في الحقيقة كل منا ينتظر إجازته بفارغ الصبر سواء كان طبيباً أو معلماً أو طالباً.. لأن هذه الإجازة تكون راحة له بعد مكوث طويل في العمل والجهد طوال اليوم.. فما أسعد الطالب عندما ينتهي العام الدراسي وينتهي من كابوس الامتحانات.. وما أسعد المعلم حينما يستريح من هموم الطلاب وغم التحضير.. وما أسعد الطبيب عندما يقرأ خطاب الموافقة على إجازته.. إنها سعادة لا تسع كل واحد منا.. فالكل يتمنى لو ان حياته كلها اجازة حتى يبتعد عن التعب والمشاغل الشاقة. فعلى قمة المروءة والشهامة في هذا الكون تتربع نفوس شامخة جربت حياة التعب، وزاولت مهنة النصَب.. وعاشت أقسى اللحظات.. بيد ان لها سمواً انساها كل ذاك.. وأجرى في دمها محبة الغير.. وهل يأتي الخير إلا من كل خير مقدام؟! هنا من بيننا من نفض عنه الراحة في أجمل ايام الإجازة.. بين أهله وأحبابه ووقت لذة النوم.. نعم.. طبيب.. أفتخر بسماع اسمه.. ويزداد افتخاري به اكثر حينما اسمع قصص بطولات له.. طبيب قام ليؤدي واجبه الإنساني.. لا يرجو من ذلك سوى وجه الخالق الرحمن.. طبيب.. من منطقتنا الجوف الحبيبة الذي يعتز به أفراد المنطقة كل اعتزاز ويدعون له في السر والعلانية.. ففي دعة الإجازة، وسكون الليل نهض من نومه حينما يلذ النوم للخاملين.. وذهب بعون الله يمسح دمعة طفل سالت لها دموع أمه ألماً.. وقلبها يتفطر على ما أصاب فلذة كبدها.. فكم من طفل أنقذه من الموت بعد الله عز وجل؟! وكم من أب أودع ابنه لهذا الطبيب القدير؟! وكم من ابتسامة أعادها إلى أسرة كانت ترثي ابناً لها! وكم وكم؟!!. كل هذا واكثر كان يوم إجازة طبيبنا الغالي.. ما كان ذلك ليكون إلا ممن هو أهل لكل خير انه الدكتور فارس هداج الهادي حفظه الله .. فجزاه الله خيرا وثوابا.. عن كل طفل وأم وعن كل من ساعده.. وان اعظم الثواب ليلقاه بإذنه عند من يُسَر على من يَسر على مسلم في الدنيا.. وأسأل المولى ان يجعل ما يقدمه من خير في موازين حسناته.