السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. في عدد «الجزيرة» رقم 10778 وتاريخ 19 محرم 1423ه طالعت على صفحة المجتمع موضوعاً كتبه الأستاذ ظافر الدوسري وهو عبارة عن تحقيق صحفي بعنوان: في زمن أصبح الوقت فيه ضيقاً والأب منشغلاً إذا كبر ابنك خاويه قاعدة تنقذ شبابنا من الهاوية وتعميهم من الغراب الأبيض؟ وبعد قراءة تحقيق الأخ الكريم ظافر الدوسري اقول للجميع ان هذا التحقيق جاء في وقت يعيش فيه شباب أو بعض شباب هذا الوطن والوطن العربي مرحلة انتقالية مرحلة غير مستقرة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا فلم نعد نرى الآباء مهتمين بأبنائهم بل نجد ان الأب في واد والابن في واد آخر والتفاهم والتقارب الأسري بينهم مقطوع فالأب لا يرى ابناءه باليوم واليومين والثلاثة بل ربما بالاسبوع والشهر والابن . كذلك بحكم اختلاف ظروف المعيشة والعمل والدراسة او لعدم وجود تجانس اسري وترابط عاطفي وفكري ونفسي بينهما مما يجعل الشاب ينفر من والده والأب لا يمارس ابوته العاطفية الاجتماعية بالشكل المطلوب وتقع المسؤولية كاملة بعد ذلك على الأم . ونحن نعلم ان تكوين المرأة العاطفي يختلف عن تكوين الرجل فالأب قد يصفع ابنه او يضربه إذا أخطأ أما الأم فإن عاطفتها وطيب قلبها قد تمنعها عن ممارسة هذا العمل «وأنا ضد ممارسة العنف ضد الأطفال» لكن هناك ضرب يختلف من ضرب وهناك مواقف لا ينفع معها الكلام فقط بل لابد من ممارسة نوع محدد من العقاب غير المؤذي، هناك شباب انحرفوا عن الطريق السوي بسبب اهمال آبائهم لهم واهمال المسؤولين عنهم وهناك شباب يعيشون حياة اشبه بحياة الضياع والانتصار لما يمارسه هؤلاء الشباب من ادمان للمخدرات وضياع في الشوارع والأسواق والميادين العامة وتدخين وتفحيط وقد لا يدري الأب إلا عندما يأتيه خبر وفاة ابنه أو توقيف ابنه في قضية مخدرات أو قتل أو سرقة إذاً مقولة «إذا كبر ابنك خاويه» قد تكون صحيحة إذا كانت تلك المخاواة مبنية على تعاليم سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبنية على كتاب الله عز وجل اما ان تخاوي ابنك لمجرد المخاواة وتتركه على انحرافه وتمرده وضياعه فهذا لا يكون أبداً، بل على ولي الأمر ان يكون حريصاً على تربية ابنه على دين الله والاخلاق الفاضلة واخلاق الرجال الذين يخدمون امتهم ودينهم ووطنهم ومن عجز عن تربية ابنه فالدولة سوف تربي العاصي وتؤدب الجاني ولابد من الصبر على تربية الأبناء، فهي أمانة وكل راع مسؤول عن رعيته وللاطالة اسف ودمتم. فهاد بن مبارك آل ضحيان الدوسري