والمحافظة على السمة المباركة التي تتميز بها بلادنا ولا يدركها إلا من سافر للخارج.
أما الحملة الإعلامية التي تناولت رجال الهيئات مؤخرا وخاصة بعد حادثة المتوسطة الحادية والثلاثين بمكة المكرمة، فيكفينا الرد عليها من إشادة سمو وزير الداخلية بالدور العظيم الذي تقوم به الهيئات ونبذ كل الشبهات والإشاعات التي نشرت بالصحف، وأيضا التصريح الذي أدلى به صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز نائب رئيس الاستخبارات العامة وتناول فيه الدور الذي تقوم به الهيئات ونفى كل الإشاعات التي روجت عنها. وهناك نزر يسير من الأحاديث الإعلامية الجائرة والتي نشرت عن جهاز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونستطيع حصر الدوافع وراء ذلك في عدة أمور وهي: أن هذا العداء يصدر من منطلق الإشاعات وصاحب الإشاعة ضال مضل لا يريد الخير ويريد المنكرات أن تنتشر «ودت الزانية أن يكون الناس كلهم زناة» وهناك أصحاب نفاق ودعارة يريدون بث السوء بين الناس وهؤلاء من أخطر الأنواع التي تنطلق منها الإشاعات سواء برز مباشرة أو دسها على من يبرزها وهناك من يحب أن تشيع الفاحشة والصنف الثاني من المروجين للإشاعات قد يكون صاحب شهوة محرمة والهيئة تمنعه من أن ينال شهوته وبالتالي يريد الخلاص منها.
وهناك آخرون أصابوا شيئا من التقصير في غفلة وقبضت عليهم الهيئة فأخذوا يتناولونها بالتنقيص. أما الصنف الرابع قد يكونون ببغاوات يرددون ما يسمعونه ولا يوجد لديهم أي بعد وما هم إلا صدى لما يقوله الناس ممن يعجبون بشبهاتهم وإشاعاتهم وهؤلاء أقل خطرا من سابقيهم. والصنف الخامس هم أشخاص فعلا تعاملوا مع الهيئة، وواجهوا شيئا من الأخطاء الاجتهادية من قبل أعضاء الهيئة الذين يعدون من البشر، وخطاؤون مثل غيرهم، فيبدأ هذا الشخص بتكبير أخطاء رجال الهيئة وتعميمها على الجميع. وبحكم عملي ومن خلال إشرافي على ثمانية وثلاثين مركز هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لم أقف على خطأ لأحد الأعضاء كان مقصوداً، ولكن العضو الذي يعمل هو الذي يخطئ، ولدينا العضو الذي يعمل ويخطئ خطأ غير مقصود ويعالج أفضل من العضو الذي لا يعمل.
* ونظامنا في المملكة قام على حماية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا خيار لنا سوى هذا النظام لأنه سر سعادتنا ونصرنا وعزنا، والواجب أن نكون حريصين على معالجة المشكلات إن وجدت عند البعض، لأن أصل الفكرة سليمة ومستمرة إن شاء الله، وإذا ظهر خطأ من واحد أو عشرة فينبغي أن لا نحمّل أخطاءهم على الجهاز، وأن نلصق الخطأ بصاحبه فقط، لتتم معالجته أو إبعاده من هذا الجهاز، والهيئات هي جهة بناء، وعندما تلاك أعراضها في سوء، فهي تعي أن ذلك مصداقاً لقوله تعالى: {وّيٍرٌيدٍ پَّذٌينّ يّتَّبٌعٍونّ پشَّهّوّاتٌ أّن تّمٌيلٍوا مّيًلاْ عّظٌيمْا} النساء: (27) فصاحب الشهوة يتمنى أن يرى النساء كاشفات عاريات ولا يجد من يضبط تصرفاته ويقف أمام رغباته المحرمة.
