استعادت الأندية السعودية من جديد كأس السوبر الآسيوية باحراز فريق النصر هذه البطولة بعد تعادله سلباً مع فريق بوهانغ الكوري الجنوبي في مباراة الاياب التي أقيمت الأسبوع الماضي في الرياض بحضور 30 ألف مشاهد أحتشدوا في استاد الملك فهد الدولي. وحقق النصر كأس السوبر الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه والثانية في تاريخ الأندية السعودية إذ سبق الهلال أن فاز بها في العام 1997 أمام الفريق نفسه. وكان رئيس الإتحاد السعودي لكرة القدم الأمير فيصل بن فهد في مقدمة الذين حضروا المباراة. وسلم في نهايتها الكأس الآسيوية للاعبي النصر ومبلغ 10 آلاف دولار لكل لاعب من لاعبي الفريق البطل. وكان النصر تأهل للعب على هذه الكأس إثر فوزه بكأس الكؤوس الآسيوية في نيسان أبريل الماضي بتغلبه على سامسونغ الكوري الجنوبي 1-صفر سجله النجم البلغاري ستويشكوف. وفي مباراة الذهاب لبطولة السوبر الآسيوية انتزع النصر التعادل 1-1 من بوهانغ بعد مباراة قوية ومثيرة. وبفضل الخطة المتوازنة التي رسمها مدرب النصر البرازيلي سانتوس لمباراة الإياب في الرياض، نجح الفريق في تحقيق التعادل السلبي الذي أهدى إليه النصر. واعتبر النصراويون فوز فريقهم بكأس السوبر الآسيوي أفضل رد على قرارات الإتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي حال دون استفادة النصر من خدمات لاعبيه الأجانب، ووقف ضد النصر في نزاعه مع كاظمة الكويتي في قضية المهاجم نهار الظفيري وأكدوا أن محاولات الإتحاد الآسيوي وضع العراقيل أمام النصر لم تمنعه من احراز أكبر بطولات القارة الآسيوية. وامتدح رئيس النادي الأمير فيصل بن عبدالرحمن جهود لاعبيه والأداء الجيد الذي قدموه. ووصف لاعبيه بالأبطال كونهم واجهوا خصماً عنيداً لديه عدد من اللاعبين المحترفين بينما لم يكن مع النصر سوى لاعب محترف واحد شارك في جزء من المباراة. وسهرت العاصمة الرياض معقل نادي النصر حتى الصباح، ورقصت الجماهير ابتهاجاً بهذا الانتصار الكبير، وامتدت أرتال السيارات المشرعة بأعلام الفريق النصراوي عشرات الأميال داخل شوارع الرياض، وغصت الشوارع والأحياء القريبة من مقر النادي بآلاف المشجعين الذين حضروا لمشاهدة فريقهم البطل. واحتفت الصحف السعودية الصادرة صبيحة اليوم التالي بالإنجاز الجديد، وأطلق عدد منها عبارات تمجد فريق النصر ولاعبيه وتشيد بالروح العالية التي لعبوا بها المباراة، واعتبرت أن احراز النصر هذه البطولة يعد انجازاً جديداً للكرة السعودية أعاد الروح الى الجماهير التي تألمت لخسارة الإتحاد والشباب بطولة الأندية العربية الشهر الماضي. وأشارت الصحف الى تفوق الأندية السعودية على صعيد البطولات الآسيوية باحرازها ست بطولات عن طريق النصر والهلال والقادسية، وأكدت أن ذلك يواكب انجازات المنتخب السعودي الذي امتلك كأس الأمم الآسيوية بعد فوزه بها ثلاث مرات. ولم تخل تحليلات الصحف السعودية من توجيه انتقادات عنيفة الى حكم اللقاء الإماراتي علي بوجسيم، فاتهمته بالتغاضي عن احتساب ركلة جزاء لمصلحه النصر. ولم تسع الفرحة لاعب النصر فهد الهريفي إذ سجل في مباراة الذهاب الهدف الذي كفل للنصر البطولة. وقال الهريفي: "سعادتي لا توصف لأنني حصدت مع النصر أول بطولة بعد عودتي اليه". وبرغم تقدم الهريفي في السن 33 عاماً فإن المدرب سانتوس أشاد بقدراته الفنية ودوره المهم في صفوف الفريق. وينتظر النصر قرار الإتحاد الدولي لكرة القدم اقامة أول بطولة قارية لأندية العالم تجمع بين أبطال القارات، غير أن هناك تأجيلاً مستمراً من الإتحاد الدولي لإقامه هذه البطولة قد يفوت على النصر المشاركة فيها هذا العام. وكان تأجيل الإتحاد الدولي فوت على الهلال في العام 1997 تمثيل قارة آسيا في بطولة الأندية أبطال القارات. وانهالت المكافآت والهدايا على لاعبي النصر تقديراً من المسؤولين ورجال الأعمال للإنجاز الذي تحقق، فمنح رئيس الإتحاد السعودي الأمير فيصل كل لاعب في الفريق 10 آلاف دولار كهدية شخصية منه للاعبين، وقدمت ادارة النادي ما يقارب ذلك للاعبيها اضافة الى مبالغ أخرى سيحصل عليها الفريق أثناء حفل التكريم الأسبوع المقبل، ويتوقع أن يصل ما سيحصل عليه كل لاعب في الفريق الى 30 ألف دولار. وتميز لاعبو النصر الذين شاركوا في تحقيق الإنجاز التاريخي لناديهم بالجمع بين الخبرة والحيوية، واستفاد الفريق كثيراً من خبرة محيسن الجمعان وفهد الهريفي والسنغالي فيكتور، بينما لعبت العناصر الشابة دوراً مهماً في صمود الفريق أمام خصمه العنيد فظهرت أسماء بارزه كمحسن الحارثي وإبراهيم العيسى وعبدالعزيز الجنوبي وإبراهيم الشويع ونهار الظفيري وحسين هادي والحارس محمد الخوجلي. واستطاع المدرب سانتوس الاستفاده من هذه الميزة لتكوين توليفه جيده أظهرت تناسقها وتماسكها أثناء المباراة الحاسمة. وتمتلك الأندية العربية سبعة ألقاب في بطولات الأندية الآسيوية أبطال الدوري والكأس والسوبر، وللأندية السعودية نصيب الأسد بعدما فازت بستة ألقاب مقابل لقب واحد للأندية العربية الأخرى، وكان فريق السد القطري أول فريق عربي يحقق لقباً آسيوياً إثر فوزه بكأس الأندية الآسيوية أبطال الدوري العام 1988، وحقق الهلال أول لقب للأندية السعودية في هذه المسابقة باحرازه كأسها العام 1991، وانتزع القادسية كأس أبطال الكؤوس العام 1993، ثم عاد الهلال ليحصد بطولة أبطال الكؤوس العام 1996 وبطولة كأس السوبر 1997، وحصل النصر على كأس الكؤوس الآسيوية وبطولة السوبر 1998. ويبلغ رصيد النصر في البطولات التي لعبها خارج السعودية أربعة القاب حققها خلال ثلاث سنوات، وكانت أولى بطولاته الخارجية تحقيق كأس أندية الخليج 1995، ثم الفوز بالبطولة ذاتها 1996، والفوز بكأس الكؤوس الآسيوية وكأس السوبر 1998. والبطولة الأخيرة هي البطولة الوحيدة التي لم يشارك في تحقيقها نجمه السابق ماجد عبدالله الذي أصبح الآن مديراً للفريق