انطلق العام الدراسي الجديد، كل عام وأنتم بخير وصحة وعافية أيها المعلمون الأفاضل، ونفع الله بكم وأفاض الخير على يديكم المربية الحانية، عام كغيره مفعم بالجهد والتعب والجد والمثابرة، لكنه ليس كغيره في خطته الزمنية التي تقرر فيها إلغاء إجازة منتصف الفصلين الدراسيين الأول والثاني، ولا يخفى عليكم كم كان الطلاب -على مختلف أعمارهم- ينتظرون هذه الإجازة لالتقاط الأنفاس وتجديد الطاقة. إلا أنه ولتفادي إجراء الاختبارات في شهر رمضان المبارك وما يترتب عليه من مشقة على أبنائنا رأت الوزارة أن تحافظ على الفصل الدراسي المكّون من خمسة عشر أسبوعا، وهو الأمر الذي بدأ طلابنا يتحدثون فيه من الآن عن صعوبته، وهذا أمر طبيعي نظرا لميل النفس الإنسانية على اختلاف مراحلها العمرية لحب الراحة والترفيه، وهو الأمر الذي يجب أن نستعد له نحن المعلمين من الآن؛ فيجب علينا أخي المعلم أن نخاطب أبناءنا بما يحبون ولنجعل من الحصة الدراسية مضمارا للتنافس فيما بيننا كل في مادته، نسعى إلى تحبيب الطلاب فيها، وذلك بالبعد عن الإستراتيجيات التقليدية المملة المعتمدة على التلقين والإلقاء، والتي تجعل أسعد لحظات الحصة لدى الطالب هي لحظة سماع جرس انتهائها! ومن أبرز الإستراتيجيات المجربة التي أثبتت التجارب الميدانية حب الطالب لها وتعلقهم بها إستراتيجية التعلم باللعب أو الترفيه. وقد أكدت الدراسات أن الأفراد يتعلمون بصورة أفضل عندما تكون عملية التعلم ممتعة، وكما يقول «نيتشه»: (في داخل كل منا طفل يتوق للعب). والطالب عند ممارسة التعلم باللعب يستخدم العديد من الحواس ويحاكي الواقع ويؤكد ذاته وتصبح لديه القدرة على التخيل والإبداع والاستكشاف، كما أن الفرص تكون سانحة لإقامة العلاقات الإيجابية بل واكتشاف العلاقات السلبية بين الطلاب. ويمكنك عزيزي المعلم تصميم الدرس في صورة مسابقة كلمات متقاطعة أو حذف الحروف للبحث عن كلمة السر أو تصميم بساط على شكل لعبة السلم والثعبان، ويمكن كذلك استخدام برامج البوربوينت والفيديو وغير ذلك من الوسائل التي تراها مناسبة لمحتوى المادة وزمن الحصة، وكلها أشياء تجعل من حصتك مصدرا للسعادة والتشويق. كل عام وأنتم بخير، عام يبدأ بتجديد النوايا وشحذ الهمم للسمو بأنفسنا وطلابنا من أجل رفعة أوطاننا.