الإعلام ورجل الحسبة
الجزيرة: واقعنا اليوم تلونت فيه السيئة وأصبح حجمها كبيرا بسبب العديد من المؤثرات من ضمنها المؤثرات الإعلامية التي جعلت العالم قرية واحدة، وبرزت هذه التأثيرات في تغييرات سلوك أفراد المجتمع من خلال ما يستوردونه من الثقافات الخارجية. ونحن لا نستطيع أن ننغلق عن هذه الثقافات التي غزت كل بيت، وإنما نحن مطالبون بمعايشة الواقع والتصدي لها بأفراد مؤهلين. ورجال الحسبة تزداد مسؤولياتهم في هذه القرية الصغيرة، وتتطلب منهم تطوير قدراتهم والتعامل مع الآخرين بتسامح جم، وإرشاد المخالفين إلى الطريق الصحيح بالحكمة والموعظة الحسنة، وليس تعنيفهم ومعاداتهم، مما يولد عند الآخرين الكراهية تجاههم وبالتالي ترويج الإشاعات عنهم، برأيكم هل هذا هو الصحيح؟.
* د. حمد العمار: عالم الاتصال في واقعنا الحاضر وسع دائرة انفتاح المجتمع على المجتمعات الأخرى، ولا نستطيع أن نتحكم بالأفراد، لأن الناس أصبحوا يتنادون في قضية المحاكاة والتقليد لما يرونه من وسائل الإعلام الأخرى، وأبناؤنا وبناتنا لا يردهم أي شيء عن العالم الآخر، وقد لا يميزون الجيد من الرديء إذا كانوا صغار سن أو في مرحلة المراهقة.
والواجب أن نقوي جانب التوعية لديهم، وأن نغرس شعور الإيمان عندهم، وأن ننادي في مناهج التعليم أو وسائل الإعلام ومن خلال التوعية العامة في استصلاح الخطأ الذي قد يوجد عند عينة قليلة.
* الشيخ عبد الله الشبانة: لسنا مطالبين بإصلاح أنفسنا فقط، وإنما مطالبون بإصلاح الآخرين ونشر الفضيلة في المجتمعات الأخرى، والدعوة إلى الله في كل مكان، وإن العصر الذي نعيشه هو عصر الإعلام الذي أصبح يصنع المجتمعات ويوجه الرأي العام.
ومن أعظم واجبات الإعلام الإسلامي محاربة الرذيلة ونشر الفضيلة، وهذا بالضبط هو رسالة رجال الهيئات الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر لكنني أحذر من بعض الثغرات التي قد توجد عند بعض وسائل الإعلام لدينا إما بحسن نية أو بغير حسن نية، وعليهم أن ينتبهوا ويحذروا وأن يكونوا متفاعلين مع قضايا المجتمع ومدركين لدوره وأهمية المحافظة فيه على الفضائل وعلى الخير وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يعي العاملون في المجال الإعلامي جيدا أن خطيئتنا بعشر خطيئات عند المجتمعات الأخرى لأن العالم ينظر إلينا على أننا القدوة التي لا يظهر منها السلوك المخالف للدين الإسلامي، ونحن لا نشك إطلاقا في حسن نوايا القائمين على الإعلام لدينا بحكم نشأتهم في هذا المجتمع الطيب.
