لا شك ان مظاهرات واحتجاجات الغضب على العدو الإسرائيلي وعلى التأييد الأمريكي له تعبر عن مشاعر الغضب العام التي تجتاحنا كمواطنين ونحن نرى أنفسنا عاجزين عن مناصرة الفلسطينيين وهم يتعرضون للذبح والقتل. نرى أنفسنا كأفراد عاجزين فنضع اللوم على حكوماتنا فنطالبها بما نتمناه... نطالبها بفتح الحدود... وبقطع العلاقات مع حكومة العدو.. وبتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني.. ربما حكوماتنا عاجزة عن ذلك.. بينما نحن قادرون كمواطنين.. قادرون كأفراد ان نقدم الكثير لمناصرة الشعب الفلسطيني ومساندته بعيداً عن مزايدات البعض. نستطيع كأفراد التبرع بما نقدر عليه لنقدم للصامدين في فلسطين ما يحتاجونه فعلاً هذه الأيام من مساعدات وخاصة المساعدات المالية. والمال قادر على ان يشتري الطعام والماء والدواء وحتى السلاح. وأبواب التبرعات الشعبية مفتوحة في المملكة وفي بقية الدول العربية.. وفي المملكة افتتح خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني أبواب حملة التبرع الجديدة ليحثوا وليشجعوا الجميع على التبرع بما يقدر عليه لنصرة المجاهدين والصامدين في فلسطين. كمواطنين نستطيع المشاركة بكثير من برامج المساعدة والعون لضحايا الإجرام الصهيوني في فلسطين. صحيح أن الكثير منا يتمنى لو يشارك الفلسطينيين في مقاومتهم لقوات الغزو الصهيوني.. ويتمنى ان يقدم لضحايا النازية الصهيونية الكثير.. ولكن التمني شيء وما نقدر عليه شيء آخر.. فلنقدم ما نستطيع أو ما نقدر عليه.. وأول ما نقدر عليه التبرع بما نستطيع لدعم صمود ومقاومة الفلسطينيين من مال. وإذا كانت حكوماتنا التي تقيم علاقات مع العدو الإسرائيلي عاجزة عن قطع هذه العلاقات نستطيع كمواطنين ان نبقي هذا العدو معزولا ومقاطعاً بالحرص على مقاطعة أي بضائع يحاول تهريبها عن طريق طرف ثالث.. يستطيعون في الأردن ان يقنعوا من مازال يعمل في المصانع الاسرائيلية الأردنية التي أقيمت في الأردن بمقاطعة العمل في هذه المصانع... هناك الكثير من الإنتاج الإسرائيلي الأردني المشترك مثل ملابس «زي» يستطيع الأردنيون كأفراد فضحها والإعلان عنها لتحذير العرب الآخرين منها.. وكذلك في مصر هناك مزارع يشرف عليها خبراء إسرائيليون يستطيع المصريون وبخاصة الصحفيون منهم فضحها من أجل مقاطعتها. وهكذا يستطيع كل مواطن عربي ان يمارس دوره البسيط في مواجهة العدو الإسرائيلي.