هل لنا ان نخمن الى اين وصلت بنا القنوات الفضائية ومدى تأثيرها الايجابي على المتلقي؟.. اعتقد ان الاجابة التي يجمع عليها الكل ان «ثقافتنا» المرئية تكاد تنهار، واصبحت القيم والاخلاق والحياء في بعض المحطات مجرد اطلال ولم يعد هناك برنامج نستطيع ان نقول انه برنامج سيثري عقولنا او سيكون له انعكاس ايجابي على ثقافتنا. وما يتم طرحه حاليا عبر الفضائيات مجرد قشور اعلامية لا تحمل اي فكر عميق، واغلب ما يقدم هو افكار سطحية ووجوه حسناء لتسويق البرامج حيث يتبادر الى ذهني سؤال.. ترى متى سيتم الانتباه لمثل هذا الموضوع والوقوف امام المحطات التي لا هم لها سوى الترويج السريع من خلال «خالف تعرف» ومن خلال دغدغة المشاعر بصور وحركات مثيرة والعجيب في الامر انها تجد رواجا كبيرا لدى فئة من الطبقات. ولعل ضحالة الافكار وانعدام الثقافة لدى بعض المذيعين والمذيعات سبب آخر في انحدار هذه البرامج، فمثلا بعض المذيعات لا تجد لديها ادنى خلفية عن بعض المواضيع العامة وقس على هذا عدداً كبيراً من المذيعات اللاتي يحملن في وجوههن كميات «تجارية» من «المكياج» وهو الاهم في عملية التسويق وشد الانتباه. وعلى كل فأغلب القنوات الفضائية ما زالت تعاني من «كيف نسوق» بأسرع وقت.. بعيدا عن تأصيل الثقافة وتأسيس قواعد وطيدة لكسب شريحة متميزة من المشاهدين. تلفزيوننا.. يكسب: أخذ التلفزيون السعودي يكسب المشاهدين مرة اخرى بعد ان «فقدهم» في ظل تزاحم الفضائيات، ورجعة المشاهدين جاءت من خلال البرامج الاجتماعية التي اصبحت حديث الناس مثل برنامج مستشارك، وبرنامج «آفة العصر» الذي يقدمه سعود المصيبيح، وحديث المجالس وعدد من البرامج المتميزة والجميلة.