ونريد من إعلامنا أن يكون أيضا آمرا بالمعروف وناهياً عن المنكر وبأسلوب العصر وبالحكمة والموعظة الحسنة وبالضوابط التي وضعتها الشريعة الإسلامية، ولا نريده أن يهاجم الناس أو يشهر بهم بل يكون دائما مذكراً بالفضائل ومحذراً من الرذائل، وأن يتسنم ذروة الإعلام الإسلامي لأنه إعلام منضبط وهادف وملتزم. كما أننا لا نريد مؤسسات المجتمع أن تتعارض أو يضرب بعضها البعض، فالمجتمع عندما تكون فيه مؤسسة تبني وأخرى أقل بناء وثالثة تهدم ما تبنيه المؤسستان الأخرتان، فإن هذا سيصبح ضرره خطيراً على المجتمع وينشر البلبلة بين أفراده. وبحكم عضويتي في لجنة الإعلام التربوي التي يرأسها معالي وزير المعارف ممثلا لوزارة الشؤون الإسلامية، فإننا نشكو كثيرا من بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام الذين يوجدون التناقض بين الرسالة التربوية والرسالة التي تتبناها بعض وسائل الإعلام لدينا. فالطالب الصغير في السن على سبيل المثال قد يرى رجل الحسبة يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، وقد يسمع الموعظة بالمسجد، ويأتي إلى المدرسة فيحضه معلمه على الخير ويحذره من الشر، ثم يأتي إلى الوسيلة الإعلامية فيجد بها عكس ما سمعه في المسجد أو المدرسة أو ما رآه من رجل الحسبة في الشارع، وهذا التناقض غير إيجابي وضرره كبير وخطير جدا ليس من الناحية الاجتماعية أو المدنية بل حتى من الناحية البنائية للمجتمع لأن هذا البناء يقابله الهدم، وهذا التناقض الذي يسمعه ويشاهده ويقرأه هذا الطالب الصغير يجعله في اضطراب دائم، فهذا يقول له صح وذاك يقول له خطأ فتختلط لديه الأمور ويشعر أنه يعيش في ضبابية غير واضحة ثم يصبح ضائعاً تائهاً لا يعرف من يُصدق، وما هو الصح من الخطأ لذا أطالب الإعلام بمساندة رجال الهيئات في بناء الشخصية الإسلامية الصحيحة.
* الشيخ عثمان العثمان: إذا نظرنا إلى تربية المجتمع بصفة عامة فهي إن شاء الله تربية صالحة، وأبناؤنا ولله الحمد يتلقون المناهج الدراسية الصحيحة التي تحوي المواد الشرعية المتكاملة وينشأ الفتى أو الفتاة في بداية حياتهم نشأة صالحة، لكن يبدأ الامتحان بعد استقبال سن المراهقة أو بعد السفر للخارج مع أسرتهم أو لوحدهم، حيث لا يجدون رقيباً أو حسيبا يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وينبههم إذا غفلوا أو تكاسلوا فيبدأ يسير خلف رغباته وميوله المحرمة، وإذا عاد إلى بلاد الخير بلاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجد من يذكره بالله ويعظه ويدله على الطريق المستقيم ويمنعه من أذية أعراض الناس فيبدأ في شن الحملات الظالمة ضد هؤلاء الذين يأمرونه بالمعروف لأنه يريد أن يمارس ما كان يمارسه من شهوات في الخارج، وأذكر هنا بقصة التائب الذي قتل مائة شخص وقبل الله توبته، فأرشده العالم إلى أن يذهب إلى البلد الفلاني لأنه أكثر عوناً على الاستقامة وعلى طاعة الله عز وجل، ومن أراد أن يلزم الاستقامة فليلزم هذا البلد.
ومن الأمور التي فتحت باب الشر علينا تلك الحملات الإعلامية الموجهة من الخارج إلى هذه البلاد بغرض عزلها عن هويتها الاسلامية فمثلا قد نجد قناة فضائية معروفة بالسوء تعقد ندوة عن هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتستقبل الشامتين والذامين لرجال الحسبة، وللأسف الشديد لا تجد الصالحين والمستقيمين على طاعة الله يردون على هؤلاء الشامتين، وربما لا يشاهدون هذه القناة إطلاقا وذلك لما عرف عنها من سوء وفحش، أما عامة الناس فمنهم من يشاهدها ويستمع لما يقال فيها من عداء مدسوس تجاه رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويبدأ كالببغاء يردد الكلام الباطل. أيضا هناك ضعف لدى بعض الدعاة والمصلحين أمام هذه الحملات الإعلامية، وأي ضعف أو تكاسل أو عدم تفاعل من هؤلاء المصلحين فإنه يرجح كفة أهل الشر، ونحن ندعو المصلحين والغيورين على دينهم أن يجابهوا هذه الحملات بقول الحق وفي دعوة الناس إلى الفضيلة وطرد الرذيلة حتى يساهموا دوما في ترجيح ميزان الخير على الشر.
تفنيد الأقاويل
الجزيرة: مثل هذه الحملات التي تأتي من الخارج وهدفها بث الرذيلة وإخماد الفضيلة، من الواجب أن يرد القائمون على الخير ويوضحوا للناس الحقائق وأن لا يتركوا الشامتين يفترون الأكاذيب فأين مشايخنا من الرد على هؤلاء وتفنيد أقاويلهم؟.
