قالت مصادرفلسطينية وأخرى إسرائيلية أن تسعة فلسطينيين استشهدوا ولقي جندي اسرائيلي مصرعه خلال عملية اجتياح واسعة قامت بها القوات الاسرائيلية لمدينة جنين ومحيط مدينة نابلس في الضفة الغربية في ساعة مبكرة من اليوم (الخميس). وقال مسلح فلسطيني ان مجموعة من المسلحين الفلسطينيين احتجزت امس الخميس 14 جنديا اسرائيليا في مدرسة في مخيم بلاطة للاجئين على مشارف نابلس بالضفة الغربية بعد معركة شرسة اعقبت غارة اسرائيلية. وقال المسلح الفلسطيني خلال اتصال من هاتفه المحمول من مخيم بلاطة قرب نابلس ان المسلحين طوقوا الجنود الاسرائيليين. واضاف المسلح الذي طلب عدم نشر اسمه «طوقناهم داخل المدرسة». وصرح بان المسلحين رفضوا نداء السلطة الفلسطينية باطلاق سراحهم. وقالت مصادر اخرى في المخيم ان الجنود محاصرون في مدرسة ثانوية تابعة للامم المتحدة. وقال مصدر ان طائرة هليكوبتر اسرائيلية طراز اباتشي فتحت نيرانها على المسلحين وجرحت احدهم. وقالت المصادر أن اثنين من الفلسطينيين وجندي إسرائيلي قتلوا عندما توغلت القوات الاسرائيلية داخل مخيم بلاطة جنوب نابلس. فيما قتل ستة من أفرادالشرطة الفلسطينية ومدني واحد في توغل للقوات الاسرائيلية في مدينة جنين. وقالت المصادر انه تم التعرف على خمسة من شهداء الشرطة الفلسطينية الستةالذين سقطوا في جنين وينتمي الشرطيون الذين قتلوا في مخيم جنين الى قوات التدخل الخاصة وقد تم التعرف على خمسة منهم وهم: عبدالله عثمان (23 عاما من الجلمة) ومحمد محمود فايد (23 عاما من مخيم جنين) ومحمد محمود الحاج (23 عاما من قرية جلقموس) وسميح فوزي العراضة (21 عاما من الجلمة) واسامة موسى جاد الله (22 عاماً. من جنين). وجرح 150 فلسطينيا على الاقل وجنديين إسرائيليين في عمليات التوغل داخل المناطق الفلسطينية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن الجيش الاسرائيلي ادعاءها أن مدينتي نابلس وجنين هما «مركزان للارهاب المسئول عن مقتل المئات من الاسرائيليين». وذكر شهود عيان ومراسلون فلسطينيون أن حشودا من الجيش الاسرائيلي مدعمة بالدبابات والمروحيات والعربات المصفحة اجتاحت مدينة جنين وتوغلت من الجهتين الجنوبية والغربية فيما حلقت طائرات مروحية في سماء المنطقة لمساندة القوات البرية. وأفاد فلسطينيون أن عملية اجتياح جنين استغرقت ساعتين انسحبت بعدها القوات الاسرائيلية إلى مداخل المدينة غير أنها عادت واقتحمتها مرة أخرى. وقال شهود عيان أنه سبق هذه العملية تسلل لقوات خاصة إسرائيلية في أحياءالمدينة. وأن أصوات اشتباكات عنيفة ودوي الرصاص والقذائف سمعت في أكثر من اتجاه في المدينة. وكانت مروحيات إسرائيلية من طراز أباتشي قد قصفت في وقت سابق من امس (الخميس) مواقع فلسطينية في محيط مدينة نابلس. وذكرت مصادر فلسطينية في نابلس أن المروحيات أطلقت عدة صواريخ باتجاه المخيم. وأن أحد هذه الصواريخ دمر المحول الكهربائي مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم. وجاءت هذه العمليات بعد ساعات قليلة على قيام فلسطينية هي دارين محمد توفيق أبو عيشة بتنفيذ عملية استشهادية باستخدام سيارة عند أحد الحواجز العسكرية الاسرائيلية مساء أمس (الاربعاء). مما أدى إلى استشهادها بالاضافة إلى استشهاد اثنين من الفلسطينيين قيل أنهما كانا بصحبتها داخل السيارة وإصابة ثلاثة من ضباط الشرطة الاسرائيلية. وأعلنت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح مسئوليتها عن العملية. وتعتبر هذه العملية الاستشهادية الثانية التي تنفذها امرأة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 أيلول (سبتمبر) من عام 2000 وكانت وفاء إدريس قد نفذت العملية الاستشهادية الاولى في 27 كانون الثاني(يناير) الماضي بقلب القدس الغربية مما أسفر عن مصرع إسرائيلي وإصابة العشرات. وفي مخيم بلاطة الذي استعصى على محاولات اسرائيلية عديدة لاقتحامه دارت امس معركة عنيفة استشهد فيها الفلسطيني مهدي نمور (34 عاما) في حين استشهد فلسطيني غير مسلح بالقرب من مدينة نابلس هو كعب ابو مصطفى (33 عاما) كما قتل جندي اسرائيلي. وقتل الفلسطيني الذي لم يكن مسلحا بنيران اسرائيلية من كما كايد خليل ابو مصطفى (33 عاما) المسؤول المحلي عن كتائب شهداء الاقصى. وهي مجموعة مسلحة مرتبطة بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات برصاص رشاش دبابة. ومن جانب آخر اكد مصدر فلسطيني مسؤول امس الخميس ان الاجتماع الامني الفلسطيني الاسرائيلي بدأ اعماله بمشاركة اميركية بعد تأخير اكثر من ساعتين عن الموعد المقرر له بسسب احتجاج الجانب الفلسطيني على توغل الجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. وقال مصدر فلسطيني لوكالة فرانس برس ان الاجتماع المخصص لمناقشة الاوضاع الامنية والذي يعقد قرب معبر بيت حانون (ايريز) بشمال قطاع غزة «قد بدأ بمشاركة اميركية بعد تأخير استمر اكثر من ساعتين بسبب احتجاج الجانب الفلسطيني على توغل الجيش الاسرائيلي في جنين وقصف مخيم بلاطة في نابلس شمال الضفة الغربية». وكان اجتماع امني اسرائيلي فلسطيني عقد الثلاثاء في حضور مندوبين اميركيين في تل ابيب واستمر حوالى ست ساعات. وكان عقد اجتماع آخر من هذا النوع في 21 شباط/فبراير. واعتبر مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة في تصريح لوكالة فرانس برس صباح اليوم «ان هذا التصعيد العسكري الاسرائيلي فجر امس تهديدا خطيرا ومحاولة لتخريب الاجتماعات الامنية الفلسطينية الاسرائيلية الاخيرة وكذلك تخريب الجهود الدولية المبذولة». واكد ابو ردينة «اننا نحذر الحكومة الاسرائيلية ونحملها المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير. كما ونطالب المجتمع الدولي بمحاسبة هذه الحكومة (الاسرائيلية) التى تضرب بعرض الحائط كل الجهود ومبادرات السلام». وكانت السلطة الفلسطينية علقت الاحد الاجتماعات الامنية مع اسرائيل اثر قرار الحكومة الاسرائيلية في اليوم نفسه الابقاء على الحصار الذي تفرضه على الرئيس الفلسطيني في رام الله منذ 3 كانون الاول/ديسمبر مع السماح له بحرية الحركة في هذه المدينة الخاضعة للحكم الذاتي.