طالب مفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعلم بما يأمرون به وما ينهون عنه، كون الذي يأمر منهم عن جهل قد يقع في أخطاء، مشدداً على ضرورة اتباعهم على الأسلوب الرقيق في الأمر والنهي، وليس للانتقام، خصوصاً أن الهدف من عملهم التقويم وإصلاح الاعوجاج، ليدرك المخطئ خطأه، ويقلع عنه عن قناعة وعلم حقيقي. وقال في كلمته خلال افتتاح ندوة الحسبة وعناية المملكة بها أمس: «ارحموا أهل المعاصي الذين استحوذ عليهم الشيطان، وانصحوهم وخذوا بأيديهم، لكن ليس بالشماتة والفرح فيهم، وأن يكون الآمر بالمعروف مصلحاً لا منتقاً، ولا متسلطاً، وذا حلم وصبر، ولا ينتصر لنفسه، ويتحمل كل الأمور، ولا يغير المنكر بمنكر أكبر منه»، لافتاً إلى الحملات الإعلامية الجائرة عبر قنوات فضائية ومواقع الكترونية تبث الشر والبلاء، وتدعو للفساد والرذيلة والواجب على رجال الحسبة مكافحة هذه الشرور، ومقابلة الباطل بالحق. وأضاف أن جهاز الأمر بالمعروف ليس معصوماً من الخطأ والواجب التناصح، وإذا وجد الخطأ لا بد أن يصلّح بالمعروف لا بالشماتة، والانتقاص من الجهاز أو الطعن فيه، أو تلمس أخطاء الآمرين بالمعروف، ومن وجد خطأ عليه الاتصال بالمسؤولين لإصلاحه. وذكر أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر الإسلام، لصيانة الدماء، والأعراض، والأخذ عن يد السفيه، ويعيش الناس في أمن وسكينة، واستقرار، إذ يعتبر صمام أمان للأمة يقيها من الكوارث، ويحفظ شبابها ويجعلها تعيش في الخير، ويصلح أحوالها، وتستقيم به أمورها، مشيراً إلى أن أهل الإيمان حقاً هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، لأن إيمانهم ظاهر وباطن، أما المنافقون فهم الذين يتظاهرون بالإسلام وقلوبهم حاقدة عليه، مؤكداً أن المملكة هي الوحيدة التي تحافظ على هذه الشعيرة. من جانبه، أوضح الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبدالعزيز الحمين أن الهيئة وضعت خطة استراتيجية تستهدف التغيير الشامل في الأساليب، والأداء لمنسوبيها مع المحافظة على الثوابت، التي قامت عليها الدولة. ولفت إلى أن الهيئة بادرت بالاستفادة من مؤسسات الدولة، وبيوت الخبرة، لتطوير العلم الميداني، من خلال الشراكة مع الجامعات والوزارات والهيئات الحكومية، وإنشاء الكراسي البحثية التي تتمحور حول تطوير الموارد البشرية، والأعمال الميدانية، والإدارية، والتقنية عبر برامج تدريب وتأهيل، ودراسة لمختلف الظواهر المجتمعية المتصلة بعمل هيئة الأمر بالمعروف. وأضاف: «الحسبة لم تكن أهدافها غائبة عن الملك عبدالعزيز، وهو يضع اللبنات الأولى للمملكة، وقد كان يمارس ويحيي شعيرة الأمر بالمعروف بنفسه، ويساند حاجات المجتمع الأساسية في مثال مميز للتخطيط الاستراتيجي، ويعطي الأمر بالمعروف الأولية، التي يعطيها للمرافق الأخرى، وهذا ما تتابع عليه أبناؤه من بعده»، مشيراً إلى أن الهيئة سعت إلى تسخير التقنية، والوسائل المساعدة، لتقويم العمل الميداني بدقة عالية.