* الشيخ عثمان العثمان: هذه من المآخذ التي يتفق فيها كثير من المفكرين وهي أن دعاة الإسلام وعلى كافة مسمياتهم يتناولون مثل هذه المواضيع بشيء من التساهل، والمفروض أن يتناولوها بحزم وبكل الوسائل المتاحة والرد عليهم من خلال الحكمة والكلمة الطيبة، لأن الرجل الصالح إذا غاب حضر بدلا عنه الرجل الفاسد، والذي تخلو له الساحة فيروج ضد الرجل الصالح، وعامة الناس يسمعون ويشاهدون وربما غرر بالكثير منهم، بالإضافة إلى أن الداعية بشر وهو فرد من مجموعة يتأثر كما يتأثر غيره، فإما أن يكون تأثره على فرده وسلوكياته وهذا قليل ونادر جدا، أو أن يكون بالكسل والخمول وعدم مجابهة الأشرار وعلى الدعاة وفي كافة الأصعدة أن يضاعفوا جهودهم أكثر من أجل رفع راية الإسلام ودحر الشرور التي تحيط بالأمة.
غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الجزيرة: لنفرض أننا جارينا هؤلاء المنادين برفض رجال الحسبة، وغيبنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتركنا الناس كلٌّ في شأنه، لا أحد يدعو إلى المعروف أو ينهى عن المنكر، فماذا سيحصل بالمجتمع وأفراده؟.
* د. حمد العمار: سيحصل خلل ضخم في توازن المجتمع وفي نظام الحياة به وسوف يقل الخير وتنحسر الفضيلة وبالتالي يزداد الشر وتتفشى الرذيلة بين الناس، وسوف يضطرب الأمن بينهم لأن العاملين بهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم صمام الأمان بعد الله للناس، وأصحاب المنكرات يقيمون لهم وزناً كبيراً ويخافونهم، فإذا غاب سلطانهم فإن المنكرات ستتضاعف مئات المرات، وهذا يجرنا إلى قضية أخرى وهي أن يؤذن بقيام الساعة وخراب الكون، لأن من نظام هذه الحياة أن يكون هناك تصادم بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، فإذا ازدادت نسبة الشر ربما عجل هذا بدنو ساعات وخراب هذا الكون وقيام الساعة .
وفي نهاية المطاف أوصي القائمين على هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإيجاد برامج متعددة سواء كانت مرئية أو مقروءة أو مسموعة لتوعية المجتمع بأهمية عمل المحتسب.
والحملات التي شنتها بعض الصحف المحلية ضد رجال الهيئات مؤخرا، بعد حادثة المتوسطة الحادية والثلاثين بمكة المكرمة، أعتقد أنها كانت غير مدروسة وغير دقيقة وغير علمية لأنها نشرت دون التثبت والتأكد، وهذا لم يكن في صالحها أبدا، لأن التحقيقات أثبتت افتراءاتها وأن بعض العاملين فيها متحاملون ويريدون أن يصطادوا بالماء العكر، ونسوا أن إعلامنا إسلامي بالدرجة الأولى وله خصوصيته التي نفتخر ونعتز بها.
* وإذا أيقن المسلم أنه تخلف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيصيبه ما أصاب بني اسرائيل فإنه سيقف بكل جهوده وإمكاناته للأمر بالمعروف وإنكار المنكر، ومن آثار غياب الأمر بالمعروف رد الدعاء وهو السلاح الذي نفاخر ونكاثر به أمام الأعداء وأمام شهواتنا والفتن، تقول عائشة رضي الله عنها: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كلم أحدا ورأت في وجهه أنه متكدر فتوضأ ثم خرج وقعد على المنبر، تقول عائشة فألصقتُ رأسي بجدار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسمع، فقال: أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوه فلا يجيبكم وتسألوه فلا يعطيكم».
ألا نخشى ونحن في هذا الزمان أن يحل بنا هذا الوعيد الشديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.