قبل أيام استقبلنا أول باكورة نشاط مجموعة ألوان للفنون التشكيلية التي تضم في جنباتها عدداً من الفنانين ممن لهم تواجد وحضور مستمر في المعارض الجماعية التي تقيمها الجهات الرسمية أو القطاع الخاص، اضافة لعدد من الفنانين الرواد إلا أن المعرض أو الخطوة الأولى لم تكن من الفنانين والنقاد الذين اجمعوا على أن أجمل ما قدم في معرض المجموعة تحدد في ثلاثة فنانين هم المسعري والعمود وحلوة العطوي أما البقية فمكانك راوح لم يستطع أي منهم الخروج من مساحته المعروف بها أشكال ومضامين مما أوجد علامات استفهام لدى الكثير من المتابعين والحريصين على أن يروا جديد من عرف عنهم بالابداع والبحث الجاد والريادة الحقيقية ومنهم الفنان عبدالجبار اليحيا هذا القول على ذمة الحضور مع أن لدينا أيضاً رأي آخر. أعود لتوجيه التساؤل للأحبة أعضاء مجموعة فناني الرياض والتي تضم أيضاً أسماء لها وقعها وصداها عند الجمهور المحب والمتابع، وللعديد منهم حضوره البارز والفاعل مثل الفنان علي الرزيزاء والفنان سمير الدهام والفنان عبدالعزيز الناجم والفنان فهد الحجيلان والفنان فيصل المشاري والفنان محمد فارع ليبرز السؤال أو الترقب ماذا سيقدمون من جديد وما هي الاضافة التي سيشاهدها المترقبون لهم أم أن الأمر سيكون كما شاهدنا في المجموعة السابقة؟ بمعنى آخر هل الفنان علي الرزيزاء كما عرف عنه منذ عشرين عاماً متمسكاً بالنقوش والزخرفة بأسلوبه التسجيلي أم هناك نقلة تحسب له في مسيرته التشكيلية خصوصاً أنه مبتعد عن المشاركة في المعارض الجماعية إلا ما ندر من المعارض وهي فرصة مناسبة للبحث والتجريب وتقديم الجديدالذي يتوازى مع المرحلة الحالية التي أصبح فيها الشباب يأخذ موقعه بقوة عبر أساليبهم الحديثة المعاصرة مع حفاظهم على روح الموروث وأصالة الانتماء لكل معطيات واقعهم وماذا سيفاجئنا به الفنان سمير الدهام من عوالمه الجميلة في الايقاع الخطي واستلهام الرياض روحا ورائحة وكيف ستكون ملامح هذ الفعل في تجربته الجديدة المرتقبة ثم هل نرى للفنان فهد الحجيلان باعتباره من المبدعين المخضرمين الذين عايشوا مراحل بدايات مسيرة التشكيل السعودي ولحق بالجديد فيها بروحه المتجددة وعطائه المتمرد على الأساليب التقليدية يظهر لنا زوايا جديدة للجمال الأصيل بتواصل لا ينفصل عن محيطه بكل قيمه وهل يأتي الفنان فيصل المشاري المسكون بالقصيدة والقصة والرواية المرسومة بأبسط الخطوط وقوة التعبير وما الذي ما سيضيفه الفنان عبدالعزيز الناجم من محاولات للخروج من تجاربه المتميزة التي لم تعد متوافقة مع الحركة الديناميكية الحالية في الفن التشكيلي أما الفنان محمد فارع فلديه فرصة رائعة للاقتراب أكثر من المتلقي في الرياض والذي لا زال يجهل ابداعه الرائع. نعم نحن في حاجة للقفز مراحل كبيرة نحو المنافسة من خلال تلك الأسماء خصوصاً الرواد منهم فهم من يتحمل مسؤولية الأخذ بالمسيرة التشكيلية تجاه الهدف المنشود منها باضافة لبنة جديدة تشعر الآخرين بالثقة في أن المبدعين الحاملين شرف البداية قادرون على الاستمرار مهما اختلفت الظروف واتسعت دائرة الثقافة والوعي بهذا الفن وبكل جديد فيه مع ما يضيفه وجود خط متوازي يمثله المتلقي المعاصر الذي يستشف الدروس والمعلومة البصرية من كل لوحة وفي كل المعارض التي أصبحت تتواجد طيلة أيام الموسم تحمل في ثناياها مختلف التجارب والأساليب التي تتبدل نحو الجديد، نعم نحن بحاجة لتغيير نمطية الواقع التشكيلي في الرياض بعد ركود مميت بينما تستمر الحركة والحياة في أطراف الوطن شمالها وجنوبها شرقها وغربها ولتكن محافظة جدة تحديداً المثال الحي لهذا النشاط الذي حقق فيه الفنانون هناك دورهم الحقيقي محلياً وحملوا أمانته ليمثلوا به الوطن دولياً بأعمال تستحق أن تشاهد. إننا في حاجة ماسة لعودة الأسماء السابقة ولكن لتكن عودتهم بإبداع يعيدهم للذاكرة وإن لم يكن كذلك فبقاؤهم بعيدين أحفظ لماء الوجه حتى يصلوا لمرحلة القناعة مهما طال زمنها.