حقاً لقد كانت الفاجعة أليمة والمصيبة عظيمة بأفول هذا النجم من سماء حياتنا جميعاً، وبفقده اليوم تفقد الأمة الاسلامية اماماً من ائمة الحرم الشريف الكبار، لقد كان رحمه الله زميلاً مثالياً في الدراسة والسكن الجامعي ابان دراستنا في كلية الشريعة بالرياض، كان ينبوعاً من الشفقة والرأفة والعطف، اتصف بدماثة الخلق ولين الطبع وصفاء النفس فكان محبباً من جميع طلاب الكلية ومنسوبيها فأصبح صديق الجميع. كنت اتذكر عندما كان رحمه الله يأخذ على عاتقه ايقاظ جميع الزملاء لاداء صلاة الفجر في السكن الجامعي بلطف ولين، يحظى باستجابة نشيطة لما له من تقدير واحترام لديهم. كان حافظاً لكتاب الله وهذا خير شرف له ولامثاله. ايها الشيخ الفاضل: لقد كنت اماماً لاقدس مسجد على وجه الارض هو الحرم المكي الشريف الذي آمل ان تشهد لك اركانه بالطاعة، واتسمت بصوتك المؤثر الجذاب الذي يرق معه قلب كل مسلم يسمعه على وجه الارض، ان حياتك كلها ولله الحمد مشبعة بالطاعة فنحن نحسبك والله حسيبك انك من العلماء الافاضل الاتقياء الابرار الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ان شاء الله، وهذا ما يهون وطأة الحزن على والديك وعائلتك واقاربك وكل محب وصديق، وانني بفقد زميل عزيز ساحتفظ بذكرى شخصيته المؤثرة، والله اسأل ان يتغمدك بواسع رحمته وان يسكنك فسيح جناته وان يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان، «انا لله وانا اليه راجعون». عبدالعزيز مسفر القعيب