واشنطن بوست أبرزت تأكيد المسؤولين الأمريكيين على تأييدهم لإقامة دولة فلسطينية في أعقاب تصويت حزب الليكود الذي يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي على قرار برفض فكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت الجريدة ان وزير الخارجية الأمريكي كولن باول اتصل بشارون في أعقاب تصويت الليكود ليؤكد له ضرورة ألا يمثل هذا القرار عقبة أمام جهود السلام. وتحت عنوان الفلسطينيون يصعدون الضغوط على عرفات قالت الجريدة في تقرير حول أول جولة للرئيس عرفات في المدن الفلسطينية ان هذه الجولة أبرزت الدعوات المتزايدة من جانب الشعب الفلسطيني للرئيس عرفات بإجراء تعديل واسع للسلطة الفلسطينية. لوس أنجلوس تايمز نشرت نبأ الجولة التي قام بها الرئيس عرفات في المدن الفلسطينية مستخدما طائرة مروحية أردنية منحتها القوات الجوية الأردنية له بعد أن دمرت إسرائيل طوال الشهور الماضية جميع طائرات الرئاسة الفلسطينية. وقالت الجريدة ان أبرز ما أكدته هذه الجولة هو مطالبة الفلسطينيين للرئيس عرفات بإجراء إصلاحات جذرية في السلطة الفلسطينية. ومن إسرائيل نشرت الجريدة تقريرا حول هجمات الجماعات اليهودية المتطرفة ضد الفلسطينيين في إسرائيل وقالت الجريدة ان قوات الأمن الإسرائيلية استطاعت إحباط سلسلة من هذه الهجمات وان يهودا قاموا بالهجوم على مدرسة في الوسط العربي داخل إسرائيل. بوسطن جالوب خصصت افتتاحيتها للحديث عن الإصلاحات الفلسطينية المطلوبة وقالت فيها إن هناك اتفاقا بين جميع الأطراف تقريبا على ضرورة إجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية سواء بين الفلسطينيين أنفسهم أو الأمريكيين أو العرب أو الإسرائيليين ولكن الخلاف الرئيسي هو حول أولوية هذه الإصلاحات ورؤية كل طرف لنوعية هذه الإصلاحات والهدف منها. كريستيان ساينس مونيتور نشرت مقالا تحت عنوان «المسيحيون ينتقدون الانقسام النظري حول السياسة في الشرق الأوسط» قالت فيه ان مشاهد العمليات العسكرية الإسرائيلية وما خلفته من دمار في الأراضي الفلسطينية أصاب الرأي العام المسيحي في أمريكا بانقسام وصدمة في نفس الوقت. البريطانية الإندبندنت نشرت مقالا للكاتب روبرت فيسك يقول فيه إنه بات يتلقى سيلا من الرسائل الإلكترونية المحملة بانتقادات وتهديدات له بسبب أسلوبه في تغطية أحداث المنطقة. ويوضح فيسك أن «الإنترنت حوَّل على ما يبدو أولئك الذين لا يرغبون في سماع الحقيقة حول ما يجري في الشرق الأوسط، إلى جماعة من الحاقدين الذين يبعثون رسائل مشحونة بالكراهية إلي وإلى كل صحفي يجرؤ على انتقاد إسرائيل أو السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط». ويضيف فيسك المعروف بكتاباته وتحليلاته عن الوضع في الشرق الأوسط، سواء في لبنان أو الأراضي الفلسطينية وإسرائيل بشكل خاص، ان بعض الرسائل باتت تحمل مطالب «بقتله». ويذكر في هذا الإطار أن آخر مثال على ذلك قول الممثل الأمريكي جون مالكوفيتش إنه «يرغب في إطلاق النار علي». ويمضي فيسك قائلا إن «الكراهية التي بدأت بشكل بطيء ولكن بخطى ثابتة، ها هي تتحول إلى تحريض والتحريض ينتقل إلى تهديد بالقتل، كما أن قواعد الاحترام والقانون بدأت تتوارى تدريجيا مفسحة المجال للاعتداء على الصحفيين وعائلاتهم وتعريضهم للضرب من طرف جموع غاضبة». ويقول فيسك إن تلك التصرفات «تقابل بالسخرية والشتائم على صفحات واحدة من الصحف الأمريكية، إلى حد أن حياتي باتت مسترخصة ومهددة بسبب ممثل أمريكي يقول إنه يرغب في قتلي لسبب لم يذكره». التايمز توقعت أن يساهم الخلاف في صفوف حزب ليكود الإسرائيلي بزعامة رئيس الوزراء أرييل شارون، في الإسراع بانهيار الحكومة الائتلافية في الدولة العبرية. وجاء في مقال كتبه محرر الشؤون الدبلوماسية في التايمز أن تصويت اللجنة المركزية للحزب على قرار يعرقل القبول بالإعلان عن قيام دولة فلسطينية مستقلة، من شأنه أن يحد من هامش تحرك شارون في المفاوضات التي قد يجريها مع العرب والفلسطينيين حول السلام في الشرق الأوسط. واعتبرت الصحيفة هذا القرار بمثابة «كمين» نصبه لشارون منافسه على زعامة الحزب رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو. وأضافت أنه رغم ارتفاع شعبية شارون بعد عملياته العسكرية الأخيرة في الضفة الغربية، فإن وضعه السياسي بات مهزوزا بخصوص إمكانية تجديد الثقة فيه كزعيم لليكود في انتخابات ستجري داخل الحزب في وقت لاحق هذا العام. الجارديان نقلت عن معلقين قولهم إن نتيجة اقتراع اللجنة المركزية للحزب تشكل بداية عودة قوية لنتنياهو إلى مسرح السياسة الإسرائيلي منذ هزيمته في انتخابات عام 1998 التي أزاحته من رئاسة الوزراء. وتضيف الجارديان أن مستقبل نتنياهو رهن بمدى قدرته على إقناع اليمين الإسرائيلي بعزل شارون داخل حزبه ليتولى هو زمام المبادرة ويتقدم لمنصب رئيس الوزراء في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني عام2003