قال تعالى «كل نفس ذائقة الموت» صدق الله العظيم لقد كان يوم الثلاثاء الموافق 22/11/1422ه من الايام المحزنة والمفجعة على اهالي منطقة الجوف عامة وذلك في وفاة الاخ العقيد فايز بن سالم الوقيد مدير مباحث رفحاء في حادث مروري، فقد كان للنبأ الفاجع اشد انواع الاسى واعمق الالم في نفوس الجميع، فكان رحمه الله ينبوع الرأفة والشفقة والعطف على الكبير والصغير كما كان ايضا يتصف بدماثة في الخلق ولين في الطبع وتواضع في المعاملة وصفاء في النفس ورقة في الشعور محبباً من جميع الناس. حقاً لقد كانت الفاجعة أليمة والمصيبة عظيمة بافول هذا النجم الساطع المنير من سماء الجوف. لقد اخذني الوجوم واستولت علي الدهشة والالم حين وردني نبأ الفاجعة بهذا الاخ الكريم ورحت اتساءل: اصحيح ان ذلك الانسان الممتلئ صحة وعافية والذي يفيض مرحاً وبشراً اصبح بين عشية وضحاها جثة هامدة لاحراك فيها؟ حقاً لقد كان ابو فراس انس النفوس وقرة العيون بتلك الابتسامة التي كانت لاتفارق ثغره، وتلك البشاشة التي لاتغيب عن ملامحه، بتلك المروءة التي كانت تدفعه دوماً وابداً الى الاسراع في خدمة اخوانه و اصدقائه، بحسن معاملته لكل انسان ومقابلته للاحسان باضعافه. وليس لنا الا ان نقول كما قال الشاعر: حكم المهيمن في الخلائق مبرم من ذا يرد قضاءه اذ يحكم رحمك الله رحمة واسعة وادخلك فسيح جناته «إنا لله وإنا إليه راجعون». فواز محمد معزي الخالدي