لا شك ان النقد الهادف الذي لا يخرج عن النقاش الموضوعي والواقعي ولا يقصد من خلاله الاساءة الى الطرف الآخر او تصفية حسابات أو إرضاء لأشخاص آخرين.. اذا استوفى الشروط من المصداقية في الطرح وحسن النية يكون اهم اسباب النجاح للشخص الموجه اليه النقد. واذا اختصرنا هذا الموضوع على ما يحدث في الساحة الشعبية والأدبية نلاحظ ان الأمر يختلف تماماً فبمجرد ان نرى نقداً لاحد النصوص الشعرية نفاجأ برد قاس يحتوي على عناوين نارية وعبارات جارحة او ساخرة باسلوب تهكمي فيه ازدراء يصل الى نوع من التحدي وطلب المناظرة أو تذكير الناقد بعيوبه واقل ما يقال عنه.. من أنت حتى تنتقدني؟! ولعل هذه النظرة القاصرة لاصحاب البدايات أو التجارب الشعرية القصيرة وهو في نفس الوقت شعور غير منطقي لاصحاب الاسماء المعروفة في مجال الشعر حتى الكبار منهم فالبعض للأسف يقيم الدنيا ولا يقعدها بسبب نقد احد أبيات أو مضمون قصيدته.. وفي نظري ان هذا أحد الاسباب الرئيسة في وجود نقاد يكتبون خلف اسماء مستعارة.. ومن اشهرهم الرائع في نظري والذي اصبحت من المتابعين لنقده وآرائه حول اخطاء وهفوات الشعراء طبعاً في مجال الشعر وهو الناقد القضية «جابر عثرات الشعراء» والذي اثيرت حوله الكثير من التساؤلات وهاجمه بعض شعراء الساحة وأصبح له مؤيد ومعارض.. وسوف اكون أول من يشتري كتابه الشهير (خرطي القوافي) بعد ان يرى النور.. ولا شك ان المتابع لشخصية جابر من خلال كتاباته يلاحظ انه ملم بالساحة الشعبية ولديه مقدرة على اختيار ابيات ونصوص شعرية لا يختلف اثنان على وجود ملاحظات عليها.. قد يقول احد المعارضين لاسلوب جابر ان اسلوبه ساخر وهو في نظري لا يعد عيباً اذا لم يتعرض لمشاعر الآخرين بالاساءة وهذا ليس تناقضاً فهناك بعض النصوص الشعرية تنشر لاغراض شخصية لا تخرج عن المجاملة او تبادل المصالح. ارجو ان نرى نقاداً يحملون مسؤولية الكلمة وصدق العبارة لان النقد ظاهرة صحية بالرغم من اننا مجتمع لا يقبل النقد. حقيقة لو كل ما اثارت عجاجه تحيزمت تهت الطريق وكل عايل صدمته بدر الحويفي قبل الوداع يا ليتني لا طحت.. لا طحت.. لا طحت ما أطيح عند اللي يسرّه مطيحي