أوضح الدكتور وليد العجروش استشاري الأمراض الجلدية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض ان الثعلبة هي حالة شائعة تؤدي لفقد الشعر على الرأس أو في أماكن أخرى، وهي تبدأ عادة على شكل بقعة مدورة صغيرة ملساء السطح وقد تكون متعددة، تصيب النساء والرجال في كل الأعمار لكن غالبا ما تصيب الشباب منهم. وقال: تظهر الثعلبة عند بعض الأشخاص على شكل بقع صغيرة صلعاء، يعاود فيها الشعر نموه خلال سنة حتى بدون معالجة، وغالباً ما تكون الفروة هي المصابة، رغم ان اللحية قد تصاب أيضاً عند الرجال، كما ان أي مكان آخر يحتوي على الشعر يمكن ان يصاب مرافقاً لإصابة الفروة أو بمفرده، تنتشر الإصابة في بعض الأشخاص حتى يفقد كامل شعر الرأس «الثعلبة المعممة»، وفي آخرين قد يفقد كامل شعر الجسم «الثعلبة المنتشرة»، ومهما كان انتشار الثعلبة فإن الأجربة الشعرية تبقى حية تحت سطح الجلد، ويمكن ان تعاود النمو في أي وقت. ولأهمية هذا الموضوع كان هذا الحوار: * «الجزيرة»: ما هي العوامل المحرضة لبدء الثعلبة؟ د. العجروش: ليست معروفة تماماً، لكن يوجد ما يشير لعوامل مناعية، إذ بينت الدراسة الحديثة ان الثعلبة هي مرض مناعي ذاتي، حيث يشكل الجسم أجساماً مضادة لجزء من أجربة الشعر «نوع من المناعة الذاتية» وفي بعض المرضى يلاحظ وجود أجسام مضادة لأجزاء أخرى سليمة من الجسم. * «الجزيرة»: هل الثعلبة وراثية؟ د. العجروش: تلعب الوراثة أحياناً دورا في 5/1 الحالات يوجد إصابة في فرد آخر من العائلة، تحدث الثعلبة غالباً عند العائلات التي لديها ربو، زكام العلف، الاكزيما التأتبية، أو الحالات المناعية الذاتية الأخرى كالبهاق والسكري الشبابي، والتهاب المفاصل الرثواني والذاب الحمامي وفقر الدم الخبيث وداء اديسون. * «الجزيرة»: ما هي الأجزاء الأخرى التي تصاب من الجسم؟ د. العجروش: في بعض الحالات قد تصاب الأظافر حيث يحدث بها تنقرات تأخذ شكل خطوط على طول الظفر، وفي حالات قليلة قد لا تكون تبدلات الأظافر شديدة، على كل حال لا يوجد إصابة أخرى مرافقة للثعلبة غير إصابة الأظافر. * «الجزيرة»: كيف تؤثر الثعلبة على الحياة العادية؟ د. العجروش: من وجهة النظر الفيزيائية فالثعلبة ليست مرضاً معيقاً، لأن مريض الثعلبة قد يكون بصحة جيدة، أما من وجهة النظر النفسية فهي حالة صعبة جداً خاصة عند المرضى الذين يصابون بثعلبة واسعة الانتشار، لذلك قد يلزم أحياناً استشارة طبيب الأمراض النفسية أو المرشد الاجتماعي للوصول إلى حل لهذه المشكلة وزرع الثقة بالنفس عند المريض كي يحيا حياة طبيعية ناجحة. * «الجزيرة»: هل يعود الشعر للنمو ثانية؟ د. العجروش: بالتأكيد يمكن للشعر ان ينمو ثانية، وفي بعض الحالات قد يعاود السقوط مرة أخرى. * «الجزيرة»: هل للحالة العصبية دور في الثعلبة؟ د. العجروش: الثعلبة ليست مرضا عصبيا وليست العوامل النفسية هي سبب حدوثها. * «الجزيرة»: ما هي المعالجات المتاحة للثعلبة؟ د. العجروش: يوجد العديد من العلاجات، ويعتمد اختيار العلاج على العمر ومدى انتشار الثعلبة، إذ يوجد شكلان للثعلبة، شكل خفيف ينقص فيه أقل من 50% من شعر الرأس، وشكل شديد يسقط فيه أكثر من 50% من شعر الرأس، وان هدف العلاج هو تحريض أجربة الشعر على النمو ثانية، ويجب الاستمرار بالعلاج حتى يعود الشعر لحالته الطبيعية، وهذا قد يأخذ أشهراً أو سنوات. * «الجزيرة»: ما هي طرق العلاج في الثعلبة الخفيفة البقعية؟ د. العجروش: هناك 1 حقن الكورتيزون: وهو العلاج الأكثر شيوعا، حيث يقوم الطبيب بحقن الداء في عدة أماكن في الجلد في الثعلبة وما حولها، تعاد الحقن شهرياً وان الم الحقن خفيف يتحمله معظم المرضى، ويبدأ الشعر بالنمو بعد 4 أسابيع من الحقن. يوجد بعض التأثيرات الجانبية للحقن أحياناً منها ضمور الجلد في مكان الحقد لكن هذا الضمور قابل للعودة لطبيعته مع الوقت. 2 مراهم وكريمات الانترالين: وهو مشتق تركيبي يشبه القطران، وقد استعمل كثيراً في الصداف، يطبق الانترالين مرة يومياً ويغسل بعد فترة قصيرة «عادة 30 60 دقيقة» يحدث نمو للشعر بعد 8 12 اسبوع، قد يهيج الانترالين الجلد ويعطي لونا بنيا للجلد المعالج، لكن باستعمال العلاج لفترة قصيرة فإن التهيج واصطباغ الجلد يخفان دون نقص الفعالية. يجب الانتباه لعدم ادخال الكريم في العين، ويجب غسل اليدين جيداً بعد وضع الدواء. 3 المينوكسيديل الموضعي: وهو العلاج الأحدث للثعلبة وسيناقش لاحقاً. * «الجزيرة»: ما هي طرق العلاج في الثعلبة الشديدة والمنتشرة؟ د. العجروش: 1 الشعر المستعار «الباروكة»: في هذه الحالة العلاج أصعب ولا يوجد حل بسيط وسهل، لذلك فالباروكة هنا قد تكون حلاً جيداً. 2 حبوب الكورتيزون: تعطى في حالات الثعلبة الشديدة أو التي تنتشر بسرعة، يجب مناقشة التأثيرات الجانبية للكورتيزون مع الطبيب، وغالباً ما يتحمل البالغون الأصحاء حبوب الكورتيزون ولا تكون التأثيرات الجانبية مزعجة. بشكل عام لا يستعمل الكورتيزون إلا في حالات قليلة جداً لأنه يجب ان يعطى لفترة طويلة، وان الشعر الذي ينمو يسقط ثانية بعد قطع العلاج. 3 DNCB: وهو من الأدوية التي تحدث التهاب جلد بالتماس، وقد حدث نمو للشعر عند 2/1 المرضى الذين استعملوا DNCB لكن يجب الاستمرار في العلاج حتى تستقر الحالة من نفسها وهذا العلاج لا يتوفر إلا في المراكز الجلدية المتخصصة. 4 PUVA يمكن أحياناً استخدام PUVA في الثعلبة الشديدة المنتشرة حيث يعطى المريض حبوب PSORALEN ثم يعرض للUVA الأشعة فوق البنفسجية 2 5 مرات في الأسبوع ولعدة أشهر متواصلة. 5 المينوكسيديل الموضعي: وهو علاج خافض للضغط إذا ما أخذ عن طريق الفم، وقد وجد ان استعماله بمعدل مرتين في اليوم على الجلد المصاب بالثعلبة يساعد على عودة نمو الشعر خاصة على الفروة، وقد تستجيب الحواجب والذقن أيضاً، لكن لسوء الحظ فهذا العلاج ليس فعلاً عند الذين لديهم ثعلبة تشمل 100% من الرأس، المينوكسيديل سهل الاستعمال وتأثيراته الجانبية قليلة جداً.