بعد نهاية بطولة خليجي 13 والتي أقيمت بمسقط سنة 96م والتي قدم خلالها منتخبنا الوطني مستوى هزيلا لم يؤهله سوى للمركز الثالث وبالفعل فقد كانت أشبه بالكارثة فاتخذ الاتحاد السعودي اجراءات سريعة بدأت بإقالة المدرب ووصلت إلى التحقيق مع بعض اللاعبين أو بالأحرى مساءلتهم عن سبب تدني مستواهم وكان من بين هؤلاء كابتن المنتخب الحالي النجم سامي الجابر.عاد اللاعبون بعد إجازة قصيرة للمعسكر استعداداً لكأس آسيا ولم تكن الأمور تبشر بخير فبعد المستوى الهزيل في بطولة الخليج لم يكن احد يتوقع مقارعة عمالقة الكرة الآسيوية إيران وكوريا واليابان. وقبل اسبوعين من بداية البطولة كانت هناك التصفيات النهائية لبطولة كأس الكؤوس الآسيوية وكان الممثل هو الهلال عاد لاعبو الهلال الدوليون جميعهم لناديهم قبل البطولة بأيام، وكالعادة حقق الهلال البطولة بكل جدارة أمام ناغويا الياباني وسطر نجومه الدوليون آنذاك أروع فنون الكرة والتي حازت على إعجاب الجميع وأعادت شيئاً من الثقة والاطمئنان للجماهير السعودية عموما على مستوى هؤلاء اللاعبين والذي بالتأكيد سيعم على باقي لاعبي المنتخب.وعاد لاعبو المنتخب لمهمتهم الوطنية الثانية وسط روح معنوية ونفسية عالية ووسط احتفال وتبريكات من باقي لاعبي المنتخب وعقد الجميع العزم على الكأس ولاشي ء غيره وبدأت البطولة وغسل المنتخب المظهر السابق وقدم أرقى المستويات وامتلك الكأس للأبد ووقفت آسيا بأكملها احتراما للأخضر الذي استطاع التغيير في أقل من شهر وبحث الجميع عن السر وبشهادة النقاد فقد كان للاعبي الهلال الدوليين الفضل الأكبر بعد الله في الفوز باللقب لروحهم العالية وأدائهم المميز والذي عم على باقي اللاعبين ومن ينسى مباراة الصين؟ وفي هذه الأيام وبعد ان أنهى الهلال مشاركته في بطولة كأس الكؤوس العربية في مركز لا يليق به وللحقيقة فلم يكن أحد يتوقع ان يحصل الهلال على اللقب لغياب عدد كبير من اللاعبين الذين كانوا في معسكر المنتخب للاستعداد للبطولة العربية التي ستقام بعد حوالي الشهر من الآن!!! ومع ان إدارة المنتخب أعطت الهلال بعض اللاعبين الدوليين إلا ان الهلال من حقه الاستفادة من جميع لاعبيه وهو يقوم بتمثيل الوطن في مهمة رسمية بدلا من إبقائهم لمباراة ودية أمام رديف المنتخب البلغاري الذي لن يشارك في كأس العالم!!! ولو ان الهلال شارك بجميع نجومه لما كان هناك شك بأن الهلال هو البطل الأول ولعاد لاعبوه الدوليون للمنتخب وسط روح نفسية ومعنوية عالية ووسط تفاهم كبير لا يحتاج لمعسكر طويل لخلقه بما ان مايقارب نصف المنتخب من لاعبيه واكثر من النصف في الصف الأساسي.إن وجود مثل هذا العدد من ناد واحد في منتخب واحد وبمهارات عالية مفيد جدا لأي منتخب في العالم فها هو روجيه لومير مدرب المنتخب الفرنسي يبدي ارتياحه لوجود أربعة من عمالقة وأعمدة منتخبه (هنري بيريس فييرا ويلتورد) في فريق الارسنال الانجليزي حيث لم يعد بحاجة سوى لجهد بسيط لعمل تفاهم بينهم ولاعبي المنتخب الآخرين وأيضاً وجد اريكسون السويدي مدرب المنتخب الانجليزي نفسه في راحة كبيرة وهو يستعين بثلاثي ليفربول (أوين هيسكي جيرارد) ليعلنوا عن تناغم رائع نقل الانجليز من آخر الترتيب في تصفيات كأس العالم إلى مقدمته بل أصبح من المرشحين للفوز بكأس العالم بهذا الثلاثي. إذا كان النادي هو الذي يقدم اللاعب للمنتخب فهو القادر على صقله وتجهيزه التجهيز الكامل للاستعداد الرسمي للمنتخب. الفرق القوية هي أساس المنتخب ووجود هذه الأندية بعيدة عن لاعبيها والبطولات سيؤثر عاجلا ثم آجلاً على المنتخب... وسترون.