عندما فتح الشرطي أياد الأعسر عينيه لم يصدق انه في غزة.. كان أحد 60 من أفراد الشرطة الفلسطينية من قطاع غزة أصلا اعتقلتهم القوات الاسرائيلية التي اجتاحت مدينة رام الله الأسبوع الماضي. وعمل الشرطي في رام الله طوال الأعوام السبعة الماضية وأبلغه الجنود الاسرائيليون أنه سينقل إلى سجن آخر داخل اسرائيل، لكنه قال في مستشفى بمدينة غزة «تم ترحيلنا لغزة». وأصيب الشرطي «27 عاما» مرتين بالرصاص في كتفه في غارة اسرائيلية على مبنى اختبأوا فيه لمدة يومين. وقال الأعسر «لاحقتنا الدبابات في الشوارع، رددنا بإطلاق النار لكن ماذا تفعل أسلحة خفيفة أمام دبابة». وتابع «رأينا الناس ينزفون ويصرخون طلبا للمساعدة لكن ليس هناك من ينقذهم». وتقول اسرائيل إن حملتها العسكرية في الضفة الغربية تهدف إلى فرض عزلة على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووقف هجمات استشهادية، وتدعي عدم السعي لايذاء عرفات جسديا. لكن الفلسطينيين يقولون إن احتلال اسرائيل للعديد من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية يهدف إلى تفكيك السلطة الفلسطينية وقتل عرفات في نهاية الأمر. واعتقل الجيش الاسرائيلي المئات لكنه أطلق سراح الكثير منهم بعد استجواب. وقال أفراد الشرطة الذين أعيدوا من رام الله إن الجنود الاسرائيليين لم يهاجموا فقط من يشتبه في انهم مهاجمون استشهاديون. وقال الأعسر «شاهدناهم يقتلون مدنيين ويدمرون مؤسسات مدنية وأمنية.. كان قتلا عشوائيا». وأضاف الأعسر أن الجنود الاسرائيليين صادروا أسلحتهم وجميع متعلقاتهم. وقال «أخذوا بنادقنا وقالوا إنهم صادروا أسلحة غير مشروعة». وواجه رجال الشرطة الفلسطينية استجوابا كذلك من جانب محققين تابعين للجيش خلال الليلة التي قضوها في معسكر اعتقال. وقال شرطي آخر هو أشرف ابو شملة «كانوا يسألون أسئلة غبية مثل ما اسم زوجتك وكم عدد أبنائك». واضاف أن المحقق سأله ما اذا كان إرهابيا. وتابع«قلت له أنا شرطي». وقال مسؤولون بمستشفى فلسطيني أن 28 على الأقل من رجال الشرطة الذين أطلق سراحهم مساء الاثنين يعانون من العديد من الاصابات بالرصاص وأدخلوا المستشفى. وقضى الكثيرون منهم الليلة في مدينة غزة لأن الحصار الاسرائيلي منعهم من الدخول لمدن أخرى. وقال أبو شملة أن الكثيرين مازالوا معتقلين مقدرا عددهم بنحو ألف. وتقول اسرائيل أنها اعتقلت 700 في رام الله.