غادر ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي واشنطن امس الاحد في مهمة حرب وسلام تستمر عشرة ايام يزور خلالها الشرق الاوسط والخليج وبريطانيا بحثا عن تأييد لتوسيع الحرب ضد الارهاب وعن حل سلمي للعنف الاسرائيلي الفلسطيني السائد. وسيحط تشيني في لندن مساء محطته الاولى في اول جولة خارجية له منذ أن اصبح نائبا للرئيس. ويجتمع اليوم الاثنين مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مقره في ذكرى مرور ستة اشهر على هجمات 11 سبتمبر ايلول ضد الولاياتالمتحدة التي أدت الى الحرب ضد الارهاب بقيادة الولاياتالمتحدة. وتغلف السرية باقي الجولة لاعتبارات امنية. ويقول البيت الابيض ان تشيني سيزور 11 دولة اخرى غير بريطانيا من بينها اربع دول مجاورة للعراق لكن البيت الابيض لم يذكر مواعيد الزيارات. ومن المقرر ان يزور تشيني بعد مغادرة لندن كلا من المملكة العربية السعودية والكويت ومصر والامارات والبحرين وقطر وتركيا وعمان والاردن واسرائيل واليمن، كما سيزور القوات الامريكية في المنطقة. ويريد نائب الرئيس الامريكي حشد التأييد للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين الذي ترى واشنطن انه يمثل تهديدا فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، كما سيشجع تشيني على المزيد من التحرك لتحطيم شبكة القاعدة التي تحملها واشنطن مسؤولية هجمات 11 سبتمبر ايلول بما في ذلك القضاء على أي ملاذ لاعضاءالشبكة خارج افغانستان. وقال تشيني انه سيطلب تعاونا في القضاء على خلايا القاعدة في بلدان أخرى وفي مجال التدريب العسكري ومجالات أخرى مثل المخابرات والضوابط المالية. بالاضافة الى ذلك سيبحث تشيني خلال اجتماعاته مع المسؤولين العرب والاسرائيليين سبل انهاء العنف الاسرائيلي الفلسطيني بما في ذلك مبادرة السلام السعودية. ودفع التصعيد الأخير للعنف والحاح الدول العربية في المطالبة بمشاركة امريكية اكبر الى ادراج عملية السلام على جدول اعمال الجولة. وقال تشيني للصحفيين يوم الجمعة: ان السبب الرئيسي في ان الرئيس طلب مني القيام بالجولة هو اجراء محادثات حول مواصلة الحرب ضد الارهاب وعملياتنا المستمرة ليس فقط في افغانستان وانما في مجالات أخرى كذلك. واضاف قائلا: ان من المهم ألا نتجاهل الانشطة المطلوبة «لالحاق هزيمة بالارهاب» في اماكن أخرى في المنطقة. ورفض تشيني الكشف عن الخطوة التي تفكر الولاياتالمتحدة في اتخاذها ضد العراق. وكان بوش ندد بالعراق ووصفه بأنه يمثل مع ايران وكوريا الشمالية ما اسماه «محور الشر» واتهم الدول الثلاث بتطوير اسلحة للدمارالشامل. والولاياتالمتحدة ملتزمة بالقضاء على نظام صدام وطالبته باعادة مفتشي الاسلحة الدوليين دون اي شروط. وقال مسؤول كبير بإدارة بوش انه ليس متوقعا ان يدلي تشيني بأي تصريحات عن تحرك عسكري «وشيك» ضد العراق. لكن من المرجح ان يتبنى تشيني الذي كان وزيرا للدفاع وقت حرب الخليج عام 1991 خطا متشددا. وقال المسؤول الكبير يوم االجمعة: من المهم الا نسقط في فخ ان المفتشين هم الهدف. القضية هي... اسلحة الدمار الشامل، وتابع قائلا: نعلم انهم «العراقيون» لم يقضوا على اسلحة الدمار الشامل الخاصة بهم. لكن جيم شتاينبرج نائب مستشار الامن القومي للرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون قال: ان الادارة لا تزال منقسمة حول مسألة اذا كانت ستهاجم العراق عسكريا وكيف ستهاجمه. وهذا يلقي على تشيني مهمة صعبة باظهار التصميم اللازم لكسب التأييدلاي عمل عسكري وان يشرح في الوقت نفسه ان واشنطن لم تتوصل الى قرار. وقال شتاينبرج: طالما انهم «ادارة بوش» لا يظهرون تصميما كبيرا فان كل الدول ستقول انه «العمل العسكري ضد العراق» فكرة مرعبة. وتوقع مسؤول كبير بادارة بوش ان يجري تشيني محادثات مع الامير عبدالله حول اقتراحه بتطبيع العلاقات مع اسرائيل مقابل الانسحاب من الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967. وقال المسؤول ان الاقتراح مهم وربما يوفر نافذة للتقدم. ومن المقرر ان يزور تشيني ايضا مصر واسرائيل.